بلغت عملية تجميع الحبوب مراحلها الأخيرة حيث أمكن تجميع 2.130.000 ألف قنطار إلى حد الآن وهو ما يمثل 26 % من الكميات المجمعة وطنيا وتعمل مراكز الحبوب على إجلاء ما تبقى من المحاصيل وخزنها . وتحتل ولاية باجة المرتبة الأولى وطنيا من حيث الزراعات الكبرى حيث بلغت الحصيلة النهائية لصابة الحبوب خلال الموسم الفلاحي 2017 / 2018 3.450.000 ألف قنطار وهو ما يعادل 25 % من الإنتاج الوطني . وتمثل مساحات الحبوب الجملية المبذورة بالجهة 139 ألف هكتار وهي موزّعة بين 100 ألف هكتار قمح صلب و15 ألف هكتار قمحا ليّنا و 21 ألف هكتار شعيرا إضافة إلى بعض المساحات من" التريتيكال "في حدود 3100 هكتار . مردودية طيبة رغم التباين في مردودية إنتاج الحبوب بين معتمديات شمال الولاية وجنوبها فإن المعدل العام للإنتاج بالجهة يعتبر طيبا حيث بلغ 27 قنطارا في الهكتار الواحد وقد عرفت مساحات الحبوب بباجة الشمالية وعمدون وتيبار ونفزة تسجيل معدلات مرتفعة تجاوزت 60 قنطارا في الهكتار نتيجة ظروف مناخية ملائمة تمثلت في تساقط كميات هامة من الأمطار على امتداد الموسم . الأصناف التونسية في الصدارة تولت عدة شركات عملية إكثار البذور الممتازة والتي تتلاءم وخصوصية المناخ وتتماشى مع رغبات فلاحي الجهة وبلغت المساحات المتعاقد عليها مع كل من الشركة التعاونية المركزية للبذور والمشاتل الممتازة (CCSPS ) والشركة التعاونية المركزية للبذور(COSEM ) وشركة البذور الممتازة (SOSEM ) 7380 هكتارا في حين قدر الإنتاج من هذه البذور 270 ألف قنطار واحتلت الأصناف التونسية من القمح الصلب على غرار « كريم « و" رزّاق " و " معالي " و " خيار " المراتب الأولى من حيث المساحة الجملية المبذورة وقد حظيت بثقة الفلاحين بالجهة نظرا لمردوديتها المشجعة وتأقلمها مع المتغيرات المناخية مقارنة بالأصناف الأخرى المتونسة مثل " سكليبتير " و" منستير " و" إزمير" ويبلغ الإنتاج الجملي من البذور 300 ألف قنطار في حين تبلغ حصة الولاية من البذور الممتازة ما بين 60 و 65 ألف قنطار وهو ما يمثل 26 % من إنتاج الجهة . تتواصل إلى حد الآن عملية قبول وخزن الحبوب في 40 مركزا لتجميع الحبوب المتواجدة بالولاية وتقدر طاقة خزنها الجملية ب 2.500.000 ألف قنطار وهي كافية لاستيعاب صابة الحبوب في ظروف طيبة. وقد توفق ديوان الحبوب في إجلاء 1.165.000 ألف قنطار نحو مراكز الخزن ومن المتوقع أن تنتهي مختلف عمليات التجميع مع نهاية شهر سبتمبر الحالي . من جهة أخرى لأول مرة أنتجت الجهة 15 ألف قنطار من الفول المصري بعد أن تم بذر ما يعادل مساحة 8 آلاف هكتار وقد تم إيداع الكميات المنتجة لدى مراكز قبول الحبوب بعد أن وقع ضبط أسعار مرجعية ثابتة مما شجع الفلاحين على الإقبال على زراعة هذه المادة باعتبار نجاعتها في المحافظة على خصوبة التربة ودورها الإيجابي في عملية التداول الزراعي الذي يمثل معضلة كبيرة في الجهة حيث لا تتجاوز نسبة الفلاحين الذين يعتمدون هذه التقنية سوى 20 % . مخبر عصري تم منذ السنة الماضية تركيز مخبر لتحليل التربة بكلفة جملية تقدر ب 200 ألف دينار والذي يحتوي على فضاءات لتحليل التربة بطاقة قبول تقدر ب 50 عيّنة يوميا ويقوم بنوعين من التحاليل يتعلّق الأول بخصوبة التربة بالنسبة إلى الزراعات الكبرى وهو يرمي إلى الكشف عن نسب مادة البوتاس والفوسفور قصد معرفة مقدار ما سيقدمه الفلاح من مادة الفسفاط أو الدي آ بي أو سوبر 45 أما التحليل الثاني فيهم تحديد كمية المواد العضوية الموجودة بالتربة . ويشمل القسم الآخر التحليل الفيزوكيميائي بالنسبة إلى الأشجار المثمرة منها الكلس الفعال والكلس الجملي ودرجة الحموضة حتى تتضح الرؤية أمام الفلاح لاختيار المشاتل التي تتماشى ونوعية التربة التي وقع تحليلها . وقد تم اعتماد أسعار رمزية لتشجيع الفلاحين على القيام بتحاليل التربة وهي تتراوح بين 1500 مليم إلى 4 دنانير للعيّنة الواحدة . وأكد السيد علي المالكي المدير العام للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بباجة أنه تم برمجة حملات إعلامية كبرى بالتّنسيق مع الاتحاد الجهوي للفلاحين وجميع الأطراف المتدخلة لتوعية الفلاحين بجدوى بعث مخبر لتحليل التربة بالجهة واستغلاله من أجل مضاعفة النتائج الحالية للزراعات الكبرى والتحكم خاصة في مستلزمات الإنتاج بما سيساهم في تنمية مداخيل الفلاحين من جهة والمحافظة على ديمومة خصوبة الأرض من جهة ثانية .