المعلم رسول بلا رسالة!؟ حديثنا عن «عودة مدرسية» أو «افتتاح سنة دراسية هو لغو في لغو فالعودة تعني الرجوع إلى الوراء إلى حيث كان العائد في الزمان أو في المكان أو في الحالة أو في الوضع عموما. فيما الافتتاح ضمنيا يعني اقتحام مرحلة جديدة بمكسب أو مكاسب جديدة. فلو كانت عودة إلى الوراء إلى حيث كنا لكان الأمر هيّنا علينا وأحسن مما عليه المدرسة والمدرّس والدّارس والمدروس والدراسة اليوم. ولا هو افتتاح باعتبار لا وجود لمكسب جديد ولا وضوح لمرحلة جديدة حتى التهديدات النقابية قديمة. وبالتالي لا هي عودة مدرسية ولا افتتاح لسنة دراسية وإنما هي «دروشة مدرسية لكل فيها نوبته شطيحا ورديحا إلى حد «الدوخة» في زردة لا وجود فيها للأولياء الصالحين لا القدامى ولا الجدد. والكل يترقب البركة من الفاسدين. قد يكون الإهمال الذي لحق القطاع منذ عشرات المواسم أكبر من القدرة على الاصلاح والفساد الذي استفحل فيه أكبر من النوايا الحسنة التي لا تساوي شيئا أمام نوايا المافيا التي لم يسلم منها ولي ولا دارس ولا مدرس ولا مدرسة ولا أي شيء في المحافظ حيث يترك فيها الكراس المدعم مكانه للفساد المدعم الشامل. ويبقى الحديث عن الاصلاح التربوي هو حديث شهزراد لشهريار لمجرد ربح الوقت لتبقى الحالة على ما هي عليه، ماذا أقول لمن قمت له ووفيته التبجيل وأنا صغير زاده كتاب «إقرأ» وكراس ومقلمة وحقّة أعواد وأصبع طباشير ولوحة ونصيب من الخبز «البايت». ماذا أقول له وأنا اليوم كبير السن زاده حب المدرسة والمدرس والدرس سوى: «كاد المعلم أن يكون رسولا بلا رسالة» في هذا الزمن الثعلب.