وُلدت مُباراة الترجي والنّجم كبيرة وبَقيت مُثير من عصر التلمساني والشتالي إلى جيل الخنيسي وبن عمر وهما من «الكَوارجية» الدوليين الذين ساهموا منذ أيّام قليلة في فوز المنتخب على سوازيلاند «الصّغيرة» بعد أن ذابت الألوان واتّحد الرّجال تحت الراية الوطنية التي تبقى «جَامعتنا» الأبدية رغم أنوف دُعاة التعصّب الأعمى والتَفرقة المَقيتة. ورغم مُرور عقود طويلة من الزّمن فإنّ هذه القمّة حافظت على شَعبيتها العَريضة وحَرارتها الشديدة ومن شبه المؤكد أنّ «كلاسيكو» اللّيلة في رادس سيستقطب الناس من «باب سويقة» إلى النفيضة خاصّة أن الرّهان كبير ويَهمّ العبور إلى المُربّع الذهبي لرابطة الأبطال وهي المَطلب الأوّل للجماهير الغَفيرة في «ربط الحلفاوين» وبوجعفر وفي كلّ مكان يَتنفّس أهله عشق الأزياء الذَهبية و»النّجمة السّاحلية». ولو كان الأمر بيدنا لطلبنا أن لا يَصطدم الترجي بشقيقه النّجم إلاّ في «الفِينال» لنضمن بقاء رابطة الأبطال في الخزائن التونسية علاوة على ذهاب أحدهما إلى المُونديال لكن القُرعة شاءت أن تَضعهما وجها لوجه منذ الدّور ربع النهائي وهو ما يمنحنا تَأشيرة يَتيمة في «مُربّع الذّهب» الذي نُريده أن يكون من نَصيب الأجدر والأقدر على مُقارعة «كِبار» افريقيا للقبض على اللّقب الغَالي و»الهَارب» عنّا منذ سبع سنوات. الترجي وهو آخر زُعماء تونس على عرش القارة السّمراء يحلم ليلا نهارا بإنهاء «السّبع العِجاف» واسترجاع مَجده القاري رغم أنّه ليس كَامل الأوصاف ويشكو بشهادة «المكشخين» أنفسهم من ضعف فادح في عدّة مَواقع خاصّة منها تلك التي تَتعلّق ب»المنظومة» الدِفاعية التي قد تشهد اللّيلة تعديلات جَوهرية لتحقيق انتفاضة حَقيقية تبدأ من الخَلف لتمتدّ إلى «المَاكينة» الهجومية المُطالبة بالدّوران بسرعة «جُنونية» من أجل التَهديف وتأمين العُبور الذي يَمرّ في نظر الكثيرين من لقاء الذّهاب في رادس. ومن المفروض أن يُوظّف الترجي طاقاته الجماهيرية ويستخدم كلّ «أسلحته» الفنية لكسب هذه المُواجهة الكُروية وهي «مِفصلية» بل «مَصيرية» حسب وَصف البعض ليقينهم بأنّ ترشّح الجمعية إلى المُربّع الذَهبي لرابطة الأبطال هو السّبيل الوحيد لإخماد العواصف القوية التي اجتاحت الحديقة نتيجة «الكَفّ» العَربي وغياب الإقناع بشكل جَعل ربّان السَفينة الترجية خالد بن يحيى على باب الرحيل ولا نظنّه ينجو هذه المرّة من غَضب المُحبين وكَيد «الكَائدين» (من خلف السّتار) إلاّ إذا فَجّر الفريق «ثَورة» كبيرة أمام «ليتوال» بدعم من الجماهير العَائدة بقوّة إلى «الفيراج» الذي يتأهب لإقامة احتفالات «أسطورية» بمناسبة المائوية. النّجم وهو فَخر تونس في مُونديال اليابانيين وسفيرنا العَتيد والدائم في المُسابقات القارية يحلم بدوره صباحا مساءً برابطة الأبطال الافريقية التي تَظلّ أولوية الأولويات وفي صدارة الأمنيات في سوسة وكلّ المُعتمديات والجهات المَسكونة بحبّ «ليتوال» من أيّام «الرأس الذَهبية» (مُوقو) وصاحب العَبقرية الفريدة عبد المجيد الشتالي الذي لم يَنس إلى حدّ الآن الاستقبال التاريخي الذي خَصّه به الجمهور سنة 59 عندما كان الفريق في طريق العودة من العاصمة بلقب الكأس على حساب مُنافس اللّيلة وهو الترجي لا غَيره. وقد تعيش سوسة الفرحة ذاتها ومن غير المُستبعد أن تكون الجماهير في استقبال الجَمعية في محطّة الاستخلاص بهرقلة قبل أن تكتمل السّهرة في القنطاوي هذا إذا نجح أبناء اللّيلي في اكتساح الترجيين أوحتّى الخروج بتعادل من ذهب قبل استضافة خَصمهم في ملعبهم وأمام جماهيرهم بعد أقل من أسبوع. إدارة النّجم بذلت مجهودات قياسية وقامت بالتعزيزات الضَرورية أملا في المُراهنة على رابطة الأبطال الافريقية التي من شأنها أن تكون أفضل هَدية للجماهير بعد خسائر جسيمة في المسابقة القارية والمُنافسات المحلية التي تَذمّر فيها الفريق من «المَظالم» التحكيمية وهي «كَابوس» سيقفز حتما إلى أذهان «الكَوارجية» وهم يدخلون رادس الشّاهد ب»الصّمت» على «فَساد» أكثر من «كلاسيكو» بفعل الهَفوات الفادحة ل»قُضاة» المَنظومة مثل بن ناصر والخميري... اللّيلة ستكون هذه القمّة التونسية - الافريقية بصافرة أجنبية معروفة من بنزرت إلى مُرتفعات أثيوبيا والحَديث دون شكّ عن «بَاملاك» الذي قد يكون من العَوامل الضّامنة لنجاح هذه المقابلة السّاخنة والتي نأمل أن تبلغ أعلى درجات الرُقي من حيث المَهارات الفنية والصِّراعات التكتيكية وخاصّة على مستوى الرّوح الرياضية.