القدس المحتلة (وكالات) عمّ الإضراب الشامل، أمس الاثنين، مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في جميع محافظات قطاع غزة وذلك في ظل عدم تجاوب إدارة «الأونروا» مع اتحاد الموظفين وتنصلهم من الاتفاقات. وأغلقت كافة المراكز الصحية والنظافة والمساعدات التموينية والمدارس أبوابها منذ ساعة مبكرة من صباح أمس مدة يوم واحد. ويواصل عشرات الموظفين الذين أنهت الأونروا عقود عملهم، اعتصامهم أمام مقر رئاسة الأونروا في مدينة غزة. وكان الاتحاد قرر خلال مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي الإضراب بيوم واحد كخطوة تحذيرية. وقال أمير المسحال رئيس الاتحاد «ستكون هناك خطوات احتجاجية تصعيدية نقابية في الأيام والأسابيع القادمة حتى تستجيب إدارة الأونروا للمطالب». ويطالب الاتحاد إدارة الأونروا بالتراجع عن قراراتها الخاصة بفصل نحو 260 موظفا وبتقليص وظائف مئات آخرين. وتواجه الأونروا أزمة مالية خانقة خصوصا بعد وقف الولاياتالمتحدة مساعدتها لهذه المنظمة الدولية، التي تصل إلى حوالي 360 مليون دولار سنويا. وتقول آمال البطش نائبة رئيس اتحاد الموظفين، إن الإضراب «يأتي في ظل عدم تجاوب الإدارة مع مطالب اتحاد الموظفين وإصرارهم على عدم حل مشاكلهم، واستمرار قرارات الفصل والتقليص بحق الموظفين واللاجئين». وفي غضون بضعة أسابيع اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترومب سلسلة إجراءات من بينها إلغاء أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات الثنائية للفلسطينيين ووقف تمويل «الأونروا» في نهاية أوت الماضي. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة أمس الاثنين إغلاق الممثلية الفلسطينية في واشنطن، متهمة القادة الفلسطينيين برفض التواصل مع إدارة ترومب وبدء مفاوضات سلام مع الكيان الصهيوني. وتقدم الأونروا خدمات إغاثية وصحية وتعليمية لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني. وهي تواجه «أزمة مالية غير مسبوقة» وتحتاج إلى 200 مليون دولار للحفاظ على مدارسها ومراكزها الصحية مفتوحة حتى نهاية العام. وكانت الولاياتالمتحدة أكبر مساهم في هذه الوكالة التي قدمت لها 350 مليون دولار (300 مليون يورو) في عام 2017. وأدى القرار الأمريكي إلى عجز مالي في الأونروا يبلغ حجمه 200 مليون دولار تسعى الى سده من خلال الحصول على تمويل إضافي من دول الخليج ومانحين أوروبيين. كما تسبب في تفاقم التوتر بين القيادة الفلسطينية وإدارة ترومب. ويعمل نحو 13 ألف موظف فلسطيني في الأونروا في قطاع غزة من بينهم 9900 يعملون في خدمات التعليم. ويدرس نحو 262 ألف تلميذ في مدارس الأونروا في القطاع.