يعتبر الأمير المعز بن باديس عقد البيت الصنهاجي ومفخرته البارزة، فقد تولى كرسي الامارة سنة 1015م الموافق لسنة 406 للهجرة، وكان وقتها صغير السن، لكنه نجح في ادارة شؤون البلاد بفضل حسن تربيته ورفعة اخلاقه وذكائه الوقاد. نشأ بالمنصورية وكرع من مناهل العلم والأدب والفن وانكب على تربيته رجال أفذاذ نذكر من بينهم ثلاثة وهم الوزير النابغة في كل علم وفي كل فن أبو الحسن علي الشيباني والحاجب عبد الوهاب وابراهيم الرقيق برع المعز بن باديس في كل العلوم والفنون فكان يحسن الاغاني ويجيد التوقيع على العود والرباب ولما بلغ سن الرشد وباشر الامر بنفسه قرب اليه الادباء والشعراء والعلماء وأهل الفن. تحدث عنه ابن خلكان فقال: كان أميرا جليلا عالي الهمة، محبا لاهل العلم، كثير العطاء وقد مدحه الشعراء وأثنى عليه الادباء. كما عرف به الكاتب الاندلسي أمية بن أبي الصلت الداني فقال: ولم يكن أحد في زمانه أشد بأسا في الملاحم ولا أطول يد بالمكارم ولا أغنى بلسان العرب ولا أحنى على الأدب. وكان متوقد الذهن، حاضر الخاطر حاذقا بطرائق الالحان، عالما بالمنثور والمنظوم من الكلام. وقد شهدت البلاد في عصره الذي دام 50 سنة ازدهارا لم يعرف التاريخ له نظيرا.