استشهد 6 شبان وأصيب المئات، أمس، في قمع قوات الاحتلال الصهيوني متظاهرين سلميين مشاركين في مسيرات العودة شرقي محافظات قطاع غزة، تحت عنوان جمعة «انتفاضة الأقصى». القدسالمحتلة (الشروق) «الشروق» تواجدت مع الفلسطينيين الثائرين للجمعة ال27 على التوالي، على حدود القطاع، وأعدت التقرير التالي عن جمعة غضب جديدة قرر الفلسطينيون فيها توسيع حراكهم الجماهيري، والأدوات السلمية على حدود القطاع. وتوافد آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة للمشاركة في فعاليات جمعة «انتفاضة الأقصى» على الحدود، وكعادتها، بادرت قوات الاحتلال إلى قمع المتظاهرين السلميين بإطلاق الرصاص الحي والغاز السام، ما أسفر عن وقوع عدّة إصابات خطيرة. وأفادت وزارة الصحة في تصريح صحفي وصل «الشروق» باستشهاد 6 شبان، وإصابة 397 مواطنًا بجراح مختلفة، تمّ تحويل وعلاج 100 منها في المشافي. وأوضحت الصحة أن من بين الإصابات 54 إصابة بالرصاص الحي منها 4 خطيرة وإصابة حرجة، مشيرة إلى أن هناك 20 طفلًا وسيدتان من بين المصابين. وعن إجمالي اعتداء قوات الاحتلال على مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية شرق قطاع غزة منذ مارس الفارط، 188 شهيدا منها 32 طفلا و3 سيدات، وإصابة 20590 بجراح مختلفة واختناق بالغازات المجهولة منها 4100 طفل و1930 سيدة، وكان من بينها 5200 بالرصاص الحي منها 460 إصابة خطيرة. وشهدت الجمعة ال 27 من فعاليات مسيرة العودة الكبرى مشاهد لافتة لعدد كبير من الشبان الفلسطينيين وهم يتقدمون لمواقع و«دشم» قناصة جيش الاحتلال لمواجهة الجنود عن قرب شرق محافظات قطاع غزة. وأظهر الشبان العزل خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت أمس جرأة منقطعة النظير في مواجهة جنود الاحتلال الذين فشلوا في قمعهم وتخويفهم برشقات الرصاص الحي والقنابل الغازية. وبحسب مراسل «الشروق» فإن جمعة أمس، تميزت بمشاركة شعبية كبيرة وجرأة عالية من قبل الشبان الفلسطينيين على مواجهة جنود الاحتلال الذي تمترسوا خلف السواتر الترابية والجيبات العسكرية المنتشرة على طول السياج الحدودي شرق القطاع. وتابعت «الشروق» وعلى غير المعتاد عهد الشبان الفلسطينيون وبأعداد كبيرة على اقتحام السلك الشائك وقص السلك الالكتروني واعتلاء نقاط تمركز قناصة الاحتلال الصهيوني داخل الأراضي المحتلة وحرق هذه «الدشم» العسكرية والعودة بسلام. واقترب آلاف المواطنين من السياج الحدودي رغم قمع الاحتلال لهم بالرصاص الحي وقنابل الغاز. ورصدت «الشروق» وفي مشهد لأول مرة اجتاز شاب فلسطيني السلك الالكتروني شرق مدينة غزة، والصعود لتلة تعتليها دشمة قناصة الاحتلال ورشقهم بالحجارة من مسافة صفر ومن ثم عاد وسط إطلاق النار عليه بشكل كثيف. وعلى جهة أخرى من التكتيك والمراوغة من الشبان الثائرين، وسع الشبان وسط قطاع غزة نقاط الاحتكاك لتمتد لشرق مخيم المغازي وبلدة جحر الديك، في محاولة لتشتيت جنود الاحتلال والتمكن من الوصول للسياج الالكتروني. وعبر مئات الشبان شرق مخيم البريج للسياج الشائك بعد قصه وإزالة أجزاء كبيرة منه، وتخطوا السياج الإلكتروني ليصلوا لأماكن تواجد الجنود ومواجهة الجيبات العسكرية للاحتلال من مسافة قريبة. وعمد الشبان في المواجهات التي وصفت بالشرسة، على تشتيت قناصة الاحتلال من خلال التوزع في أكثر من منطقة ومباغتة الاحتلال في أماكن بعيدة عن مخيمات المتظاهرين. وفي رفح شاهدت «الشروق» شبان وراء تلال رملية يجهزون البالونات الحارقة، وأطلق عشرات الشبان بالونات وطائرات حارقة، مما أدى لاشتعال النيران مساحات واسعة من أحراش الاحتلال المحاذية لمواقع عسكرية صهيونية شرق ووسط القطاع. وعادت حرائق البالونات الحارقة في المستوطنات والمواقع العسكرية الصهيونية المحاذية للقطاع بعد فترة من الهدوء، عقب تعثر مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار وكسر الحصار في القاهرة. وفي سياق متصل أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أن اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار وضعت برنامجا كاملاً من أجل توسيع مساحة الحراك الجماهيري في قطاع غزة على طول السياج الأمني مع فلسطينالمحتلة عام 1948. وقال أبو ظريفة في تصريح ل«الشروق» إن ما يجري بحق قطاع غزة يدعو المجتمع الدولي للتحرك لرفع هذا الظلم، فهذه جريمة عقاب جماعي. ولفت إلى أن الفلسطينيين أعطوا مساحة من الوقت للأطراف الإقليمية والدولية للتحرك من أجل وضع حد للحصار الظالم على قطاع غزة، مضيفا «لكن على ما يبدو أن هذا الحراك تراجع وأدار الظهر لمتطلبات هذا الحراك وعلى رأسها كسر الحصار».