مكتب نابل «الشروق» بعد مضي شهر على الأمطار الطوفانية التي اجتاحت ولاية نابل والتي تسببت في خسائر بشرية ومادية في أغلب المعتمديات من بينها معتمدية بوعرقوب. حيث لازالت آثارها محفورة في ذاكرة المتساكنين وعلى جدران منازلهم. هالة العريبي متضررة من سكان قرية بلي التابعة لبوعرقوب اجتاحت الفيضانات منزلها المتواضع. فأصبح غير مؤهل للسكنى بعد أن جرفت المياه كل الأثاث والمؤن والملابس واللوازم المدرسية وخلفت أضرارا بالجدران. وما زاد في حجم معاناتها هو تجاهل السلط المحلية والجهوية للوضعية المزرية التي أصبحت كارثية. فهي لم تحصل على مساعدات مالية ولا على مساعدات عينية ولا على رعاية نفسية وصحية. "الشروق" زارتها في بيتها. ووقفت على الوضع المزري الذي تعيشه هالة صحبة زوجها العاطل عن العمل وبناتها الثلاث اللاتي يزاولن تعليمهن في الابتدائي والاعدادي ...أدباش متناثرة هنا وهناك وروائح كريهة تنبثق من كل مكان في المنزل والوضع ينبئ بالخطورة التي باتت تهدد أفراد العائلة المنكوبة. المنزل تضرر بالكامل تقول هالة إن المياه داهمتها في بيتها. وبلغ ارتفاعها قرابة المتر. فسارعت الى إنقاذ بناتها الثلاث بعد أن أخرجتهن من المنزل. والتجأت رفقتهم إلى مكان مرتفع بالقرب من المنزل. وبقيت تراقب المياه التي جرفت كل الأثاث والمؤن. وتسببت في نفوق خروفين وعدد من طيور الدجاج. وألحقت أضرارا بالبيت المتواضع الذي تقطنه. وأصبح غير مؤهل للسكنى إلا أن ظروفها الصعبة أجبرتها على البقاء فيه وتحمل الرطوبة والروائح الكريهة بعد أن حصلت على بعض الأغطية من أقربائها. وتضيف المتحدثة أن ما حز في نفسها هو عدم اهتمام السلط المحلية والجهوية بوضعها المتردي. ولم يزرها أي مسؤول ولم تتلق أي نوع من المساعدات التي وزعت على غير مستحقيها على حد قولها. فهي لا تطلب سوى تحسين مسكنها ليصبح لائقا. فتنقذ بناتها من الأضرار التي يمكن أن تلحقهم . وقد توقفنا خلال هذه الزيارة على الوضع الكارثي الذي تعيشه عائلة هالة. وأملنا في أن تتجاوب السلط المحلية والجهوية مع استغاثتها وتشملها بالمساعدة المالية والعينية لتجاوز أزمتها .