تسارعت في الايام الاخيرة على الساحة السياسية وتيرة التطورات التي رجّح ملاحظون انها تصب جميعا في خانة المشروع السياسي الجديد لرئيس الحكومة يوسف الشاهد. تونس (الشروق) تشكيل كتلة برلمانية جديدة «الائتلاف الوطني» .. لقاء بين يوسف الشاهد وبعض نواب نداء تونس وتقديم بعضهم استقالاتهم من كتلة حزبهم .. اتهامات من النداء ليوسف الشاهد بالتسبب في «شق صفوف الحزب» وتلويح ب»طرده» منه..إلى جانب تواصل تقلب العلاقة بين مختلف الاطراف الفاعلة بسبب ما يُعرف ب»الأزمة الحكومية». تطورات عديدة شهدتها الساحة السياسية في الآونة الاخيرة تبعها تأكيد من المتابعين والمختصين بأنها تصب جميعها في خانة استعدادات رئيس الحكومة يوسف الشاهد لتأسيس مشروع سياسي جديد قد يقع الاعلان عنه في الأشهر القادمة ويضم وجوها من الفريق الحكومي الحالي وعدد من «الغاضبين» او «المغضوب عليهم» المنشقين سابقا عن حزب النداء إلى جانب وجوه من الوان سياسية أخرى. مشروع جديد الحديث عن المشروع السياسي الجديد ليوسف الشاهد انطلق في الواقع منذ اعلان الوزير السابق مهدي بن غربية استقالته فجأة من الحكومة وهو الذي كان من اقرب المقربين من يوسف الشاهد، وقد حصل ذلك عندما كانت الدعوة لاستقالة الشاهد من الحكومة في أوجها. آنذاك كان التفسير الوحيد لدى المتابعين للشأن السياسي هو تكليف بن غربية من قبل الشاهد باطلاق التحضيرات الاولية لهذا المشروع. ثم جاءت الخطوة الثانية التي رأى المتابعون انها الاكبر في سبيل هذا التوجه الجديد لدى يوسف الشاهد وهي تشكيل كتلة برلمانية جديدة أطلق عليها اسم «الائتلاف الوطني» وكانت أغلب المؤشرات توحي أيضا بانها تدخل في الاطار نفسه وهو المشروع السياسي المستقبلي للشاهد. فهذه الكتلة ضمت نوابا من كتل اخرى عُرفت بتقلب علاقتها بحزب نداء تونس الى جانب نواب آخرين سبق ان استقالوا من كتلة النداء آخرهم 8 نواب قدموا استقالتهم مؤخرا. وفي اليومين الأخيرين حصل شبه تأكد من توجه يوسف الشاهد نحو مشروع سياسي جديد خاصة بعد البيان شديد اللهجة من نداء تونس الذي لمح فيه لذلك وأيضا بعد تصريح المكلف بالاعلام في الحزب منجي الحرباوي امس بالقول ان تطورات الايام الاخيرة تندرج في إطار مشروع سياسي يتمحور حول شخص رئيس الحكومة يوسف الشاهد يوسف الشاهد ويهدف ل»تكسير « النداء وتقسيمه، مع تلويح الحرباوي بان الحزب سيحسم قريبا في مسألة طرد الشاهد والنواب المستقيلين من الحزب. مشروع كبير؟ هذا المشروع السياسي الجديد الذي قد يؤسسه الشاهد يصفه الملاحظون ب»الكبير» في صورة تأكد الفرضيات الحالية المطروحة حوله. فقد يستمد قوته على مستوى البرلمان في صورة تاكد فرضية دعمه من كتلة الائتلاف الوطني الجديدة التي قد تحتل المرتبة الثانية في البرلمان بعد النهضة. وقد يستمد قوّته أيضا من حيث الروح التنافسية الشديدة التي سيباشر بها نشاطه والتي قد تُوجّه أساسا ل»ضرب» حزب نداء تونس (وهو ما اعترف به النداء نفسه) . كما ان المشروع قد يستمد قُوّته أيضا عبر التحالف مع ألوان سياسية اخرى منها أحزاب وشخصيات عُرفت بعدم انسجامها طوال السنوات الماضية مع نداء تونس الى جانب ما تردد ايضا عن دعم النهضة للشاهد. فيما يتحدث مختصون ايضا عن ان قوة هذا المشروع الجديد يحملها عزم يوسف الشاهد الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة والتي قد تكون حافزا كبيرا لكثيرين للالتفاف حوله. إعلان بعض الأخبار تقول ان الاعلان الرسمي عن المشروع الجديد للشاهد قد تكون اواخر العام الجاري أو مطلع السنة القادمة وقد تكون بالتزامن مع خروجه من الحكومة التزاما بتوافق سياسي يقضي بتقديم استقالته إذا ما رغب في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة وذلك بعد استكمال عمل الحكومة في مجال اعداد قانون المالية القادم واتمام بعض الالتزامات الداخلية والخارجية ثم تكليف حكومة جديدة (حكومة انتخابات او حكومة تصريف اعمال). فيما يتوقع آخرون ان يكون الاعلان الاولي عن هذا المشروع في شهر اكتوبر القادم عندما يحصل الاتفاق المذكور بين الشاهد وبقية الاطراف حول التزامه بالخروج من الحكومة او بعدم الترشح لانتخابات 2019.