اعتبرت المطربة هالة المالكي أن تجربة «ذي فويس» شكلت لها منعرجا في مسيرتها الفنية. وأرجعتها إلى الساحة الفنية وعرفت بها في المشهد الموسيقي العربي. ومكنتها من حافز معنوي جعلها تخطط لمستقبل فني متميز باعتماد إنتاجات جديدة. (الشروق) مكتب الساحل ورغم اعتمادها على أداء أغاني الآخرين فإن هالة المالكي نجحت في فرض حضورها الركحي وقدراتها الصوتية المتميزة بأداء مختلف الأنماط الموسيقية من خلال جولة في المهرجانات الصيفية التي لاقت نجاحا فنيا وجماهيريا عزز مكانتها الموسيقية. التقتها «الشروق» في حفل افتتاحها لتظاهرة «ليالي متحف سوسة» فتحدثت عن هذه الجولة وعن تجربتها في برنامج «ذي فويس» وملامح حول مسيرتها الفنية المستقبلية. ولم تخف رأيها المتفائل حول المشهد الموسيقي التونسي في حوار هذه تفاصيله: كيف كانت جولتك هذه السنة في المهرجانات الصيفية؟ متعة كبيرة، وتفاعلات طبيعية من طرف الجماهير التي حضرت، جولة جميلة لا بد للفنان أن يعيشها لأن الجمهور هو المحرك الرئيسي لمسيرة الفنان وهو رأس مال الفنان... كانت جولة بين عدة مناطق من شمال البلاد إلى جنوبها لقيت فيها كل الترحاب وحسن القبول وكل سهرة لها سحرها وكل جمهور له خصوصية من السهرات التي ستبقى عالقة في ذهني. هل يمكن التحدث عن هالة المالكي قبل «ذي فويس» وهالة بعد «ذي فويس»؟ تجربة «ذي فويس» أرجعتني إلى الساحة الفنية. وعرّفت بصوتي للعالم العربي. واختصرت لي الطريق. فكان من الممكن أن أبقى سنوات أخرى وأنا بعيدة عن الساحة. ومكنتني هذه التجربة من إبراز قدراتي الصوتية في مختلف النوعيات الموسيقية من الطربي والشرقي والتونسي والغربي وكل هذا تركيبة هالة اليوم ومستقبلا. هل سيكون ذلك حافزا يدفعك أكثر إلى التفكير في حفلات بمضمون إنتاجات خاصة بك؟ أكيد وفي كل الحالات يجب أن تستمرّ حفلاتي ويجب عليّ أن لا أغيب عن الساحة الفنية إلى جانب الحرص على إصدار أغان جديدة خاصة بي. فلي عدد كبير من الأغاني سجلتها منذ سنوات وعلي أن أغتنم النفسية التي أنا عليها والطاقة الكامنة داخلي. وهذا التجدد الحاصل لكي أواكب التطورات الفنية الحاصلة مع الحفاظ على النوعية الطربية وأداء اللون الذي يناسبني ويتناسب وسني. أي نوعية تستهويك أكثر؟ أميل إلى كل هذه النوعيات بحكم أني أتقنها وبالتالي أريد أن أمارسها كلها عكس فنانين آخرين لا يتقنون غير نوعية واحدة. ويبدعون فيها. فهم يكتفون بذلك. فلماذا أبقى حبيسة لون واحد وأنا أتقن كل النوعيات خاصة أن الجمهور يطلبها ويحبها فأجد راحتي في كل ما أغنيه. حفلاتك الصيفية تضمنت جانبا كبيرا من أغاني الآخرين. كيف تتم عملية اختيار هذه الأغاني؟ وهل لها علاقة بالجانب التكريمي لبعض الفنانين القدامى؟ لست أُكرّم أي شخص. هي أغان خالدة إلى اليوم لأنها متقنة. وغناها أصحابها بكل حب وأحبها الجمهور. كذلك أديت أغاني لفنانين يعيشون بيننا. وهي من النوعيات التي أريد أن أنسج على منوالها حتى أجد طريقي وبالتالي لا أرى مانعا في ذلك. هل أثمرت تجربتك في برنامج «ذي فويس» مشاريع فنية مستقبلية؟ علاقاتي في «ذي فويس» توقفت عند انتهاء البرنامج. والمعلوم أن هناك شروطا مضبوطة ونظاما داخليا التزمنا به. فلا مجال للقاءات شخصية وغيرها من الأشياء. هل تلقيت اتصالات بعد البرنامج لإنتاج بعض الأغاني؟ الأمور ليست بمثل هذه السهولة. فعلى الفنان أن يسعى بنفسه الى هذه اللقاءات ويقترح. كشفت محرزية الطويل في حوار بجريدة «الشروق» أن هناك محاباة ومعاملات غير فنية في برنامج «ذي فويس» وكواليس أخرى هل توافقينها في ذلك؟ لقد قرأت ما صرحت به محرزية. ومن يعيش وسط التجربة هو الذي يدرك مثل هذه الكواليس. ولكن ليس من حقنا أن ننشرها للعموم. وتندرج ضمن شؤون المطبخ الداخلي. صحيح هناك أشياء كان من الممكن أن لا تقع. ولكن هذا قانون اللعبة وعلينا قبوله. هل أنت مع اختيار البقاء في تونس أم الاستقرار خارج الوطن لمواصلة مسيرتك الفنية؟ أنا جسديا أزور تونس باستمرار بحكم أني مستقرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولكن تنقلاتي تحددها إنتاجاتي الفنية وحفلاتي. هل تفكرين في الاستقرار في الشرق؟ حاليا لا أدري ولكن قرار من الممكن اتخاذه. كيف يبدو لك المشهد الموسيقي التونسي؟ هناك ألوان موسيقية جديدة برزت في تونس. وليس من حق أي إنسان منعها من الإبداع والغناء وليكن القرار لدى الجمهور. ولا مجال لفرض ذوق على حساب آخر. فلنا العديد من المواهب في مختلف المجالات الفنية. ويجب فسح المجال لهم لكي يبدعوا ويعبروا. والجمهور هو الفيصل.