ثمّن محمد بوسلامة المدير الجديد للأركستر السمفوني التونسي عمل المديرين السابقين مؤكّدا حرصه على تطوير هذا الأركستر سواء من حيث توفير الآلات اللازمة أو تطعيمه بأسماء أخرى مع التركيز على تكوين جيل جديد ضمانا لاستمرارية هذا المكسب الموسيقي التونسي. «الشروق» مكتب الساحل: لم يمر شهران على تعيين الموسيقي محمد بوسلامة على رأس الأركستر السمفوني التونسي بعد إقالة حافظ مقني حتى انطلق في جولة من العروض الصيفية في عدة مسارح تونسية (الجم، قرطاج، مدنين) آخرها كان اختتام تظاهرة «ليالي متحف سوسة»، التقته «الشروق» بعد هذا الحفل في حوار قيّم فيه وضعية هذا الأركستر وملامح السياسة التي سيتبعها على رأس هذا الأركستر وأهم أهدافه إلى جانب آراء أخرى ضمن التفاصيل التالية: كيف تقيّم وضعية الأركستر السمفوني التونسي؟ الأركستر أصبح له جمهور يتابعه منذ سبع سنوات مع "سي حافظ" مقني وأرجو أن تتواصل هذه المتابعة معنا وسنحاول إعطاء أفضل ما نملكه استعدادا لجولة أخرى من العروض سواء في الشتاء أو في الصائفة المقبلة، ولكن كلّ شخص له توجّه وأفكار ولن أدّعي أني قمت بإنجازات في صلب هذا الأركستر وغيرها من الاستعراضات، كل ما في الأمر أنا سأجتهد وسأبذل كل ما في وسعي لتقديم الإضافة والحفاظ على هذا المكسب وتعزيزه وأشكر بالمناسبة سي حافظ على كل ما قام به لأنه قدّم مجهودا كبيرا لهذا الأركستر من حيث القاعدة الجماهيرية التي كوّنها والأفكار الّتي نفذها وسأحاول مواصلة ما قام به ولكن لي توجهات وأفكار ونظرة أخرى أسعى بدوري إلى تفعيلها بما أملك من علاقات وأجواء أخرى أحرص على تجسيمها. ما هي الإضافة التي تطمح إلى تفعيلها مقارنة بالتي قام بها حافظ مقني؟ أريد التركيز على الشبان ومضاعفة عدد الموسيقيين المتواجدين داخل الأركستر والذين هم من خيرة الموسيقيين في تونس وأرغب في أن يتبنّى الأركستر هذا المشروع التكويني للشبان وجلب مكونين في المجال الذي ينقصنا حتى يصبح لدينا في قادم السنوات أركستر سنفوني تونسي مائة بالمائة لأنه عندما نعزف سنفونيات وأعمال كبرى نضطر لجلب عازفين لآلات من الخارج مثل «الباسون» و»كنتر باسون» و»البوا» وهي آلات ينقصها عازفون وسنحاول سد هذا النقص. ألا ترى أن الأركستر بقي حبيس المقطوعات العالمية دون إنتاجات جديدة؟ صحيح، لذلك سأحرص في الموسم القادم على الاشتغال مع ملحنين تونسيين لنؤكّد أن لنا من يتقن الكتابة الموسيقية السنفونية مثل أمين بوحافة وونّاس خليجان وغيرهم كثير ووجب تثمين قدراتهم وتمكين التونسيين من سماعهم وعليهم ان يدركوا أن لنا تونسيين مبدعين في هذا المجال، كما سترون الأركستر السمفوني في مشاريع إدماجية ضمن نوعيات «جاز» أو «فلامنكو» ولم لا عربي او شرقي دائمة بمصاحبة الأركستر السمفوني وذلك بالتوازي للموسم الذي سنقدم فيه موسيقى كلاسيكية مائة بالمائة. كيف تم اختيار الأصوات المصاحبة للأركستر؟ اليوم اكتفيت بالأصوات التي كانت تنشط مع سي حافظ والذين اختاروا أن يواصلوا معنا كان عددهم 120 أصبحوا اليوم 50 صوتا ورغم ذلك أعتقد أنه عدد كاف بالنسبة لنا للعمل كما ينبغي مع فسح المجال لكل صوت يرى نفسه في هذا الأركستر ويريد أن ينضم إلينا. تخرّجت سنة 2010 من المعهد العالي للموسيقى وبعد 8 سنوات تجد نفسك مديرا للأركستر السمفوني التونسي هل تعتبر نفسك محظوظا؟ ليست مسألة حظ بل اشتغلت واجتهدت وأنفقت من أجل التكوين في فرنسا. ما هو طموحك؟ أتمنى أن يمثل الأركستر السنمفوني تونس في تظاهرات عالمية كبرى، صحيح نحن نحسس التونسيين ولكن لنا كل الإمكانيات والوسائل والقدرات الفنية والبشرية لتمثيل تونس أحسن ما يمكن في المحافل الدولية.