أوميغا3 ونمو الطفل معظم أطفال اليوم يفتقرون إلى أوميجا3. من المعلوم كما بينا سابقا أن الأحماض الدهنية أوميغا3 ضرورية لجسمنا ويمكن أن تؤثر على أعراض العديد من الأمراض والاضطرابات. سوف تلعب أوميغا 3 دورا وقائيا ضد أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والمزاج والأمراض العصبية التنكسية .... وقد أظهرت العديد من الدراسات أيضا فائدة أوميغا 3 لدى الأطفال والمراهقين بما في ذلك أدائهم الدراسي والنوم. اليوم يتسبب النظام الغذائي الحديث في عدم توازن في تناول الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة لصالح أوميغا 6. معظم الناس يستهلكون 20 مرة كمية أوميغا6 مقارنة بأوميغا3. يمكن أن يكون لهذا الاختلال آثار سلبية على الصحة لا سيما عن طريق تعزيز حالة التهابية. لقد أكدت البحوث التي نشرتها المجلة الغذائية الأوروبية ذلك وأكدت أن اختلال التوازن بين اوميجا 6 وأوميغا 3 يمكن أن يؤثر على نمو الجهاز العصبي للشباب مما يرفع من خطر الأمراض خلال مرحلة الطفولة والمراهقة وما بعدها (السمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية والحساسية). أوميغا 3 تساعد الأطفال على تعلم القراءة خصوصا لدى الذين يلقون صعوبة في ذلك. فلقد تم بالفعل عرض فوائد أوميغا 3 على النمو لدى الأطفال الذين يعانون من أمراض مثل اضطراب نقص الانتباه. في دراسة أجراها باحثون من جامعة أكسفورد (المملكة المتحدة) ، تلقى 74 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 و9 سنوات إما 600 ملغ من أوميغا 3 أو دواء وهمي (كبسولات فول الصويا أو زيت الذرة بنفس الطعم) لمدة 16 أسبوعًا. شهد الأطفال الذين يعانون من صعوبة في تعلم القراءة زيادة في قدراتهم الفكرية بشكل ملحوظ مع تحقيق ربح مقداره 8 أشهر. أما لأطفال الذين يعانون من صعوبات معتدلة فكان لديهم ربح مقداره 1.9 شهر. بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 16 سنة والذين تلقون مكملات من أوميغا 3 لوحظ لديهم مشاكل سلوكية أقل كما كانوا أقل قلقا. أخيرا يحدّ أوميغا 3 من السلوك العدواني لدى الأطفال. أوميغا 3 حليف للنظام العصبي والذاكرة والتعلم يحصل الدماغ على المزيد من الدم ويكون أكثر كفاءة عندما تتناول ما يكفي من الأوميغا3 كما يساعد على منع الخرف. فالمزيد من الدم يعني المزيد من الذاكرة. وفقا لدراسة جديدة ، تلعب أحماض أوميغا 3 دورا هاما في صحة الدماغ عن طريق زيادة تدفق الدم إلى مناطق محددة بما في ذلك تلك التي تتحكم في الذاكرة والتعلم. لقد تم نشر النتائج في مجلة مرض الزهايمر. لتسليط الضوء عليها ، استخدم الباحثون تقنية تصويرية تدعى SPECT (التصوير المقطعي المنفرد للانبعاث الفوتوني) - والذي يقيس تدفق الدم على عكس التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يظهر بنية الدماغ فقط. تم فحص أدمغة المشاركين أثناء أداء المهام المعرفية المختلفة. أظهرت النتائج أن المشاركين الذين لديهم أعلى تدفق للدم في الدماغ لديهم أيضًا أعلى تركيز للدم في أوميغا 3 (EPA وDHA). هذه الأحماض الدهنية الغنية بأوميغا 3 تدعّم الأداء الإدراكي كما المهارات المعرفية، بما في ذلك تلك التي ترطبت بمناطق الدماغ الخاصة بالذاكرة والتعلم وهي وظائف تتأثر بشكل خاص خلال الشيخوخة أو في حالة الخرف. تتراجع نسبة الإصابة بمرض ألزهايمر 36٪ لدى الذين يستهلكون أوميغا3. يعود التأثير الوقائي لأوميغا3 بشكل أساسي إلى الأحماض طويلة السلسلة ، خاصة DHA (حمض الدوكوساهيكسانويك). تعمل أوميغا3 بعدة طرق: بالإضافة إلى دعم ري الدماغ، فهي تحافظ على حجم الدماغ. أوميغا 3 مكافحة للالتهاب في الدماغ وهو عامل خطر رئيسي في تطور الخرف. فجرعات جديدة من ملاحق DHA - أحماض أوميغا 3 الدهنية طويلة السلسلة - يمكن أن تساعد في منع تطور الخرف وفقا لدراسة جديدة من JAMA Neurology ولكن يجب أن نتناول هذه المكملات قبل العلامات الأولى من الخرف. في دراسة نُشرت في مجلة الكيمياء الحيوية الغذائية، قام الباحثون في معهد INSA Lyon بتقييم الفوائد المتعددة ل DHA من خلال تحليل سلسلة من الدراسات المختبرية والفيزياء المنشورة خلال العشرين سنة الماضية. أكدت غالبية الدراسات المجراة تراجع نسبة الإصابة بمرض الزهايمر. تبين هذه الدراسات أيضا أن الاكسدة في الدماغ هي آلية رئيسية أخرى تشارك في مرض الزهايمر بما في ذلك زيادة إنتاج الجذور الحرة وأنواع الاكسجين التفاعلية والتدهور التأكسدي للدهون. تساعد DHA في محاربة الإجهاد التأكسدي الذي يبادر إلى موت الخلايا العصبية (نفس الشيء يمكن قوله بالنسبة لزيت الزيتون رغم أنه يحتوي كمية محدودة من أوميغا3). DHA تعزز بقاء الخلايا العصبية من خلال تحفيز التعبير عن البروتينات التي تمنع تدميرها مع تقليل تلك التي تحفزها له. ومن المثير للاهتمام أن DHA ينظم عوامل الإنتاج هذه التي تشجع على نمو وتمايز الخلايا العصبية والمشابك الجديدة (عامل التغذية العصبية المشتقة من الدماغ)، وبالتالي قدرته على بقاء الخلايا العصبية.