أصبحت الغابات المحاذية للطرقات والمناطق الشعبية، أوكارا يتحصن بها بعض المنحرفين، ويستغلونها للقيام بجرائمهم، من ذلك تعمد شاب اغتصاب ابنة شقيقه بإحدى الغابات المجاورة لمنطقة الكبارية بالعاصمة. تونس (الشروق) وقد تم تسجيل العديد من عمليات السطو تعرض لها تلاميذ وأصحاب سيارات، حيث ان منحرفين يخرجون من الغابات المحاذية للطرقات، يسلبون ضحاياهم ثم يتحصنون بتلك الغابات. وتقول موظفة باحدى المؤسسات البنكية ل»الشروق» ان ابنتها تعرضت الى عملية براكاج في جهة متيال فيل، اذ بينما كانت تتجاذب اطراف الحديث مع اصدقائها داهمها منحرف من الخلف وحاول نشل هاتفها الذي وقع أرضا، وقد تراجع المجرم وتحصن بغابات حديقة البلفدير. واكدت انها لم تقم باعلام الجهات الامنية، مؤكدة ان منطقة ميتال فيل، اصبحت تعرف مثل هذه الجرائم، نظرا لوجود غابات يمكن للمنحرفين والمجرمين التحصن بها. غابات... تحولت الى أوكار كما اصبحت الطرقات التي تربط منطقة المنار بتونس العاصمة، تثير مخاوف عدد من مستعملي الطريق، الذين يجدون انفسهم في بعض الاحيان، وجها لوجه مع منحرفين خرجوا من غابات الجبل الاحمر، اين يقومون بسلب اصحاب السيارات من هواتف واموال وساعات يدوية ومصوغ. وقد قالت، احدى الضحايا ل»الشروق» انها كانت رفقة زوجها سائق سيارة اجرة، وانه بمجرد توقف السيارة لتعطل حركة المرور، تمت مداهمتهما من طرف عنصرين منحرفين، عمدا الى سرقة هاتفها وذلك في وضح النهار وامام عيون المارة، ثم تحصنا بغابات الجبل الاحمر. عديدة هي عمليات البراكاجات المسلحة، التي يكون من بين ضحاياها اصحاب سيارات من ذلك منطقة رادس، التي شهدت في الفترة الاخيرة «براكاجات» بالقرب من الملعب الاولمبي، ويقوم هؤلاء المنحرفون، بقطع الطريق امام المارة واصحاب السيارات لينفذوا اعمالا اجرامية ، ثم يتحصنون بتلك المناطق الخضراء التي اصبحت وكرا لهم تدابير امنية وأكد مصدر امني مطلع، ان منسوب الجريمة، يرتفع خاصة في الغابات المحاذية للمناطق الشعبية، مؤكدا انه تم اتخاذ جملة من التدابير الامنية بكل من حديقة البلفدير والغابات المحاذية لها، اذ تم تركيز شرطة عدلية متنقلة و عناصر امنية سريعة تقوم بدوريات متنقلة بتلك الغابات عبر دراجات نارية، إضافة الى تركيز "خيالة" بهذه الغابات قصد التصدي للمجرمين. وقال نفس المصدر، انه تم ايضا تركيز دورية امنية بمنطقة «البلاتو» (اعلى نقطة في منطقة البلفدير) قصد التصدي لكل المارقين عن القانون، مؤكدا ان المجرمين الذين يتم القبض عليهم اغلبهم من متساكني الاحياء المجاورة لهذه الغابة، مؤكدا انه تم اتخاذ الاحتياطات الامنية بالممرات المؤدية الى جامعة المنار ايضا، والتي كانت في السابق تشهد عمليات براكاجات يكون ضحاياها طلبة. تغول العصابات وتابع نفس المصدر ان مسؤولية مكافحة الجريمة، تقتضي تضافر الجهود، مؤكدا ان بعض النصوص القانونية، ساهمت في افلات المجرم من العقاب، مضيفا ان بعض المنحرفين يتم ايقافهم الى انه يتم جلبهم للمحكمة بحالة تقديم، وفي بعض الاحيان يتم اطلاق سراحهم، وهو ما شجع بعضهم على العود وارتكاب نفس الجرائم. واشار نفس المصدر الامني، ان مخاوف بعض التونسيين من هذه العصابات ساهم في تغولهم، مؤكدا ان المناطق التي تشهد تواجد امني فان منسوب الجريمة يتقلص بها، والمناطق التي يتقلص بها التواجد الامني تشهد مثل هذه الجرائم، من ذلك منطقة الرمانة والكرم الغربي وصلامبو وخير الدين وحي النور وحي هلال وحي الشهداء ودار فضال وحي شيخ العرب والجبل الاحمر فان منسوب الجريمة مرتفع بها.