بعد حادثة الحنايا وسُوَر المدينة بالمنستير مرة أخرى يتعرض موقع أثري الى الإعتداء اذ أقدمت وزارة الشؤون الثقافية على بناء دار الثقافة بالمحمدية على موقع آثار يعود الى العهد الحسيني (الآبار الطوال والبئر الواسع) وهي اليوم مهددة بالسقوط بسبب تدفق المياه وبعد ان انفقت عليها الوزارة 2 مليار! تونس (الشروق) هذا ما أكّده رئيس الجمعية التونسية لحماية البيئة والتراث حسن حمايدي ل«الشروق» مستندا في ذلك الى الوثائق والمراسلات التي حذرت فيها الجمعية وزارة الشؤون الثقافية والمعهد الوطني للتراث من إعادة بناء دار الثقافة على هذا الموقع الذي يعد منبعا للماء وفي الآن ذاته هو موقع أثري. أنفقت عليها الوزارة 2 مليار وقد تم إغلاق دار الثقافة بالمحمدية منذ 2008 نظرا لتداعيها للسقوط جراء المياه المتدفقة من تحتها بعد ان بنيت على موقع آبار مياه تعود الى العهد الحسيني وهي الآبار الطوال والبئر الواسع (يتميزون بعلو حاشيتهم وارتفاعها بقرابة 6 أمتار) حسب ما افادنا به حسن الحمايدي ناشط في المجتمع المدني وقاطن بالجهة. وقد شرعت وزارة الشؤون الثقافية منذ 2016 في إعادة بناء دار الثقافة بعد ان هدمت البناية تماما وردم البئر الواسع الموجودة في الموقع ومهمته امتصاص الماء الزائد من الآبار الطوال كما أكد رئيس الجمعية التونسية لحماية البيئة والآثار الذي أضاف في ذات السياق ان الجمعية راسلت الوزارة والمعهد الوطني للتراث لتنبيههما لخطورة ما اقدما عليه منبهة في مراسلتها على ان المكان غير صالح الى البناء باعتباره منبع مياه من ناحية وكموقع أثري من ناحية أخرى لكن واجهت هذه المراسلات الإهمال والتجاهل على حد تعبير حسن حمايدي الذي أكد ان النتيجة اليوم وبعد ان أوشكت الأشغال على الإنتهاء بدأ الماء يتسرب اليها من كل جهة ولم يجدوا حلا لهذه الورطة الكبير حسب تصريحه مضيفا في ذات السياق ان المهندس فريد بن غربال المكلف من طرف المعهد الوطني الوطني للتراث بجهة المحمدية قد عاين الموقع وذكر في تقريره الذي وجهه الى الوزارة والى المعهد ان المكان غير صالح للبناء بل يستحيل ذلك الا ان الجهات المعنية تجاهلت ذاك حسب تصريح رئيس الجمعية. وأكّد رئيس الجمعية التونسية لحماية البيئة والتراث في ذات السياق على أن جهة المحمدية تزخر بالآثار المهملة على غرار قصر المرابط الممتد على مساحة 2000 متر مربع وقصر خزندار وقصر فرساي لأحمد باشا باي والثكنة العسكرية أوما يعرف بالقشلة والآبار "الطوال" وبئر شويخة وهي "معالم غير مصنفة" ورغم قيمتها التاريخية والأثرية الا انها مهملة وتحتاج العناية والصيانة والتدخل السريع لإنقاذها من الإندثار على حد تعبيره. الوزارة رفضت التفاعل مع تقرير المعهد من جهته أكّد مكلف المعهد الوطني للتراث بجهة المحمدية المهندس فريد بن غربال للشروق ان دار الثقافة المحمدية هي فعلا مبنية على البئر الواسع بعد أن تم ردمه من طرف أصحاب المشروع مضيفا ان المكان في حد ذاته يعد مصبا للمياه مؤكدا انهم كمعهد لفتوا الإنتباه الى وزارة الشؤون الثقافية وحذروها من عدم امكانية البناء فوق ارض تنبع بالمياه مع تأكيدهم على ضرورة استشارة ادارة المياه والتربة ووزارة الفلاحة الا انها رفضت الإنصات اليهم على حد تعبيره وفي ذات السياق افاد فريد بن غربال ان البئر الواسع شُيد في بداية هذا القرن في حين ان الآبار الطوال ( وهي تتواجد خلف البناية ) تعود الى عهد احمد باي حسب تصريحه. من جهتنا حاولنا الإتصال بوزارة الشؤون الثقافية لمزيد المعلومات الا انه تعذر علينا ذلك.