القدس المحتلة (الشروق): بينما تتخذ الإدارة الأمريكية سلسلة إجراءات وسياسات متسارعة لطي ملفات القضية الفلسطينية، يسعى الصهاينة لإعداد خطة لإنهاء عمل «أنروا» في القدس، وفي سباق مع الزمن تصادق بلدية الاحتلال في مدينة القدسالمحتلة اليوم، على بناء 75 وحدة استيطانية في القدس وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها. وأعلن رئيس بلدية الاحتلال الصهيوني في القدسالمحتلة نير بركات أنه يعتزم تقديم خطة في القريب العاجل، لوقف أنشطة «أونروا»، في المدينة المقدسة. وقال بركات في تصريحات صحفية لوسائل عبرية أول أمس: «سنغلق مدارس «أونروا»، ونسمح باختيار أفضل لبقية المدينة، وسنحل محلها خدمات رعاية اجتماعية مع تلك الخدمات المتوافقة التي تتعامل مع الإنفاق على الفقر، ومساعدة السكان،(ويقصد أهل القدس) في المدى الذي يساعدهم على إعادة تأهيل أنفسهم». وأضاف: «الهدف هو إزالة العامل الذي يعيق التطوير المستمر للقدس، يجب أن ننهي الإشارة إلى اللاجئين بأنهم لاجئون، ونعاملهم على أنهم مقيمون، وسنستمر في تطوير القدس مدينة موحدة». وقد كشفت الصحافة الصهيونية في الساعات الأخيرة عن رسالة سرية وجهها رئيس حكومة الاحتلال نتانياهو إلى البيت الأبيض قبل أسبوعين أعلن فيها أن (إسرائيل) غيرت موقفها من «أونروا»، وتدعم وقف التمويل الأمريكي لها. ويأتي ذلك، في الوقت الذي شككت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، نيكي هيلي، في إحصاء الأممالمتحدة لعدد اللاجئين الفلسطينيين واستبعدت حق العودة، وذلك في أحدث خطوة من جانب إدارة الرئيس ترومب، في الاعتراض على كيفية تسليم مساعدات الإغاثة للفلسطينيين. وتعاني «أنروا» من أزمة مالية خانقة، جراء تجميد واشنطن 300 مليون دولار من أصل مساعدتها خلال هذا العام. وفي هذا الاتجاه، أكّدت نائب رئيس اتحاد الموظفين العرب في «أونروا» آمال البطش، أن التمويل الموجود لدى الوكالة ينتهي بنهاية شهر سبتمبر الجاري؛ الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا في حال عدم وجود مصادر تمويل بديلة عن الولاياتالمتحدة التي أوقفت دعمها للمنظمة بشكل كامل. وقالت ل«الشروق»أن توقف الدعم الأمريكي وعدم وجود أي بديل لسد هذا العجز يهدد بضرب كافة الخدمات التي تقدمها «أونروا» سواء صحية أو تعليمية أو اغاثية بما فيها المدارس والمسيرة التعليمية. ويواصل الفلسطينيون احتجاجاتهم رفضا للقرار الأمريكي بوقف تمويل الوكالة الأممية، وأمام مقر وكالة «أونروا»، اعتصم مئات اللاجئين في غزة، أمس، ورفعوا اليافطات التي كتبت عليها عبارات التمسك بالعودة إلى الديار، والحصول على حقوقهم المشروعة. من ناحيتها، اعتبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قرار الإدارة الأمريكية وقف تمويل «أونروا»، اعتداءً جسيماً على حقوق الشعب الفلسطيني ومشاركة في جرائم وممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. وأشارت المنظمة في بيان صحفي وصل «الشروق»، إلى أن قرار الإدارة الأمريكية عطل العديد من خدمات الوكالة العادية والطارئة ووضعها في أزمة مالية ضخمة أثرت على برامجها وعلى العاملين فيها. وبينت المنظمة أن «أونروا» تقدم الدعم لما يقارب من 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني متواجدين في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا، وهم في الأصل أحفاد لما يقارب 700 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح من ديارهم عام 1948. وأشارت إلى أن أوضاع هؤلاء اللاجئين الاقتصادية والمعيشية سيئة للغاية وسيؤدي القرار الأمريكي إلى تفاقم أزمتهم في حال لم يعوض الدعم الأمريكي.