الشروق – مكتب الساحل: في إطار الدورة السابعة لتظاهرة «ليالي متحف سوسة» التي تنظمها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية أحيت المطربة هالة المالكي حفل الافتتاح مساء الأحد أمام جماهير غفيرة غطت فضاء العروض بالمتحف. إلى جانب إنتاجاتها الفردية مثل «نغير عليك» والتي افتتحت واختتمت بها السهرة فإن هالة غنت لعمالقة الغناء العربي والعالمي بدءا بوردة (على عيني) ومحمد عبد الوهاب (من غير ليه) وماجدة الرومي (عم يسألوني عليك الناس، اعتزلت الغرام) وأم كلثوم (للصبر حدود) مرورا ب «ليو ساير»( أحتاج إليك) و«إيديث بياف» (الحياة الوردية ،لا أندم على شيء)، «قلوريا قاينور» (سأبقى على قيد الحياة) وصولا إلى نجوم الغناء التونسي في مجموعة من أغاني الزمن الجميل. وغنت هالة المالكي لشبيلة راشد (يا لايمة عالزين) والهادي الجويني (حبي يتبدل يتجدد) والصادق ثريا (كي يضيق بيك الدهر)، أغان صعبة في نوعيات مختلفة أدّتها هالة على مدى ساعتين إلا ربع باقتدار كبير مرسخة تميز إمكانياتها الصوتية ومؤكّدة أنها مطربة متشبعة بكل المدارس الموسيقية وقادرة على أداء مختلف النوعيات حتى أن العديد من الحاضرين في لقاء ب «الشروق» وصفوا أداء هالة بأنه أفضل من أصحاب أغلب هذه الأغاني ولا يفوقونها فنيا في شيء حسب وصفهم وأنهم انبهروا بحضورها الركحي وبقدراتها الصوتية. وظهرت هالة في ثوب العمالقة وساهم في هذا الحضور المتميز الجمهور الذي بقي وتابع الحفل بإنصات من أول إلى آخر السهرة وتفاعل حد الانتشاء وطالب هالة بالمزيد من الأغاني الطربية. هذا النجاح الفني ساهم فيه الأداء المتميز للفرقة الموسيقية التي ضمت اثني عشر فنانا من الكفاءات التونسية في العزف وأربعة أصوات في الكورال أحكم قيادتها باقتدار عازف القانون الدكتور أحمد الشايبي الذي أكّد في لقاء ب «الشروق» أن «الجمهور هو الذي فرض بعض التغييرات على برنامج الحفل لما أبداه من ذوق رفيع وحرص على سماع الأغاني الطربية والراقية» مضيفا «ذكّرني الجمهور بأجواء الحفلات في رمضان عندما يقبل الجمهور على سماع كل ماهو طربي». وفي خصوص تصنيفه لهالة المالكي قال الشايبي «في تونس نعيش مشكل تقييم ومشكلا في مسألة الذوق حيث يتعرض المواطن إلى عملية تكثيف لسماع أغان دون المستوى الفني ولكن هالة المالكي تبقى قيمة ثابتة حتى قبل ظهورها في برنامج «ذي فويس» ونوعية صوتها نادرة الوجود وأصبح لها من الخبرة ما يخوّلها الصعود على أي مسرح في العالم». وحول اختياراتها الموسيقية قالت المطربة هالة المالكي في تصريح خاص ب «الشروق» إنها «مبنية على أذواق الجمهور سواء إن كانت في الفن الشرقي أو الغربي أو التونسي مع الحفاظ على مستوى معين من الأغاني وهي أغان نابعة من مسيرتي وتفاعلاتي منذ بداية تعلقي بالموسيقى والغناء». وأضافت «اختياراتي للأغاني ليست بنية التكريم ولكن بدافع قيمتها الفنية التي جعلتها خالدة»، أما عن إنتاجاتها الجديدة فأكّدت هالة أن لها العديد من الأغاني المسجلة ستخرج إلى النور في القريب.
