تونس (الشروق) نزيهة بوسعيدي غزت الفيروسات بلادنا وكثرت انواعها فأصبحت تشكل خطورة على حياة التونسيين بتسجيل حالة وفاة والاشتباه في 11 حالة اخرى وتحول الخوف من الاصابة بها الى « فوبيا» لدى خاصة كبار السن والاطفال والفاقدين للمناعة والسؤال الذي يفرض نفسه ماهي عوامل كثرة هذه الفيروسات وماهي طرق الحد من انتشارها ؟ الفوضى وكثرة الاوساخ الفوضى الخلاقة التي عرفتها بلادنا بعد الثورة وعدم احترام القانون واللامبالاة عند القاء الفضلات والاوساخ وانعدام العناية بنظافة الشوارع من قبل النيابات الخصوصية والعبث بالبيئة والمحيط في كل الجهات وانتشار الفقر وعدم القدرة على شراء ادوات التنظيف وانقطاع الماء المتكرر واللجوء الى شرب مياه ملوثة وتدهور الحالة الصحية للتونسيين وتدهور مناعة الجسم بسبب تدهور القدرة الشرائية وعدم القدرة على تكاليف الغذاء المتوازن وقلة الوعي الجماعي بضرورة الوقاية من الامراض الفيروسية وكيفية التصدي للعدوى كلها عوامل ساهمت وتساهم في انتشار الفيروسات في مجتمعنا . والفيروسات هي عبارة عن تراكيب لا خلوية، تصيب جميع أنواع الكائنات الحية، ويتم تصنيفها ضمن الكائنات الدقيقة المجهرية، أي لا يمكن رؤيتها إلا من خلال المجهر، كما وتُعرف الفيروسات بأنها أجسام دقيقة تتطفل إجبارياً على خلايا حية أخرى مختلفة في النوع ومنها التهاب الكبد الفيروسي نوع " أ "و"فيروس الكلب "وفيروس غرب النيل وفيروس h1n1 وفيروس كورونا وفيروس السيدا وفيروس الايبولا وفيروس زيكا. وجاء في صدارة قائمة منظمة الصحة العالمية السنوية « فيروسا إيبولا وزيكا اللذان تسببا في أوبئة فتاكة خلال السنوات الأربع الماضية، وسط مخاوف من احتمال عودتها للتفشي مرة أخرى وتضمنت القائمة أيضا فيروس «حمى القرم الكونغو النزفية» الذي تتسبب في مقتل 40 % من المصابين به، وتمّ رصده أخيراً في أوغندا. ويشعر الخبراء بالقلق بشأن فيروس «ماربورغ» الذي يعتبر واحداً من أكثر مسببات الأمراض فتكاً في الوجود، حيث هز دولاً أفريقية عدة، في تشرين الثاني الماضي. كما تشمل قائمة الفيروسات القاتلة «حمى لاسا» وفيروس «كورونا»، وفيروس متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد «سارس»، وفيروس «نيباه» وأيضاً «حمى الوادي المتصدع». ضعف المناعة أشار الدكتور عبدالمجيد كمون رئيس عمادة الاطباء سابقا ان الفيروسات موجودة حتى قبل وجود الانسان وبأعداد مهولة وهي لم تتطور ولم تظهر في انواع جديدة ولكن نحن نعيش عهدا تراجعت فيه قدرة المناعة على الدفاع عن الجسم وبالتالي اصبح الفيروس هو الأقوى اذيتسبب في الاضرار بالمصاب حد الموت لدى بعض الحالات . واستدرك قائلا :" هذا لا يمنعنا من توجيه رسالة الى الرأي العام لعدم التهويل واتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقايةوبخصوص فيروس غرب النيل الذي ظهر في تونس هذه الايام افاد انه لايجب ان نخيف الناس لأنه ظهر في تونس اكثر من مرة كما انه لاينتقل من انسان الى انسان بل ينتقل من الطيور الى الناموس ومن الناموس الى الانسان وبالتالي القضاء على هذه الحشرة وردم المستنقعات التي تساهم في تكاثرها هو من الاولويات سواء للبلديات او المواطنين ولاننسى الحرص على النظافة ". سبل الوقاية هناك العديد من الطرق التي تساعد على الوقاية من الفيروسات ومن أهمّها: غسل اليدين جيداً بالماء والصابون واستخدام المواد المعقّمة باستمرار، وخاصةً قبل وبعد تناول الطعام أو تحضيره، وبعد العطس أو السعال، أو ملامسة الأماكن الملوثة، أو استخدام دورة المياه وتجنّب ملامسة الأماكن الحساسة للفيروسات باليدّ مباشرةً وخاصّةً العين والأنف والفم، فهذه المناطق من أسرع المناطق التي تلتقط الفيروسات، فمن الممكن أن تكون اليد ملوثة وتقوم بنقل الفيروس إلى هذه المناطق بسهولة عند ملامستها بشكل مباشر. الابتعاد قدر الامكان عن الأشخاص المصابين بالفيروسات المختلفة، كالمصابين بالإنفلونزا أو الرشح وغيرها. يجب استخدام المناديل عند العطس أو السعال، ووضع المنديل المستخدم مباشرةً في سلة المهملات، والقيام بغسل اليدين بالماء والصابون، لتجنّب انتقال الفيروس إلى أماكن أخرى، وفي حال عدم وجود منديل يفضل العطس على أعلى الذراع وليس على كف اليد. عند زيارة الأشخاص المصابين بالفيروسات يفضّل ارتداء الكمامات للتقليل من خطر انتقال الفيروس للشخص السليم، وكذلك عند زيارة المستشفيات، أو الأماكن المكتظّة ويجب الحرص ايضا على نظافة المنزل والمرفقات المحيطة به وتعقيمه باستمرار وخاصّة دورة المياه والمطبخ، وكذلك الأماكن الخاصّة بالنوم وغسل الفواكهه والخضروات جيداً قبل تناولها و المحافظة على تناول الغذاء الصحي السليم، وممارسة العادات الصحية للنوم، لتقوية مناعة الجسم، ليتمكن من مقاومة الفيروسات بشكل أكبر. أمين سليم اخصائي في الأمراض الفيروسية ل«الشروق» تونس حاضنة للفيروسات لماذا غزت الفيروسات تونس؟ الفيروسات لم تغز تونس فقط بل جميع بلدان العالم. ما هي الأسباب الرئيسية لانتشارها؟ الاسباب عديدة وتختلف من نوع الى آخر اي هناك انواع فيروسات في تونس تنتقل من شخص الى شخص ك "القريب "وهناك انواع تنتقل من الحيوان الى الانسان ك :" انفلونزا الخنازير " و" غرب النيل" وهناك فيروسات تنتقل عبر المياه الملوثة كالتهاب الكبد الفيروسي نوع «أ» ومن الاسباب الرئيسية نقص النظافة وكثرة التلوث في المحيط والتربة والهواء لتتحول الى حاضنة للفيروسات اضافة الى ارتفاع وتيرة السفر والتنقل واستقبال السياح من مختلف البلدان وعودة المعتمرين والحجيج وهم يحملون بعض الفيروسات . هل تتوفر تلاقيح لهذه الفيروسات ببلادنا؟ بالنسبة لفيروس القريب التلاقيح متوفرة بصيدلياتنا وبكميات محترمة وتتواصل الى غاية شهر ديسمبر وتلاقيح التهاب الكبد الفيروسي نوع «ب» موجودة في حدود 200 الف وحدة تلقيح سيتم منحها لتلاميذ المدارس اما فيروس غرب النيل فانه لايوجد له تلقيح في جميع بلدان العالم وبالتالي تبقى الوقاية هي افضل الحلول وخاصة العودة الى غسل اليدين والأنف بالصابون «الاخضر» او سائل الصيدلية مرارا عديدة لتجنب خطر الاصابة . ونحن على ابواب موسم انتشار فيروس «القريب» بماذا تنصح التونسيين؟ خلال السنة الماضية توفي 100 مصاب وسجلنا كمعدل عادي للوفيات بين 20 و 30 و40 شخصا في السنوات الاخيرة وهذا يدعوني لان احذر من خطورته وان ادعو خاصة شريحة الاطفال والمسنين والمصابين بالامراض المزمنة الى القيام بالتلاقيح في اقرب الآجال.