بَعد «الوجيعة» الكبيرة التي عاشتها الجمعية في «برج العرب»، من المنطقي أن تكون التَحرّكات الترجية قوية لتضميد الجراح والاستعداد الجيّد لمباراة الحسم يوم 9 نوفمبر في رادس. وفي الوقت التي تكفّلت فيه الصّحافة الرياضية والصفحات «الفايسبوكبية» بالتشهير بفضيحة الحكم الجزائري و»تَمثيلية» وليد أزارو بدأت الهيئة المديرة في التحضير للشّطر الثاني من «فِينال» رابطة الأبطال التي وعد أبناء الشعباني بأن تَحطّ الرّحال في «باب سويقة» بعد قلب الطّاولة على «الأهلاوية» بعزيمة الرجال ودعم الأحباء لا ب»الغُورة» كما فعل الفريق المصري في «برج العرب» بمساعدة مكشوفة من عبيد شارف. الجامعة في الخدمة في ظل العقوبات القاسية التي سلّطتها الكنفدرالية الافريقية على الترجي على خَلفية الأحداث التي شهدها لقاء «غرّة أوت» في رادس دعت الجامعة إلى جلسة «طارئة». وقد خرج المجتمعون مساء السبت ببلاغ عبّرت من خلاله الجامعة عن استغرابها من «قَسوة» وتوقيت هذه الاجراءات العِقابية التي صدرت بالتزامن مع مباراة الأهلي والترجي في «برج العرب». وأكدت الجامعة في البيان نفسه أنها راسلت الكنفدرالية الافريقية لمراجعة العقوبات المُعلن عنها ضد الترجي وذلك قبل المواجهة الثانية ضدّ الأهلي المصري يوم 9 نوفمبر في رادس. وكانت «الكاف» قد عاقبت نادي «باب سويقة» بخطية مالية قدرها 300 ألف دولار فضلا عن خوض مقابلتين دون حضور الجمهور مع تأجيل التنفيذ: أي أن القرار مُعلّق إلى ما بعد «الفينال» القاري ضدّ الأهلي. كما طالبت الكنفدرالية الافريقية بغلق المدارج الجانبية (الفيراج) وهو ما أثار استهجان الجميع خاصّة أن مثل هذه الاجراءات «تَعسّفية» وتوحي ضمنيا بأنها مُسقطة وتندرج في إطار تهيئة كل الظروف المناسبة للمنافس المُرتقب ل «المكشخين» وهو الأهلي المصري. وهذا ما تفطنت إليه الجامعة التي أشارت في بلاغها الأخير إلى أن طلبات «الكاف» غير خاضعة لمبدأ المساواة بما أنه لا يُعقل مثلا إجبار الترجي على إخلاء جزء من المدارج العليا ضمانا لسلامة «الأهلاوية» في حين أنه لم يقع التقيّد بهذا الإجراء في «برج العرب» ومن غير المنطقي طبعا أن تتصرّف كنفدرالية أحمد أحمد مع فريق بمنطق الفرض والآخر بمنطق السنة. والحقيقة أن الجامعة مشكورة على تحركاتها الأخيرة حتى وإن كانت تُخفي في طياتها مَنفعة ضِمنية للجريء الذي عادة ما يسجل لفائدته نقاطا ايجابية بمثل هذه القرارات الداعمة للجمعيات في مُواجهاتها للعقوبات الدولية (كما حصل مع الافريقي وبنزرت وحمّام الأنف...). جلسة رفيعة المستوى بالتوازي مع المساندة الكبيرة التي وجدها الترجي من جامعة الكرة فتح رئيس الحكومة يوسف الشاهد أمس دار الضيافة بقرطاج لاستقبال مسؤولي الفريق بمعيّة وديع الجريء. وقد حضر عن نادي «باب سويقة» حمدي المدب ورياض بالنور والهاشمي الجيلاني أمّا بخصوص فحوى هذه الجلسة وهي ثقيلة ورفيعة المستوى فإنها معروفة وتكمن في الاطلاع على سير التحضيرات الترجية للمباراة الحاسمة ضدّ الأهلي. ومن المعلوم أن الملف الجماهيري والأمني يسيطر على استعدادات الترجي لهذا الموعد القاري الكبير وهو ما يفسّر إعلان الدولة عن دعمها لشيخ الأندية التونسية وسفيرها في رابطة الأبطال الافريقية التي سيكون الفوز بها مَكسبا للبلاد بأكملها لا ل «المكشخين» فحسب. وقد أكد الجريء بعد هذا اللقاء الرسمي أن الحكومة تدعم الفريق التونسي وجاهزة لتأمين اللّقاء القاري بأكبر عدد مُمكن من الأنصار هذا طبعا في نطاق الصلاحيات المسموح بها وبالتنسيق مع الجامعة والكنفدرالية الافريقية للّعبة. ومثلما استفاد الجريء من تحركاته المساندة للترجي فإن أسهم الشاهد قد ترتفع أيضا بفضل دعمه لشيخ الأندية التونسية التي يقول التاريخ إن السياسيين هم من يتهافت على حبّه وخِدمته قياسا بشعبيته ولكم في الراحل بورقيبة أكبر دليل على ما نقول. يُذكر أن الترجي يُمنّي النّفس بحضور أكثر من 40 ألف مشجّع بمنسابة «الفينال» الافريقي. الملف الصحي يَخضع الثنائي أيمن بن محمّد وهيثم الجويني إلى برنامج تأهيلي خاص أملا في التَعافي من إصابتيهما والمشاركة في المواجهة المنتظرة ضدّ الأهلي في رادس. ويبذل الدكتور ياسين بن أحمد مجهودات جبّارة لتأهيل بن محمد والجويني خاصة في ظل التألق اللافت لبن محمّد في الخانة اليسرى للدفاع وانتفاضة الجويني في الهجوم. وكان هذا الثنائي قد تعرض إلى إصابتين عَضليتين ومن الواضح أن هذا الأمر ناجم بالأساس عن الاجهاد ولا اختلاف طبعا حول «العرق» الكثير الذي سكبه بن محمّد مع الترجي والمنتخب وينسحب الأمر نفسه على الجويني الذي مَثّل ورقة هجومية رابحة في الوقت الذي انطفأت فيه شعلة الخنيسي.