تجولت صبيحة امس الأربعاء 3 اكتوبر بين امواج بعض الإذاعات المحلية، العمومية والخاصة، في محاولة لطرد «ستراس» المقيت الذي كان ينتابني بسبب حركة المرور الخانقة في محيط العاصمة وداخلها . وبدل «الستراس» المروري الذي كنت اجابهه في العادة بعدم المبالاة ولو الى حين ، تملكني شعور اشبه بالرغبة في تقطيع شعري او صفع أي شيء ، اذ تكاد اغلب الإذاعات تتشابه ، ليس فقط في برامجها والقضايا التي تطرحها ، وإنما في التعاليق الساذجة والركيكة لمقدميها و«كرونيكوراتها» بالخصوص ، اضافة الى «ثقل دمهم» او «ثقل ملائكتهم» وجهلهم المعرفي ومتابعتهم السطحية للأحداث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، حتى انهم باتوا يخصصون لها أركانا لملىء الفراغات في برامجهم وعقولهم . والأدهى والأمر في سلوك وتعامل هذه الملة من «الإعلاميين» كما يطلقون على أنفسهم ، سخريتهم المجانية والساذجة من خطابات المسؤولين والسياسيين دون التعمق فيها وتحليلها بعيدا عن الشعبوية الرائجة هذه الأيام . تصوروا على سبيل المثال كرونيكور في برنامج يقول ان كشف حقيقة اغتيال شكري بلعيد والبراهمي لا تهم المواطن في شيء مؤكدا على ان ما يشغل الناس اليوم هو لقمة العيش وكأن المواطن اصبح في نظره حيوانا يعيش بالغريزة ! والغريب ان مثل هذه الظواهر الإعلامية الغريبة ، لا تقتصر على الإذاعات فحسب وإنما نجدها في القنوات التلفزية الى درجة ان الواحد بات يتساءل عن ثقافة وتعليم هؤلاء المقدمين والمعلقين وكيف تم اختيارهم ولماذا ؟ هل أتوا بهم من اجل تتفيه الاعلام وتجهيل المستمعين والمشاهدين وتركيب «الستراس» و«السكر» لكل من قادته يده لفتح الراديو او التلفزة . أرجو من كل اصحاب القنوات التلفزية والإذاعية متابعة ما يبث في برامج قنواتهم بدقة ومحاولة إصلاح ما يمكن اصلاحه حفاظا على الأقل على اعصاب الناس .