كثر الحديث هذه الأيام عن إمكانية حدوث تسونامي يهدد منطقة المتوسط لا سيما مع اندلاع بركان في جبل إتنا. وهو ما نقلته شبكة ال NBC الأمريكية، كما حذرت دراسة ألمانية من تسارع حركة البركان مما يهدد بمد في البحر وأضرار كبيرة. تونس «الشروق» «الشروق» حاولت تسليط الضوء على هذه الدراسة ومعرفة المخاطر المحتملة على تونس، من خلال خبراء. دراسة وتأثيرات يعتبر جبل إتنا من أكبر الجبال الموجودة في المتوسط ويوجد على الساحل الشرقي لصقلية. وقد حذرت دراسة جديدة من أن بركان «Etna» الشهير ينزلق تدريجيا وببطء في البحر، وعندما يتم غمره تماما بالمياه يمكن أن يؤدي إلى حدوث تسونامي هائل. ويعود الخطر حسب الباحثين لا فقط إلى البركان الموجود في الجبل بل وأيضا إلى إمكانية انهيار الجبل نفسه حيث أن حركة الانهيار مدفوعة بظاهرة تعرف باسم «عدم الاستقرار الجاذبي». وفي صورة إضعاف أحد جوانب الجب يمكن أن ينهار مما يزيد من خطر حدوث موجة تسونامي مدمرة. وخلال حديث مع الكاتب العام لجمعية التغييرات المناخية الأستاذ الجامعي في كلية 9 أفريل الدكتور زهير المحلاوي، أشار إلى أن ما تتحدث عنه الدراسات لا يرتبط بالتغييرات المناخية إنما هي في علاقة بتغيرات طبيعية في الطبقات الجيولوجية. وقال إن تحرك الجبال هي حركة طبيعية. وحدوث تسونامي يتطلب وجود مجموعة من الشروط أهمها عمق الماء والامتداد على مساحة كبيرة. واستبعد قيام تسونامي خطير في المتوسط. مشيرا إلى أن تحركات القشرة الأرضية تكون بمليمتر وملاحظتها تتم على عشرات السنوات. خطر محتمل حاولت الشروق الحصول على تفاصيل إضافية عن المخاطر المرتبطة بجبل إتنا والبركان الذي يمكن أن يصدر فيه. ويبدو أن ممثلا عن المعهد الوطني للرصد الجوي سيشارك خلال الأيام القادمة في مؤتمر دولي بالمغرب يتناول موضوع التسونامي والمد البحري ويقدم آخر الأبحاث العلمية. فيما تحدث خير الدين العطافي من وحدة الزلازل بالمعهد الوطني للرصد الجوي بمحاولة تفسير بعض النقاط. وقال إن المد البحري هو ما يعبر عنه بالتسونامي المشتق من اللغات اللاتينية وهي كلمة إيطالية يعني حدوث امواج عالية يمكن ملاحظتها في الميناء وترمي بنفسها على الشاطئ وتتسبب في أضرار وخسائر. ويمكن حصول تسونامي لأسباب عديدة منها نيزك يسقط عرض البحر أو زلزال يفوق 6 درجات أو بركان. ولاحظ أن البراكين موجودة في المتوسط ومنها جبل إتنا الذي يمكن رؤيته من شاطئ قليبية. وشدد على أن حصول تسونامي يفترض وجود مجموعة من الشروط والظروف الملائمة أولها عمق بحر يفوق ألفي كيلومتر وامتداد. وتتوفر هذه الشروط في منطقة المتوسط التي تشمل تونس حيث يتجاوز عمق البحر ألف كيلومتر جهة صربيا ويفوق 3 آلاف كيلومتر جهة تركيا وقد يصل 10 آلاف كيلومتر في جهات أخرى. وتشير الدراسة إلى تطور النشاط الخاص ببركان اتنا. ويتم عموما قياس الانزلاقات الأرضية فالأرض تتغير ولا تبقى تضاريسها ثابتة. لكن هذه التغييرات لا تمثل خطرا داهما وآنيا حسب ما يؤكده محدثنا. ولخص محدثنا كلامه قائلا إن التسونامي يتطلب ضغطا كبيرا وانزلاقا كبيرا للجبل إضافة إلى عمق البحر وحاليا الانزلاق غير متوفر وتتم مراقبة ما يحدث من العلماء. وتمت ملاحظة تساقط بعض الكتل لكن الإجابة عن سؤال متى وكيف ستحصل التساقطات الكبرى غير متوفرة بعد. ويعتبر بركان الاتنا بركانا هادئا وليس خطيرا فهو يخرج حمما غير سامة أو غازية مثل براكين أخرى. وهو بركان يمكن ملاحظته ورؤيته من قليبية. وهو بركان نشيط ويمثل نقطة ساخنة في العصر الحديث. لماذا الآن؟ لماذا كثر الحديث عن هذا البركان وإمكانية سقوط الجبل الآن، ما دام موجودا من السابق وفي حالة نشاط ؟، سؤال طرحناه على السيد العطافي الذي قال إن الأمر قد يكون مرتبطا بالدراسات التي اهتمت به مؤخرا، وبوجود مشروع يربط بلدانا عديدة مثل مصر وتونس واليونان وإيطاليا والمغرب والجزائر لاستشعار المد البحري. وتقوم هذه الدراسات باستشعار وقت حدوث الموجة وطولها وامتدادها. والتوقي من مخاطره. فمثلا زلزال في اليونان يصل تونس خلال 3 ساعات. وبركان الإتنا قد يصل ويتسبب في تسونامي أو آثار تصل بلادنا خلال ساعة ونصف أو أكثر. كما توجد برامج أخرى لقياس التشوهات الممكنة من التسونامي. وتوجد أجهزة استشعار بالأقمار الصناعية وعبر شبكة في الارض. وللإشارة فهذه الأجهزة الإنذارية موجودة في إيطاليا والمغرب والجزائر لكن تونس لم تضعها في الوقت المناسب. ودعا محدثنا إلى ضرورة الاختصاص في المد البحري وإعطاء أهل الاختصاص الإمكانيات في تنفيذ برامجهم والتعريف بها. وخلص إلى ان الخطر موجود ولا بد من وضع آليات مشتركة لوضع برامج وقاية استباقية وبرامج لكسر الأمواج. لكن رغم ذلك فبحر المتوسط عادة في منأى عن الزلازل الكبرى والتسونامي. لكن عندما يضرب زلزال أو بركان في إيطالياوتركيا وقربص او فلسطين او اليونان يتسبب في مد بحري يصل كافة السواحل التونسية من بنزرت إلى بنقردان حسب حجم الموجة وقوتها. وتجدر الإشارة إلى أن هناك مقاييس لقوة التسونامي ولقياس درجة تخريبه ايضا في السواحل. وشدد على أن خطر التسونامي في المتوسط ضعيف مقارنة بالمحيطات لكن لا بد من الحذر والقيام بالدراسات والاستعداد بوضع آليات لتخفيف الاضرار. فالمسؤولية مشتركة بين الجميع.