بعد حصتين أوليين في العاصمة يتحول النادي الإفريقي اليوم إلى الجنوب من أجل الدخول في تربص مغلق مطول نسبيا يتواصل إلى غاية مباراة الاتحاد الرياضي ببن قردان المنتظرة ليوم السبت. هيئة نادي باب الجديد اختارت مغادرة العاصمة تفاديا للاحتجاجات الجماهيرية وخاصة ردود الفعل الغاضبة حيث من الوارد جدا أن تكون تدريبات العاصمة مسرحا لأحداث الشغب فتهاون اللاعبين وعدم إحساسهم بالمسؤولية ولّد حالة من الاحتقان لدى الأنصار الذين كان يمكن أن يقوموا بردّة فعل متهوّرة. الأنصار لا لوم عليهم وكل العتب يتحمله اللاعبون الذين أظهروا ضعفا غير مسبوق فتلقوا أربع هزائم متتالية يكشف بوضوح ضعف المجموعة الحالية وعجزها عن رد الاعتبار لنفسها قبل الحديث عن قيمة الفريق. معد بدني على شاكلة مدربه تنصل المدرب شهاب الليلي من المسؤولية في هزيمتي صفاقسوبنزرت ورما بها على عاتق اللاعبين وهو خطأ استراتيجي لا يغتفر لكنه جاء ليعزز من القناعات بأن الاختيار عليه من البداية فاشلا للغاية. انتداب الليلي لم يكن الفشل الوحيد بل أن التعاقد مع المعد البدني عمر ونيس كان خطأ جسيما آخر خصوصا أنه تنقصه التجربة ليكون ضمن الإطار الفني لفريق بحجم الإفريقي. المعد البدني تسبب في خسارة مطولة للنادي الإفريقي طالت ثلاثة لاعبين ففي لقاء صفاقس أدت الحركات الإحمائية إلى تغيير مختار بلخيثر بعد نصف ساعة من انطلاق اللقاء والنتيجة راحة اجبارية للاعب الجزائري. وفي لقاء بنزرت حطم عمر ونيس رقما شخصيا بما أنه كبّد الفريق خسارة لاعبين الأول قبل انطلاق اللقاء والحديث عن باسيرو كومباوري الذي أصيب بتمزق عضلي عند الإحماء قبل أن يتعرض حمزة العقربي بدوره إلى إصابة أجبرت شهاب الليلي على تغييره قبل نهاية الشوط الأول. المعد البدني أفقد الفريق الظهير الأيمن الأساسي ومعوضه وأفضل لاعبيه الأجانب في أسبوع فقط ليزيد من التأكيدات بأن اختيار الليلي كان فاشلا برمته. الدخيلي والعبيدي في انتظار القرارات التي سيتم اتخاذها في حق مجموعة من اللاعبين وهو ما يفترض أن يتم على مراحل بداية من الاستبعاد عن التشكيلة الأساسية في لقاء السبت قبل أن تأتي القرارات نهاية الأسبوع بالإبعاد عن الفريق الأول اتخذ شهاب الليلي قرارا بحرمان الحارس عاطف الدخيلي وصانع الألعاب زكريا العبيدي من التنقل مع المجموعة إلى بن قردان. قرار الليلي لا يرتكز على أيّة مبررات ذلك أنه يحق للاعبين مغادرة الملعب عند صافرة البداية حيث من المتعارف عليه أن للاعب الحق في البقاء أو المغادرة عند انطلاق المقابلة. صحيح أن مغادرة الدخيلي والعبيدي للملعب هي حركة احتجاجية لكنها لا يمكن ادراجها في خانة قلة الانضباط أو التمرّد وهو خطأ آخر لهذا المدرب. رئيس العِلْمة في تونس أدّت زيارة رئيس النادي الإفريقي عبد السلام اليونسي إلى الجزائر أهدافها حيث اتفق نهائيا مع رئيس مولودية العلمة هرادة عرّاس على إنهاء النزاع وخلاص مستحقات فريقه الخاصة بصفقة انتداب المهاجم الجزائري إبراهيم الشنيحي. اليونسي استغل علاقته المقربة بهرادة عرّاس ليتوصل إلى اتفاق يجنّب النادي الإفريقي خسارة ست نقاط من رصيده ليطوى الملف بصفة مبدئية في انتظار استكمال بقية الإجراءات في تونس. وبحسب ما تحصلت عليه «الشروق» من معطيات فإن رئيس مولودية العلمة سيكون ضيفا على النادي الإفريقي يوم 7 نوفمبر الجاري من أجل توقيع الاتفاق على غلق الملف وإشعار الفيفا بكافة تفاصيله. المشاركة الإفريقية ينتظر أن يقوم النادي الإفريقي بتحويل مستحقات السداسي بسام الصرارفي وياسين الميكاري وستيفان حسين ناطر ولسعد النويوي بالإضافة إلى المدرب الهولندي رود كرول ومعده البدني مهدي مرزوق. هيئة عبد السلام اليونسي عجزت عن استخلاص قيمة القرض لسبب أو لآخر وهو ما فرض عليها التعويل على إمكانياتها الذاتية حيث علمت «الشروق» أنه سيتم تحويل المبلغ صباح اليوم ليتفادى عقوبة سحب إجازته الإفريقية وبالتالي استبعاده من خوض مغامرة دوري أبطال إفريقيا. وسيتعين على هيئة الأحمر والأبيض صرف مبلغ يناهز 4.5 مليون دينار إلى السداسي المذكور أعلاه حتى يتمكن الفريق من غلق هذا الملف الشائك. الغربي والعلمي يبقى حمزة الوسلاتي مكسبا للنادي الإفريقي فهذا الشاب أنفق بسخاء هذه الصائفة وإضافته من الناحية المالية لا يمكن أن يكرها إلا جاحد.. إشكال الوسلاتي أنه لا يزال صغيرا في السن (34 سنة) وبالتالي فهو بحادة إلى بعض الوقت لاكتساب الخبرة. ومن الجيّد أيضا الإقرار أن الوسلاتي لا ينكر أنه يفتقد للتجربة وهو ما جعله يؤكد للمسؤولين أنه بصدد التعلم وأنه لا يعترض على العمل مع من يفوقه تجربة أو حتى أخذ مسافة وتكليف مسيّر آخر بقيادة الفرع. تعاون الوسلاتي وتقديره للمسؤولية فتح الباب أمام الهيئة المديرة لبدء مشاوراتها مع بعض الأسماء لتعويضه حيث تؤكد مصادر من الهيئة أن هناك مرشحان لقيادة الفرع وهما يوسف العلمي ومهدي الغربي. بالنسبة لمهدي الغربي فإنه لم يقع الاتصال به بشكل رسمي إلى غاية صباح أمس على الأقل أما في ما يتعلق بالعلمي فيبدو أنه له بعض الشروط للعودة إلى التسيير وذلك يبقى من حقه ناهيك أنه يخشى أن يكون كبش فداء أو شماعة لفشل لاحق. العلمي يبقى أحد أهم مسؤولي الجيل الحالي إن لم يكن أهمهم على الإطلاق في فرع كرة القدم وإضافته للنادي لا شك ولا اختلاف حولها وعودته إلى التسيير ستكون مكسبا حقيقيا تماما كما هو الشأن لمهدي الغربي.