تتجه انظار العالم اليوم صوب انقرة أين من المنتظر أن يزيح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الستار عن لغز موت الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في تركيا . أنقرة (وكالات) ورفض مستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس الاثنين، تأكيد السعودية بأن الصحفي جمال خاشقجي قتل في شجار داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. وحسب «رويترز»، قال ياسين أقطاي أحد مستشاري أردوغان من حزب العدالة والتنمية: «لا يسع المرء سوى التساؤل كيف يمكن أن تنشب «مشاجرة بالأيدي» بين 15 شاباً مقاتلا وبين خاشقجي البالغ من العمر 60 عاما وهو بمفرده وأعزل». وكتب أقطاي وهو صديق مقرب كذلك من خاشقجي في عمود في صحيفة «يني شفق» التركية، يقول: «إنها لا تفسر أيا من جوانب الواقعة وفقا لكل المعلومات التي تم التوصل إليها — بل على العكس تقود لمزيد من الأسئلة». وأضاف: «كلما فكرت في الأمر تشعر أن هناك من يهزأ بمخابراتنا». وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد كشف عن عزمه الإدلاء بتفاصيل اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم. وقال أردوغان خلال افتتاحه مترو أنفاق إسطنبول، اول امس، «كنا قد أكدنا أننا سنكشف عن ملابسات اختفاء خاشقجي» سأشرح تفاصيل اختفاء خاشقجي، اليوم، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبي». وأضاف أردوغان «نبحث عن العدالة وسنظهر الحقائق بكل وضوح»، متابعا «لماذا جاء 15 شخصا إلى تركيا، ولماذا تم اعتقال 18 في السعودية، ينبغي شرح ذلك بالتفصيل». ويدير الرئيس التركي الأزمة من موقع المسيطر على الموقف برمته، محددا مقدار الضرر الذي سيلحق بكل من ترومب، والرياض، ويسرّب المعلومات من خلال صحفه بالقطّارة قطرة تلو أخرى، ومن خلال كروت اللعب التي يملكها يحلب واشنطن والرياض، مطالبا بنقود وتنازلات، لكنه قرر، فيما يبدو، أن يستمتع أولا بلذة الانتقام، حتى ولو كانت تداعيات الأزمة غير متوقعة وخطيرة. فهو يريد أن يرى موت أعدائه، بينما يلعب رسميا دور الضحية، التي تروم الحقيقة ولا شيء غيرها. من جهة اخرى قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي «شيء رهيب»، مضيفة: «لا مبيعات أسلحة للسعودية». وأضافت، بحسب ما ذكرته وكالة «رويترز» امس: «لا مبيعات أسلحة للسعودية ما لم تتضح تفاصيل الواقعة». وقالت ميركل، الأحد الماضي، إنها لا تقبل تفسير السعودية بشأن مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، ونقلت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية عن ميركل القول إن «الأحداث المروعة التي أحاطت بمقتل خاشقجي هي تحذير من أن الحريات الديمقراطية تتعرض للهجوم في جميع أنحاء العالم». بدوره أكد وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، أن رواية السعودية حول مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، بشجار، لا مصداقية لها، وبريطانيا ستدرس كل الإجراءات المحتملة ردا على هذه القضية. وقال هانت، في كلمة ألقاها امس أمام البرلمان البريطاني: «إن المزاعم المشيرة إلى أن السيد خاشقجي قتل جراء مشاجرة لا يمكن تصنيفها كتفسير ذي مصداقية». وشدد هانت مع ذلك على أن أي رد من بريطانيا على هذه القضية يجب أن يصدر فقط بعد ظهور نتائج التحقيقات الجارية. أما الحليف الأبرز للسعودية وهو ترومب فقد أكد أنه «غير راض» عن تفسيرات السعودية حول مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، لكنه لفت إلى سعيه للحفاظ على الاستثمارات التي تقدمها المملكة. واعتبر ترومب مع ذلك أن لا أساس لطلب السعودية منحها شهرا واحدا لإنجاز التحقيق في قضية خاشقجي، مضيفا أن وقتا طويلا مضى منذ مقتل الصحفي.