عاد الفريق الى التمارين مساء اول امس الاربعاء استعدادا للقاءي ربع النهائي امام النجم الساحلي في مواجهة تونسية بطابع افريقي وكله أمل في بلوغ نصف نهائي المسابقة على حساب النجم لتخفيض حدّة التوتر والاحتجاجات لدى الاحباء. تمارين الفريق دارت في مناسبة اولى في فرعي المنزه على أن تكون باقي الحصص موزعة بين رادس وقمرت في محاولة من الاطار الفني ل»الهروب» من غضب الجماهير بعد الانسحاب المبكر من المسابقة العربية والتي كانت لها انعكاسات سلبية لما لها من تأثير معنوي على الجماهير من جهة وحجم جوائزها المالية من جهة ثانية. «هروب» بن يحيى من الجماهير لن يمحو آثار الخيبة العربية الا ببطاقة العبور الى نصف نهائي المسابقة الافريقية . هل نفدت الخيارات؟ لم يبق للترجي الرياضي سوى رابطة الابطال الافريقية لانقاذ موسم المئوية بإعتبار ان الجماهير الترجيّة لا ترضيها الالقاب المحلية (الكأس والبطولة) لأنها ترغب برؤية فريقها يعود الى منصات التتويج القارية التي غابت عنه منذ سنة 2011. وبالتالي سيكون المدرب خالد بن يحيى امام تحدّ صعب في ربع نهائي المسابقة لأن «الكلاسيكو» قد يوقّع على وثيقة طرده من الحديقة «ب». بن يحيى يدرك جيدا ان المعضلة الكبرى في الفريق تكمن في الخط الخلفي والجميع وقف على محاولات المدرب لترميم الدفاع من خلال التجارب المتتالية والتغييرات العديدة والتي لم تأت اكلها حتى الآن. فالخط الخلفي شهد تواجد شمام والذوادي في محور الدفاع ثم وقع اقحام ايمن محمود في ظل غياب المشاني وعدم جاهزية اليعقوبي. اما الجهة اليسرى فقد شهدت تواجد الربيع ثم شمام ثم ايمن بن محمد وكذلك الجهة اليمنى التي تداول عليها الدربالي والمباركي والمسكيني وحتى حراسة المرمى فقد شهدت تغييرات بمنح الفرصة للجريدي قبل ان يعود بن شريفية...كل هذا الترميم والتجارب التي قام بها بن يحيى لم تمنحه التركيبة المثالية في الخط الخلفي الذي قبل 11 هدفا مع بن يحيى في المسابقة الافريقية فقط وهو رقم مفزع مقارنة بنسخة 2011 التي لم يقبل خلالها الترجي أي هدف على ميدانه. مسؤولية المسؤولين بعد التتويج بنسخة 2011، عاشت الحديقة «ب» «سبع عجاف»، سبع سنوات والترجي يلهث وراء اللقب الافريقي متسلحا بالتعزيزات على مستوى الزاد البشري والمدربين لكنه يخفق في كل نسخة بطريقة اسوأ من التي تسبقها، الترجي تعوّد على ان يفلت منه اللقب في رادس بالذات بعد ان خسر النهائي امام الاهلي في تونس اثر اصابة يوسف المساكني الذي كان ابرز لاعب في الفريق، بعدها يغادر الترجي المسابقة الافريقية من نصف النهائي في تونس بعد التعادل مع اورلاندو بيراتز الجنوب افريقي دون ان يتفطن المسؤولون الى الضعف على مستوى الرصيد البشري وتواضع الاسماء التي وقع جلبها. في الموسم الموالي يفقد الترجي رهانه من دور المجموعات في مجموعة عربية ضمت وفاق سطيف وأهلي بن غازي وبالتالي نلاحظ التسلسل السلبي للمشاركات الافريقية وسط تواصل صمت المسؤولين. بعدها يشارك الترجي في كأس ال «كاف» وينسحب مرة اخرى من الادوار الاولى ثم يعود الى رابطة الابطال وينسحب في ربع النهائي امام الاهلي المصري في نسخة الموسم الفارط رغم مطالبة الجماهير بضرورة اصلاح الدفاع منذ ثلاث سنوات لكن يتواصل الصمت ولامبالاة المسؤولين. الترجي اليوم بلغ مفترق الطرق ولن يفلح مجددا في مساعيه ما لم يتخلص من الصراعات الخفية والتي اشار اليها بن يحيى في اكثر من مناسبة مبيّنا انها تستغل الظروف السلبية لتحرّك خيوطها معتمدة على فئة من الجماهير. العائلة الترجية مطالبة بتغليب مصلحة الجمعية حتى يعود الفريق الى مستواه المعهود ويفلح في تتويج موسم المئوية بلقب من الحجم الثقيل يفتح ابواب عودة الترجي لمجده الافريقي.