رغم الفيضانات التي تغرق البلاد في كل مرة تنزل فيها الامطار الا ان تونس مهددة بالعطش ذلك ان مصير الامطار عادة ما يكون البحر لتتحول إلى ثروات مهدورة، في الوقت الذي يعاني فيه المواطن من ارتفاع نسبة الفقر المائي. للأسف يعاني المواطن من مفارقة صعبة ففي الشتاء تراه مهددا بالفيضانات على غرار ما عاشته عديد المدن التونسية في الايام الماضية اما في الصيف فانه يشكو من العطش ونقص كميات الماء الصالح للشراب بسبب سوء التصرف وعدم تثمين مياه الامطار المهدورة في البحار رغم ان بلادنا تعرف منذ الاف السنين بحكمتها وحنكتها في تجميع مياه الامطار ونقلها من المدن الممطرة الى المدن التي تشهد الجفاف واكبر دليل الحنايا والمواجل والفسقيات...فكيف نعجز زمن التقنيات الحديثة والسدود والبحيرات الجبلية ..عن جمع حاجياتنا من مياه الشرب فرغم الفيضانات لم نتمكن من الاستغلال الأمثل للمياه التي تذهب هباء نحو البحر دون التمكن من استرجاعها او الاستفادة منها في حياتنا اليومية وفي الزراعات التي تحتاج اليها. جزء كبير من مشاكلنا يعود الى غياب التخطيط والاستثمار في المجالات التي تعود بالنفع على المجموعة الوطنية والقطاعات الحساسة فكيف يمكن للمواطن ان يشعر بالأمان في بلد لا يضمن له ابسط الضروريات الحياتية وهو الماء. ولسائل ان يسال اين يتم انفاق القروض التي تم اغراق المواطن فيها رغم انه لا يلمس اي تحسن في مقومات حياته وحاجياته اليومية؟ نحن غارقون في الفيضانات وفي العطش وفي الديون والخصاصة فمن يملك الحلول لهذه المعادلة التي لا تستقيم؟