تونس «الشروق» تحتضن مدينة الثقافة منذ يوم السبت الماضي معرضا مشتركا لأربعة فنانين تونسيين يعيشون في الخارج من أجيال وتجارب مختلفة. المعرض يشارك فيه الكبير أحمد الحجري المقيم في العاصمة الفرنسية باريس الذي أشتهر بالفن الفطري والعصامية وقد نجح الحجري أصيل مدينة تازركة في أن ينحت لنفسه لونا فنيا في الرسم الزيتي فاللوحات التي يقدٌمها في هذا المعرض تندرج ضمن المسار الذي عرف به الحجري كرسام يرسم بدهشة الأطفال وعفويتهم في تماهي مع الرسام العالمي شاغال الذي لم يكن يعرفه ولا يعرف أحدا غيره من الفنانين إذ أن الحجري فنان عصامي أنطلق في الرسم بعفوية ولم يكن له أي تكوين فني ولا ثقافي قبل أن يتحوٌل الى فنان عالمي تبهر ألوانه وأعماله نقاد الفن في العالم وهذا المعرض الذي يشارك فيه أحمد الحجري فرصة لعشٌاق الفن التشكيلي لأكتشاف هذا الفنان المدهش. ومن المشاركين في المعرض أيضا الفنان الحروفي عبدالرزاق حمودة المقيم في جينيف ويقدٌم حمودة القادم من مدينة قابس والمستقر في جينيف مجموعة من اللوحات التي أستلهمها من اعمال الشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد ويكشف حمودة عن قدرة مذهلة في تحويل الحروف الى لوحات تشكيلية وفي هذا المعرض يقدٌم حمودة حوالي العشرين لوحة قصيدة في مزج بين حركة الحرف وجمالية القصيدة وقد أختار أن يسمي مشاركته في هذا المعرض الجماعي ب«نحب البلاد». وإذا كان حمودة والحجري من الفنانين التونسيين المكرسين فقد ضم المعرض أيضا أعمالا لشابين مهاجرين في باريس هما زياد بن سلامة أصيل مدينة الدهماني الذي يقدٌم في هذا المعرض أعمالا تجريدية تقوم على تقنية التصوير تعيدنا الى بهجة رسوم الأطفال بتلقائيتهم وأنسياب ألوانهم في تماهي مع عوالم ميرو الرسام الأسباني الشهير دون أن يغفل عن التشبث بالبناء البصري المعماري ومثل هذا المعرض الجماعي فرصة للجمهور التونسي لأكتشاف هذا الفنان التونسي الذي يقطع خطوات جادٌة نحو العالمية. أما الرسام الرٌابع أصيل مدينة قفصة والمقيم في باريس فهو الشاعر والرسام مهدي غلاٌب الذي يشارك بلوحات مائية يستحضر فيها شبابيك المدينةالتونسية بتقاطعاتها التي تشبه مشهدا تجريديا يمتزج فيه خيال الشاعر بدقٌة الفنان بما له من رؤية بصرية وتمثٌل مشاركة مهدي غلاٌب خطوة مهمة لهذا الفنان والشاعر الشاب الذي يسعى بجديٌة لتثبيت خطاه في عوالم الفن والإبداع. هذا المعرض كان يمكن أن يكون أكبر فهناك عدد كبير من الفنانين التونسيين المقيمين في الخارج من الذين كان من المفروض أن يشاركوا فيه ولكن البداية مهمة وتطوير هذه التجربة أهم.