يصل عدد المسرحيات التي تنتج في تونس في كل موسم مسرحي الى أكثر من مائة مسرحية من بينها أكثر من خمسين مسرحية في قطاع الاحتراف. لكن هذا الكم من المسرح التونسي لا يلقى أي اهتمام من مؤسسة التلفزة الوطنية بقناتيها الأولى والثانية . ولعل الاستثناء الوحيد تجربة مهرجان قرطاج الدولي في دورته الأخيرة. إذ بتدخّل من مختار الرصاع ولسعد بن عبدالله قامت القناة الوطنية الأولى بتصوير حوالي تسع مسرحيات عرضت في مدار قرطاج. فالتلفزة الوطنية يفترض أن تكون المساند الرسمي للمسرح التونسي ليس من باب الدعم المالي فقط وتأثيث برامجها بأعمال مسرحية بل من باب الحفاظ على الذاكرة الثقافية للبلاد. فتونس تحتاج الى تدوين الذاكرة المسرحية. ففي زمن إدارة عبدالرؤوف الباسطي ومختار الرصاع تولت التلفزة الوطنية تصوير عشرات المسرحيات. ولكن منذ أكثر من عشر سنوات أصبح المسرح التونسي شبه ممنوع في التلفزة الوطنية . فأرشيف التلفزة حافل بالأعمال المسرحية التي يمكن أن تصبح مادة أساسية لبرنامج مسرحي أسبوعي يمكن أن يبث هذه الأعمال مع استضافة مخرجيها إن كانوا من الأحياء أو بعض المشاركين فيها ومناقشتها والتذكير بالظروف التي تم انتاجها فيها حتى لا تبقى مسرحية الماريشال أو غسالة النوادر أو أعمال فرقة قفصة هي المنتوج المسرحي الوحيد الذي يجري تداوله. فالمواعيد المسرحية يجب أن تكون قارة ومستمرة وعلى مدى العام .