احتكاك التلاميذ ببعضهم البعض في المدارس والمحاضن يسهل انتقال عدوى الامراض فيما بينهم لاسيما في ظل عدم احترام الشروط الصحية من قبل أغلب هذه المؤسسات وغياب النظافة . تونس-الشروق: الامراض الفيروسية كالقريب وغرب النيل وإنفلونزا الخنازير هي من الامراض الاكثر خطورة بالوسط المدرسي ذلك ان الارضيّة ملائمة جدا لانتشار العدوى بفعل التدافع اليومي بين التلاميذ اثناء دخول المؤسسة التربوية او الحضانة ، وبفعل الاكتظاظ وسط الأقسام ، وضيق مساحة الحضانة والتصاقهم ببعضهم البعض اثناء تناول الفطور او المراجعة ، وغياب الماء الصالح للشراب في عديد المدارس والافتقار للمراحيض والصابون لغسل اليدين . ومعلوم ان التلاميذ خاصة في المرحلة الإعدادية لايمتلكون المناعة الكافية لمقاومة الامراض الفيروسية فتسهل العدوى وانتشار المرض ، وتصبح الخطورة اكبر وتشكو العديد من الامهات من عدم امتثال ابنها للعلاج رغم اعتماد الكثير من الادوية لان ذلك الطفل يعيش يوميا في وسط من الامراض المعدية. وحذر الدكتور عبدالرزاق يحي في حديثه ل:«الشروق» من تفشي عديد الامراض الفيروسية في الوسط المدرسي على غرار «القريب» وفيروس «غرب النيل» وإنفلونزا الخنازير داعيا الاولياء الى الاحتفاظ بابنائهم في المنازل لثلاثة ايام حتى يتعافى من المرض اولا ثم يجنب العدوى الى زملائه التلاميذ في مرحلة ثانية وكلنا يعرف أن الأطفال هم أكثر عرضة للمرض عن غيرهم، خاصة الأمراض المعدية التي قد تصيبهم، كنزلات البرد والإنفلوانزا وبعض الأمراض البكتيرية والفيروسية، وبعض الأمراض الجلدية، والتي تنتقل عن طريق اختلاطهم بزملائهم داخل الأقسام ، ونتيجة تبادل الأدوات الدراسية فيما بينهم، وأحيانًا لسوء التهوئة في القسم. التوعية والوقاية امام افتقارالعديد من المؤسسات التربوية لوسائل التنظيف واعوان التنظيف وجب العمل على التحسيس والتوعية ووفقا للدكتور عبدالرزاق يحي فنحن في حاجة الى ترسيخ ثقافة غسل اليدين لدى التلاميذ قبل الاكل وبعده وبعد مصافحة اي شخص مصاب بالسعال او العطس وسيلان الأنف . وينصح الامهات بضرورة العناية بصحة أطفالهن ومنحهم فيتامينات وعناصر تدعم الجهاز المناعي كالخضروات والغلال والفواكه مع التأكيد على الغسل الجيد للخضر واستعمال مادة الجفال في غسلها. ودعا الى ضرورة الحرص على ان يشرب الطفل الكثير من الماء لان ذلك مفيد لسلامة الجسم وإرشاد الطفل نحو اهمية الابتعاد عن الشخص المصاب . التلقيح ضروري عديدة هي الامراض المعتدية التي قضت عليها تونس بعد الاستقلال باستعمال التلاقيح اللازمة كالحصبة والسل والجدري والبوصفير او التهاب الكبد الفيروسي خاصة نوع «أ» و«ب» ولكن عادت هذه الامراض لتطفو على السطح وتصيب خاصة التلامذة بسبب كثرة الأوساخ والتلوث وارتفاع نسبة الفقر وبناء عليه اتخذت وزارة الصحة العمومية بالتعاون مع وزارة التربية على عاتقها القيام بالتلقيح اللازمة للتصدي لهذه الامراض ويتوقع ان تتولى تلقيح 200 الف تلميذ ضد التهاب الكبد الفيروسي نوع «ب» ويتعين عليها تكوين فرق متابعة لصيقة لهذه الامراض مع التوعية والتحسيس بضرورة الوقاية وتشريك المجتمع المدني في القيام بهذه الحملات .