أكّد المطرب محمد بن صالح أن الفن الطربي هو اختيار منه راهن عليه عن مبدإ ورسخه بما يختزنه من إمكانيات صوتية متميزة، وأكّد أن هدفه من تجربته في برنامج "آراب أيدل" هو إثبات تلك القدرات والتعريف بها في العالم العربي. (الشروق) مكتب الساحل وتجدر الملاحظة أن حضور المطرب محمد بن صالح في"آراب أيدل" أثار إعجاب لجنة التحكيم حد الإنبهار وأيضا الجماهير التي تابعت مختلف الحصص التي غنى فيها مما جعله يدخل المشهد العربي الموسيقي من الباب الكبير ،وبدأ في استثمار تلك التجربة بعروض في مختلف المهرجانات الصيفية وبإنتاجات جديدة وتفعيل تصورات فنية جديدة إلى جانب طموحات أخرى عبر عنها في حوار ل "الشروق" هذه تفاصيله: هل يمكن القول إن تجربة"آراب أيدل" أنتجت ثمارها؟ الحمد لله، وأوّل ثمرة اكتسبتها هي الخبرة والتحكم أكثر في المسرح وشد الجمهور، وأصبحت دقيقا في عملي أكثر لأن المسؤولية الآن أكبر وأصعب بحكم أني أعمل بمفردي وأسعى لتحقيق انتظارات الجمهور الذي كلما صعدت الركح أحرص على إدخال الفرحة عليه من خلال أدائي لأغان راقية وفي المستوى المنتظر وأسعى أن أكون متوازنا في اختياراتي الموسيقية. ماذا بقي لك من هذه التجربة خاصة أن التصويت هو الذي حرمك من التتويج ؟ شعرت بمرارة نوعا ما رغم أني تجاوزت كل المراحل ولكن ذلك قانون اللعبة وما بقي في ذهني ذلك التقدير الذي حبتني به إدارة قناة "أم بي سي" وخاصة ما قالوه لي في آخر حصة "كان لنا الشرف في أن عرّفنا العالم العربي بصوت متميز مثلك"، كلام بقي في ذاكرتي إلى جانب مختلف الحصص التي غنّيت فيها وحجم التفاعل الإيجابي الذي وجدته سواء من القائمين على هذا البرنامج أو من طرف أعضاء لجنة التحكيم وأيضا من الجماهير الحاضرة. وللأمانة لو تحصّلت على المرتبة الأولى في هذا البرنامج لكانت الأمور بالنسبة لي أصعب خاصة بعدما اطلعت على الوضعية التي أصبح عليها صاحب الجائزة الأولى في الموسم الذي سبقني وبالتالي كان هدفي من المشاركة هو التعريف بقدراتي الصوتية ووضعها في الميزان العربي واليوم أعيش نقلة جديدة تجعل خطواتي ثابتة ومتزنة لتقديم الأفضل. ركزت في مختلف حفلاتك على أداء أغاني عمالقة الطرب الشرقي والتونسي هل بدأت تفكر في الإنتاج الخاص؟ بدأت بأغنية "ورد زماني" التي تم تصويرها في "فيديو كليب" وستليها أغان أخرى إلى جانب مشروع فني بصدد تفعيله برؤية متجددة، في جزء منه يتضمن مجموعة من الأغاني الخالدة التي أعتبرها تندرج ضمن مسؤوليتي كفنان لإيصالها للجيل الجديد خاصة في ظلّ ما تشهده الساحة الموسيقية من تدنّ في مستوى الأغاني التي أصبحنا نسمعها في العشرية الأخيرة رغم ما تزخر به بلادنا من فنانين كبار ولم أكن أتصور نفسي أني سأشاهد وأسمع مثل تلك الرداءة والأغرب أنها تبث على قنواتنا التلفزية، فقد تعلمت أصول الفن على يد أساتذة أجلاء ذوي قيمة فنية عالية والتلفزة بالنسبة لي لها هيبة كبرى، وعندما تقع دعوتي كنت لا أنام قبل ذلك الموعد واليوم أصبح من هب ودب يظهر في التلفزة طبعا مع شيء من التنسيب. هل أثمرت تجربة "آراب أيدل" علاقات فنية تحافظ على مكانتك العربية التي اكتسبتها من تلك التجربة؟ الانتشار العربي مسألة صعبة وكل تجربة عربية تتطلب التأني سواء مني أو من الأطراف التي سأتعامل معها، وهناك مشروع أغنية سيجمعني بشاعر عربي معروف وفي القريب سأصدر أغنية جميلة، وهي تجربة من نوع آخر. حرصك على النوعية الطربية من الأغاني هل يعتبر تحدّيا منك في ظل ما يسيطر على الساحة الموسيقية من نوعيات أخرى اختلط فيها الحابل بالنابل؟ هناك قاعدة جماهيرية تحب هذه النوعية ولا يمكن تغييبها، وفي المقابل لا يجب أن ننظر إلى الطرب بمثل تلك الصورة القاتمة التهكمية واعتبار الفن الطربي سليل الأزمنة الغابرة ولا مكان له في الحاضر بمنطق التطور وتغير الزمن، بالعكس يبقى الفن الطربي متجذرا صالحا لكل زمان ومكان فهو الأصل والمرجع، مع إمكانية التنويع وفي الحقيقة أنا أراهن على كل الأنماط الموسيقية سواء التونسية أو الشرقية أو المغاربية، وسيكون هناك في المستقبل مشروع فني في النمط المغاربي.