يعتبر الكاتب حسنين بن عمو أبرز وأغزر الروائيين المختصين في السرد التاريخي وله في ذلك عديد المؤلفات الروائية التي كسبت رهان التوثيق التاريخي والإبداع الفني بأسلوب سلس وممتع. هذا الروائي الفذّ كشف مؤخرا عن السرّ وراء إصدار روايته المتميّزة «عام الفزوع» التي حقّقت رواجا كبيرا حتى أن كبار النقاداعتبروها واحدا من أرقى المؤلفات الروائية التاريخية على المستوى العربي. قال حسنين بن عمو إنه سبق أن التقى أكثر من مرة المخرج التونسي الكبير شوقي الماجري الذي يعدّ إحدى القامات الشامخة في المدونة الدرامية العربية وتمّ الاتفاق صحبة المنتج السينمائي القدير نجيب عياد على تقديم سيرة الثائر علي بن غذاهم في شريط سينمائي غير أن الماجري طلب من حسنين بن عمّو على حدّ تعبير هذا الأخير أن يقدم شخصية علي بن غذاهم في شخصية رجل مناضل وبطل في حين أن الشخصية كما أكد على ذلك الروائي حسنين بن عمو ضعفت أمام إغراءات السلطة وتمّ التغرير بها، كما كانت لشوقي الماجري كما كشف ذلك حسنين بن عمو تدخلات في إبراز أحداث دون أخرى تتعلق بتلك الفترة، فكان الاختلاف على اعتبار أنه يرفض تزييف التاريخ كما أكد على ذلك وهو غير مستعد ولا يقبل تغييره لدواع إبداعية أو تجارية، فتمّ سحب السيناريو ليتحول الى رواية تاريخية بعنوان «عام الفزوع» والتي كان لها حضور متوهّج واستثنائي في الدورة الماضية لمهرجان تونس الدولي للكتاب.