قال المحلل السياسي نضال سعيد السبع ان الادارة الامريكية تريد ابتزاز السعودية سياسيا واقتصاديا من وراء قضية خاشقجي بغض النظر عن حقيقة الواقعة وان اردوغان يستغل الفرصة لتصفية حساباته مع ولي العهد مع محمد بن سلمان. اولا ماهي تداعيات أزمة اختفاء الصحفي جمال خاشقجي؟ من الواضح ان هناك تداعيات عديدة لهذا الاغتيال. هناك موقف عربي الآن تبلور وهو موقف داعم للمملكة على غرار مصر والاردن والامارات والبحرين وغيرها بالمقابل نرى أن أردوغان ومن خلفه الاوروبيين والادارة الامريكية والاسرائيليين يحاولون تجريم السعودية. الادارة الامريكية بضغطها المتواصل على السعودية تريد ابتزازها سياسيا واقتصاديا من خلال ابرام المزيد من العقود وترومب يقول بشكل واضح وصريح انه يقدم الحماية للملكة وبالتالي لا بد ان تدفع هذا اولا وثانيا يريد من المملكة تخفيض اسعار النفط وثالثا الادارة الامريكية غير سعيدة بمشهد التقارب الروسي مع الامير محمد بن سلمان وهذا يزعج الادارة الامريكية. اما الاوروبيّون وكما شهدنا في موقف العراق فانهم دائما يتبعون الموقف الامريكي والاسرائيلي بتواطئ او مغازلة للإدارة الامريكية. ماذا يريد ان يجني اردوغان تحديدا من هذه الازمة؟ الرئيس رجب طيب اردوغان يعتبر ان الامير محمد بن سلمان لعب دورا كبيرا اولا بإسقاط مشروعه مشروع الربيع العربي الذي دعمه اردوغان وتنظيم الاخوان المسلمين ولعب الرباعي الامير محمد بن سلمان وولي عد ابو ظبي محمد بن زايد والرئيس السوري بشار الاسد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دورا مباشرا واساسيا بتقويض الربيع العربي وايقاف مشروع الاخوان المسلمين. النقطة الاخرى برأيي اردوغان غير سعيد بالتقارب الذي نشأ ما بين سوريا والمملكة العربية السعودية عن طريق روسيا وهذا ما دفع الجيش العربي السوري للسيطرة على القنيطرة وفتح معبر نصيب مع الاردن اضافة الى سقوط الغوطة وريف دمشق التي بها جماعات تحسب على المملكة ولا شك انه كان تحت طائلة تفاهم سوري سعودي. النقطة الاخيرة وهي ان اردوغان يريد الإطاحة بمكانة السعودية كدولة تمارس دورا قياديا في العالم العربي والاسلامي وهو يطمح الى لعب هذا الدور. ما تصورك للحقيقة الكاملة حول هذا اللغز؟ كان هناك قرار سعودي بعودة جمال خاشقجي الى السعودية تحت أي ظرف من الظروف والتعليمات السعودية كانت واضحة للفريق الذي كلف بالتفاوض وعودة جمال خاشقجي لكن هذا الفريق فشل في اقناع خاشقجي بالعودة وتطور الامر عندما اتخذ الفريق السعودي قرارا بجلب خاشقجي بالقوة وهناك العديد من الاحتمالات ربما اولها الاعتداء عليه بالقوّة مما تسبب في قتله او ربما قتل بسبب حقنة زائدة وهنا وقع الفريق السعودي بإشكال كبير لا هو قادر عن التراجع عن العملية ولا هو يستطيع العودة بالجثة وبالتالي أراد التخلص من الورطة لذلك شهدنا التضارب بالمعلومات لكن تدخل المملكة وتحقيقها مع 18 متهما أوضح قليلا تفاصيل العملية. كيف ستؤثر هذه الازمة على مستقبل العلاقات السعودية الامريكية والسعودية التركية؟ العلاقات السعودية الامريكية تتجه نحو التوتر خاصة ان الموضوع ليس موضوع خاشقجي بحد ذاته وانما الادارة الامريكية تريد ان تفرض صفقة القرن لأن محمود عباس وهو «العراب» الاساسي لصفقة القرن بالمنطقة لا يستطيع السير وحيدا في هذه الصفقة بعيدا عن العامل العربي والاسلامي ويعول في ذلك على مصر ذات الثقل الازهري والسعودية ذات الثقل المكي وقيمتهما الدينية وتأثيرهما بالتالي هو يبحث عن الغطاء العربي والاسلامي. الجانب السعودي حتى هذه اللحظة غير موافق على صفقة القرن وهو غير معترف بالكيان الصهيوني وهذا ما يزعج الامريكيين و الصهاينة. لو فعلا الادارة الامريكية معنية بحقوق الانسان لما دمرت العراق وليبيا وسوريا. هل ستكشف الحقيقة كاملة في نهاية المطاف حول مقتل خاشقجي؟ اعتقد ان الامور من الممكن ان تتجه نحو مفاوضات ما بين الادارة الامريكية ونظيرتها السعودية والمطلوب اليوم ليس موضوع خاشقجي وانما الموضوع هو صفقة القرن في حال وافقت السعودية عليها سوف يتم «لفلفة» قضية خاشقجي وفي حال لم توافق عليها اعتقد انه سيتم ابتزازها والتشهير بها ومن الممكن ان نرى محاكم دولية من أجل النيل من السعودية. من هو جمال خاشقجي ؟ هو جمال أحمد حمزة خاشقجي، الذي كان يشارف على الستين عاما، من مواليد المدينةالمنورة، عمل على مدار أكثر من 3 عقود كصحافي، أجرى خلالها مقابلات مع شخصيات متنفذة، كزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عدة مناسبات، لكن عمله الأبرز كان توليه منصب مستشار رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل. تخرج خاشقجي من جامعة ولاية إنديانا الأمريكية عام 1982، وبدأ مسيرته المهنية من صحيفة «سعودي غازيت» ثم «الشرق الأوسط»، وغيرهما. أثارت لقاءات خاشقجي مع ابن لادن تساؤلات عدة خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وصفه البعض ب «أول من التقط صورة لزعيم تنظيم القاعدة». وقال في أحد الحوارات التي أجريت معه حول ذلك عام 2008 لصحيفة الجزيرة السعودية «نعم.. كنت صديقا لأسامة بن لادن… كان يستطيع خدمة دينه ووطنه بشكل أكبر لو لم يتملكه الهوى والغضب ويسيطر عليه». اختار خاشقجي واشنطن لتكون بمثابة «منفاه الاختياري» منذ 2017، وعلى الرغم من أنه رفض هذه التسمية في أحد المقابلات التي أجريت معه وقتها، إلا أنه أبدى ضيقا شديدا لوجوده خارج بلاده، التي انتقد السلطات فيها عبر صفحات «واشنطن بوست» الأمريكية.