70 ٪ من التلاميذ في الأساسي سيشملهم برنامج الأنشطة الثقافية والرياضية أيام السبت. مليون و140 تلميذا في الابتدائي 151 ألف مدرس في تونس. 6107 مؤسسة تربوية في تونس 2121 مليون تلميذ في تونس في السنة الدراسية الجديدة في كل المستويات . 7 ساعات تم تخفيضها من ساعات الدراسة بالابتدائي بمعدلات متفاوتة من السنة الأولى الى الرابعة. تونس (الشروق) أعلن وزير التربية حاتم بن سالم عن اعتماد إجراء جديد خلال السنة الدراسية الجديدة 2018 - 2019. ويتضمن اعتماد نظام الأسبوع بخمسة أيام بالنسبة الى تلاميذ السنوات الأولى والثانية والثالثة والرابعة ابتدائي. وأشار الوزير إلى أنه سيتم تعميم هذا الإجراء على مستوى سنوات الخامسة والسادسة ابتدائي بداية من السنة الدراسية القادمة على أن تتم مراسلة الأولياء لاحقا وتخييرهم بشأن إلحاق أبنائهم بمدارسهم يوم السبت لمتابعة دروس التدارك أو الأنشطة الثقافية والاجتماعية. ويشار الى أن السنة الدراسية الحالية عرفت جملة من الإجراءات الجديدة في الابتدائي من بينها تخفيف البرامج وساعات التدريس في المدارس الابتدائية بالإضافة الى الرجوع إلى رزنامة التعليم الثلاثي والحفاظ على نظام العطل (5 عطل) وإعداد برامج موسعة لتعميمها في جل الأقسام التحضيرية، وذلك في إطار إعادة النظر في أسس المنظومة التربوية. كما تم إقرار تخفيف البرامج وساعات التدريس وإدراج اللغة الفرنسية منذ السنة الثانية والانقليزية ابتداء من السنة الرابعة انطلاقا من السنة الدراسية القادمة مع استغلال هذه الساعات لبرمجة أنشطة بديلة ذات طابع ثقافي، فضلا على بعث مواد موسيقية ومضامين تساعد على بناء الشخصية. لكن هل تم إعداد برامج لهذه الأنشطة الثقافية والرياضية المزمع الانطلاق فيها أيام السبت. وهل تم تخصيص مربين لتأطير هذه الساعات حتى ترجع بالنفع على التلاميذ؟ ثم كيف يقيّم المجتمع المدني والخبراء والأولياء هذا الإجراء؟ اختيار أم اضطرار؟ اختلفت الآراء حول الأسبوع بخمسة أيام في الابتدائي واستغلال يوم السبت للأنشطة الثقافية ودروس التدارك. إذ يعتبر رئيس جمعية جودة التعليم سليم قاسم أنّ تخصيص يوم السّبت للأنشطة الثّقافيّة والرّياضيّة والاجتماعيّة هو من المقترحات التي كانت الجمعيّة التّونسيّة لجودة التّعليم قد تقدّمت بها ضمن تصوّر متكامل لإعادة هيكلة الزّمن المدرسيّ، يندرج بدوره ضمن مشروع أشمل لإصلاح التّعليم. لذلك فإنّه لا يمكننا من حيث المبدأ إلاّ أن نساند هذا القرار وندعمه. بقي أنّ ذلك لا يمنعنا من طرح ثلاثة أسئلة هامّة حول الدوافع الحقيقيّة وراء اتّخاذه، وكيفيّة تطبيقه ونتائجه المتوقّعة. وأضاف «لنقلها منذ البداية بكلّ صراحة ووضوح أنّ السّبب الحقيقيّ لاتّخاذ هذا الإجراء، في التّعليم الابتدائيّ بالذّات، هو الحدّ من آثار التّقليص الكبير في عدد ساعات الدّراسة الذي اضطرّت إليه الوزارة هذه السّنة اضطرارا. والعائد بدوره إلى قبولها بالتّقليص في عدد ساعات عمل المعلّمين، وعجزها في المقابل عن انتداب معلّمين جدد لتغطية النّقص الحاصل. وهو ما تسبّب في بقاء عشرات الآلاف من التّلاميذ خلال السّنوات الفارطة دون معلّمين. فنحن إذن مازلنا للأسف ندور في نفس الحلقة المفرغة. حيث يتمّ اتّخاذ قرارات غير محسوبة العواقب. وحين تبرز نتائجها الكارثيّة على الميدان، نلجأ مضطرّين إلى قرارات أخرى هي في الحقيقة لتدارك ما أفسدناه والتّغطية عليه، حتّى وإن اجتهد البعض في إلباسها ثوب الإصلاحات الجريئة. نحن إذن لسنا بصدد بناء إصلاح حقيقيّ. بل بصدد اللّهث وراء سدّ الثّغرات. وهو منطق يؤدّي إلى إفراغ أيّ قرار جيّد من محتواه، ويحرم المنظومة التّربويّة من الاستفادة من نتائجه. ويفسح المجال لبروز ثغرات جديدة بعد وقت قصير. واعتبر أنّنا أمام قرار جيّد آخر يتمّ الشّروع في تطبيقه على عجل لتدارك وضع لا يستطيع الانتظار، دون أن نوفّر له أبسط مقوّمات النّجاح. فالموارد الماليّة غير مرصودة، والموارد البشريّة غير مدرّبة ولا مؤطّرة، وآليّات التّحفيز غائبة، والتنظيمات والتّرتيبات الإداريّة والبيداغوجيّة غير واضحة. وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول كيفيّة تطبيق القرار، وما إذا كان سيطبّق فعلا أم سيترجم عمليّا بتمتّع التّلاميذ بعطلة نهاية أسبوع مطوّلة؟ ولاحظ أنّ كيفيّة تطبيق هذا القرار هي التي ستحدّد دون شكّ نتائجه. فتخصيص يوم السّبت للأنشطة الثّقافيّة والرّياضيّة والاجتماعيّة، بقطع النظر عن دوافعه وأسبابه، يمكن أن يكون فرصة حقيقيّة لتسترجع المدرسة المبادرة. وتعود لتمارس دورها التّربويّ، وتتخلّص، ولو ليوم واحد في الأسبوع، من قيود الروتينيّة المفروضة عليها. فالمدرسة هي قلب المنظومة التّربويّة النّابض. ولن يبنى أيّ إصلاح تربويّ جدير بهذا الاسم في ظلّ هيمنة البيروقراطيّة المركزيّة أو الجهويّة. ولكنّ هذا الإجراء يتطلّب في المقابل وجود قيادات وإطارات تربويّة على درجة عالية من الكفاءة، ومنهجيّة تسيير قائمة على مبادئ الحوكمة الرّشيدة من تشاركيّة وشفافيّة ومساءلة، وعلى قواعد الجودة الشّاملة التي نجدّد الدّعوة لاعتمادها. وقد كانت الجمعيّة التّونسيّة لجودة التّعليم قد عرضت على الوزارة منذ أشهر عديدة مرجعيّة متكاملة في هذا المجال من شأن تطبيقها أن يوفّر أرضيّة خصبة لكلّ القرارات من أجل أن تثمر وتؤتي أكلها في انتظار الإجابة التي ترقى إلى مستوى التّحدّيات المطروحة.. هندسة الزمن المدرسي يعتبر الخبير الدولي في التربية عماد بن عبد الله السديري أن مسألة هندسة الزمن المدرسي من المسائل ذات الأهمية البالغة في أي منظومة تربويّة تطمح إلى تطوير خدماتها وتجويد مخرجاتها التربوية. فالزمن مورد أساسي للتعلّم ينبغي التصرف فيه وإدارته بحذر ودقة شديدين، باعتباره فرصة للنجاح والتميّز وضامنا لتحقيق مبدأي التكافؤ في الفرص والإنصاف. ومن ثمّ فلا ينبغي أن يحدد الزمن مما يتعلمه أبناؤنا وبناتنا. بل التعلّم ومدى قدرة أبنائنا وبناتنا على النجاح فيه هما اللذان يحددان الزمن المطلوب تخصيصه رسميا للتعليم والتعلم والتقويم. وإن الاتفاق بشأن هذه النقطة بالذات لينسف جميع المحاولات التي قامت بها وزارة التربية التونسية لتطوير التعامل مع الزمن المدرسي. فكما نعلم جميعنا فإن ما يتعلّمه أبناؤنا وبناتنا في المدارس التونسية منذ عقود غير ملائم وغير متسق مع حاجات التلاميذ والبلاد وغير مواكب لما يحصل في العالم. وبالتالي، فإن ما حصل وما يحصل في تونس لا يعدّ إصلاحا أو تطويرا للزمن المدرسي. بل هو بالأساس تعامل غير دقيق مع مسألة في غاية التعقيد. إذ لا يجوز ومن غير المعقول تغيير الزمن الخام (Gross Time) دون مراعاة للبرامج والكتب الدراسية وبخاصّة ما يحتاجه المعلم والأستاذ للنجاح في عملية التعليم والتقويم وما يحتاجه التلميذ للتعلّم الفعلي. ومن خلال الاطلاع على التجارب الدولية المختلفة، ندرك أنه من بين العوامل التي تفسّر نجاح وتفوّق الدول المتقدمة في المجال التربوي حسن تصرفها في الزمن المدرسي. كما أننا ندرك أن جميع الدول الفاشلة تربويا، وهي كثيرة في العالم، لم تتعامل مع مسألة الزمن المدرسي بالحذر والدقة المطلوبين بشكل عام. وقد سعت الدول المتقدمة في السنوات الأخيرة إلى تطوير أداء منظوماتها التربوية من خلال تطبيق ست سياسات رئيسة بيّنت الدراسات والبحوث أن آثارها كانت إيجابية على أداء التلاميذ. وتتمثّل هذه السياسات في الآتي: (1) زيادة عدد ساعات التمدرس، وبخاصّة في ما يتعلّق بالمواد الأساسيّة في مرحلة التعليم الأساسي و(2) تكثيف برامج ما بعد اليوم المدرسيّ لتوفير الدعم للتلاميذ و(3) وتطبيق برامج مساندة أثناء العطل التي تتخلل العام الدراسي و(4) توفير برامج مساندة أثناء العطل الصيفية التي تم اختصارها بشكل كبير و(5) إلحاق مرحلة رياض الأطفال بالسلم التعليميّ و(6) إيجاد فرص حقيقية للتعلم مدى الحياة. ويضيف الخبير أن المتابع لمسألة الزمن المدرسي في تونس يكتشف أن جميع المبادرات التي حاولت في السنوات القليلة الماضية تطويره كانت بلا سند علمي واضح. واتسمت بالسطحية المتناهية. إذ جعلت الزمن هو المحدد الرئيسي للتعلّم، في حين أن العكس هو الصحيح. كما أنها لم تتجاوز إلى اليوم مخلفات الحقبة الاستعمارية في ما يخص نظام الحصتين وعدد أيام الدراسة وطول الحصص الدراسية وحتى الزمن المخصص لبعض المواد الدراسية. فعلى سبيل المثال- إلى اليوم- لايزال الزمن المخصص لتدريس اللغة الفرنسية أكثر من الزمن المخصص للغة الرسمية للبلاد (اللغة العربية) في سنوات التعليم الابتدائي. وهي بدعة تونسية تفتقد إلى أي سند علمي. ولا مثيل لها في تجارب الدول المتقدمة باعتبار أن الحكومة التونسية والأحزاب الحاكمة قد فشلت في تطبيق مشروع الإصلاح التربوي وبخاصة تطوير منهج وطني جديد يراعي مصالح التلاميذ الفضلى ويستجيب لحاجات البلاد الآنية والمستقبلية، فإن ذلك يفقد جميع محاولات تطوير الزمن المدرسي للجديّة اللازمة ويحوّلها إلى مجرّد هدر للزمن والموارد وسوء تصرّف يلحق المزيد من الأذى بالمنظومة التربوية التونسية. كاتب عام متفقدي التعليم الابتدائي إرجاع الحياة الى المدارس ذكر كاتب عام متفقدي التعليم الابتدائي وعضو اللجنة العليا للإصلاح نور الدين الشمنقي أن البرامج الثقافية والرياضية سوف يتم إعدادها على الصعيد الوطني. لكن التطبيق سوف يكون بمرونة حسب خاصية كل جهة وحاجياتها على أن يتم تعميم هذه الأنشطة على كل المستويات. وفي خصوص مدى توفر اطار تربوي لتأطير هذه الأنشطة تتم المراهنة على المعلمين وتطوعهم في هذا المجال. واعتبر أن الاطار متوفر. إذ سيتم احتساب هذه الساعات كساعات تدارك بسعر معقول. وسوف تتم استشارة المديرين والمندوبين الجهويين حول احتياجات تلاميذ كل جهة. واعتبر أن المشروع عموما طموح. وسوف يجد التفاعل المطلوب من الأولياء والمربين ذلك أنه سوف يخلق حيوية وحماس في المدرسة خاصة أن الهدف من البرنامج هوإعادة الحياة الى المدرسة من جديد حتى تكون فضاء مريحا لا يوفر فقط الجانب التّعليمي بل أيضا تمكين التلميذ من الجانب الترفيهي والتثقيفي. كمال الحجام مدير عام المرحلة الابتدائية بالوزارة ٪70 من تلاميذ الابتدائي معنيون بالبرنامج يعد برنامج التنشيط الثقافي والرياضي في المؤسسات التربوية من بين الإجراءات الهامة هذه السنة. ويشمل برنامج الأسبوع بخمسة أيام كل المدارس من السنة أولى الى الرابعة أساسي أي ما يعادل 70بالمائة من التلاميذ في الأساسي وذلك بصفة اختيارية حسب رغبة الولي. واعتبر أن هذا البرنامج يراعي الجانب الاجتماعي. ويوفر فضاء متميزا في المدارس عبر إحداث نواد مختلفة والاهتمام بالجودة وتخصيص يوم كامل لهذا النشاط بصفة متدرجة. ذلك أنه سوف يشمل السنة القادمة الخامسة والسادسة أساسي. وسوف يتم التعامل بمرونة بالنسبة الى المدارس التي تشهد كثافة كبيرة لتمكين أكبر عدد من التلاميذ من الاستفادة من هذا البرنامج. وفي خصوص إطار التدريس الذي سوف يؤمن هذا النشاط هناك نظرة استشرافية واستراتيجية تفيد بأن المدارس خلال سنة 2021 لن تشتكي من نقص في عدد المربين الذين سوف تتم تسوية وضعياتهم تدريجيا خاصة أن الأنشطة الثقافية في الفضاء المدرسي لا تقل أهمية عن الدروس المعرفية أو النظامية ذلك أن التلميذ محتاج الى الأنشطة الثقافية لتوازنه النفسي والاجتماعي ليكون التلميذ مندمجا أكثر مع محيطه ومع قيم المواطنة. عادل دخيل المندوب الجهوي للتربية تونس 2 النشاط الثقافي والرياضي مهم لتكوين التلاميذ ما هي البرامج التي تم إعدادها لتلاميذ الابتدائي المعنيين بأسبوع بخمسة أيام؟ بالنسبة الى المدارس الابتدائية التي يتمتع فيها التلاميذ براحة يوم السبت من السنة الأولى الى الرابعة أساسي سوف يتم إعداد مشروع ثقافي خاص بها كل حسب خصوصيات الجهة وبالنسبة الى المندوبية الجهوية تونس2 تم التنسيق مع مديري المدارس لتقديم مشاريعهم الثقافية والرياضية الى جانب برامجهم في خصوص حصص التدارك بالنسبة الى التلاميذ الذين يحتاجون اليها والتي سوف يقدمها المعلمون النواب وفق ما تم الاتفاق عليه وبالتالي سوف يتحول يوم السبت الى محطة للترفيه بالنسبة الى التلاميذ للتدرب على الموسيقى والمسرح والرياضة...وحصص التدارك. هل أن المشروع الثقافي وطني أم جهوي؟ هو مشروع وطني. لكنه يتمتع بالمرونة الكافية التي تسمح للجهات بتقديم مقترحاتها وفق حاجيات وإمكانيات الجهة. هل يوجد إطار تربوي كاف لتأمين هذه النشاطات؟ بالنسبة الى المندوبية الجهوية تونس 2يتم التنسيق مع المعلمين. كما قد يتم التنسيق مع المنشطين في دور الثقافة. فالمشروع طموح يهدف الى تغيير نظرة التلميذ الى المدرسة. وهو برنامج تعمل على إنجاحه كل مكونات المجتمع من تلاميذ وأسر ومربين وكل الفاعلين...