تمرّ هذه الأيام الذكرى 66 على استشهاد قائدين كبيرين كان لهما دور كبير في معركة التحرير الوطني. وشهر أكتوبر المنقضي وبالذات سنة 1954، سجّلت فيه معارك متعدّدة في جهة سيدي بوزيد، سواء في جبل قبرار بالرقاب، أو المالوسي بمنزل بوزيان، أو مرفق اولاد محمّد بالمكناسي سوق الجديد، أو مقلي بمنزل بوزيان 1- الشهيد السيّد بن عمارة الغابري، هو من مواليد المكناسي التحق بالمقاومة المسلّحة لمواجهة الاستعمار الغاشم وتحرير البلاد إثر اندلاع الثورة المسلّحة في 18 جانفي 1952. وقد كان البطل قائدا عسكريا محنّكا شارك في عديد المعارك ضد قوات الاحتلال في مختلف المواقع والجبال بالبلاد التونسيّة، مثل معركة خنقة هدّاج التي شارك فيها ايضا حسين بن الأخضر حيدري، والقائد حمد الخذيري والقائد علي بن عمارة المشي، والقائد علي المنصوري، والقائد محمد جليلة غابري، ومعركة جبل بوهدمة بقيادة السبد بن عمارة غابري وعلي المنصوري والشيخ يوسف المهذبي، ومعركة الجبّاس بقيادته ايضا، إلى أن وافته المنيّة في معركة «جبل مرفق اولاد محمّد»، المحاذي لجبل المالوسي وذلك يوم 24 اكتوبر 1954 في معركة المالوسي2 الشهيرة، وهي من المعارك الهامّة في تاريخ الثورة، حيث أراد القائد البطل السيّد بن عمارة غابري فكّ الحصار على رفاقه المقاومين المضروب عليهم من طرف الجيش الفرنسي، وقدّر عدد القوات الفرنسية في هذه المعركة بألف جندي، أمّا فصائل المقاومة فيقودهم كل من الحسين بن الاخضر حيدري وحمد الخذيري ومحمد علي الساكري والازهر بن عامر، وصالح بن سلطان. وكان عدد هذه المجموعة من المقاومين 127 مقاوما، سقط منهم ثمانية شهداء، أمّا من الجانب الفرنسي فقد مات 6 عسكريين من بينهم ضابط كبير. 2- الشهيد الهادي بن العربي السماري ولد القائد البطل الهادي بن العربي السماري بجهة منزل بوزيان سنة 1928، والتحق بالمقاومة المسلّحة إثر إعلان الثورة في 18 جانفي 1952 لمقاومة قوى الاستعمار وتحرير البلاد، وقد شارك في عديد المعارك صحبة مجموعة من المقاومين التي يقودها في مختلف المواقع والجبال بالبلاد التونسيّة، منها معركة هدّاج، ومعركة جبل المالوسي2، ومعركة جبال زليّم وجبل مقلي، هذه المعركة التي دارت رحاها يوم 30 أكتوبر 1954 يوم استشهاده ببوعواج جبل مقلي، وهي سلسة جبليّة تربط جبال عرباط وجبال بوهدمة وجبال المكناسي. إنّ معركة مقلي التي التحم فيها مجموعة من المقاومين بالجيش الفرنسي، قادها قادة كبار وابطال عظام مثل القائد الهادي بن العربي السماري، والقائد الحسين بن الأخضر حيدري، والقائد حمد الحذيري، والقائد علي بن عمارة المشي، والقائد عمران بن عطية، والقائد الأزهر بن عامر حيدوري والقائد محمد علي بن عامر الساكري، والقائد محمد شنيني، وقد استعملت في هذه المعركة قوات فرنسيّة كبيرة جاءت من قفصةوسيدي بوزيد وقابس، واستعملت فيها المدفعية الثقيلة، والطائرات الحربية. وممّا يروى أنّ الهادي بن العربي سماري أصابته قنابل من طائرة كانت تشارك في المعركة. وفي هذه الذكرى الخالدة، نترحّم على روح القائدين البطلين الشهيدين، السيد بن عمارة الغابري والهادي بن العربي السماري، وكل الشهداء الذي سقطوا على أرض المعركة، وعلى كل أرواح شهداء الوطن الأبرار الذين خاطروا وضحوا بحياتهم، ورووا بدمائهم الزكيّة أرض تونس العزيزة من أجل مناعتها، وعلى شباب اليوم ان يفتخر ويعتزّ بتضحيات هؤلاء الأبطال الذين لهم الفضل في تحرير البلاد وتحقيق استقلالها. هذا الاستقلال الذي يبقى أمانة في عنق كل تونسي وخاصة الشباب منهم، في المحافظة عليه وحماية الوطن. المراجع سجل شهداء الوطن اصدار ثورة ثوار وانصار جريدة الصباح، 26 أكتوبر 1954