الجزائر (الشروق) من مراسلنا الطاهر إبراهيم خيّم ظل المدير العام السابق للأمن الجزائري، أمس الاثنين، على أعمال اجتماع أمني أفريقي رفيع المستوى بالعاصمة، باعتباره الأول في غياب رئيسه الجنرال المعزول عبد الغني هامل. وتعرض هامل إلى قرار عزل مفاجئ من رئيس البلاد، عبد العزيز بوتفليقة، في 26 جوان الماضي، ساعات فقط بعد تصريحات مُدوية بشأن مجريات التحقيق الأمني في فضيحة تهريب 7 قناطير من المخدرات البرازيلية. وقال هامل إن مصالحه واجهت محاولات لاختراق التحقيق الأمني بفضيحة تهريب المخدرات البرازيلية، على متن شحنات من اللحوم المستوردة، وهي القضية التي أسقطت رؤوسًا كبيرة في أجهزة الأمن والجيش والإدارة المحلية. وفي رئاسيات عام 2014 جرى طرح اسم الجنرال هامل لخلافة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، لكن حركة احتجاجية غير مسبوقة عصفت بجهاز الشرطة، أجهضت المشروع السياسي، كما روجت له دوائر فرنسية باعتباره «رجل ثقة وقائد ذا عقيدة عسكرية وتجربة أمنية». وتنشر وسائل إعلام محلية مقربة من دوائر السلطة، باستمرار عن شبهات فساد ضد عبد الغني هامل وأولاده، لكن اسم المدير العام السابق للأمن الجزائري لم يُطرح، اول أمس الأحد، ضمن قائمة 5 ضباط كبار يجري التحقيق معهم ثم حبسُهم بتهم «الفساد والثراء الفاحش وغير المشروع وسوء استغلال المنصب السامي والسلطة العسكرية». وقال وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، لضباط وقادة أفارقة إن المؤسسة الأمنية في البلاد تشهد تطورات ملحوظة على أكثر من صعيد، مُقدّمًا لهم المدير العام الجديد للأمن الوطني العقيد مصطفى لهبيري. وبذلك تبوّأ لهبيري إدارة أعمال الجمعية العامة الثانية لآلية الاتحاد الإفريقي للتعاون الشرطي (أفريبول)، بدلاً عن اللواء عبد الغني هامل الذي جرى انتخابه رئيسًا لآلية الأفريبول في 15 ماي2017. وجدد العقيد مصطفى لهبيري «إرادة بلاده في تبادل الآراء والخبرات لمكافحة مختلف أشكال الجريمة المنظمة، لاسيما الإرهاب والتطرف العنيف وكذا الجرائم الناشئة»، داعيًا قادة الأمن في أفريقيا إلى تكثيف التعاون الشُرطي. وشارك في الاجتماع الأفريقي رفيع المستوى، مفوض الأمن والسلم بالاتحاد الأفريقي إسماعيل شرقي وأمين عام المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول يورغن ستوك وقادة أجهزة الشرطة في القارة وضباط عسكريون وأمنيون عرب وأفارقة، وبينهم مدير الأمن الوطني التونسي.