(coenzymeQ10) فابتداء من سن الخمس وعشرين إلى الوفاة تتناقص هذه المادة. في سن الخمسين تنخفض بنسبة 25٪ وعند سن الثمانين بنسبة 60 ٪ وقد تضمحل نتيجة الإصابة ببعض الأمراض أو التدخين. لكن وفي الحقيقة فإن تراجع كمية CoQ10 في جسمنا لا يتأتى مع التقدم في العمر بل إن هذا النقص هو سبب الشيخوخة وظهور الأمراض. فبالإضافة إلى كونه شرارة الحياة فهو مضاد قوي للأكسدة. هنا يجدر بنا, أن نتوقف قليلا: مضادات الأكسدة، الإجهاد التأكسدي stress oxydatif ، الجذور الحرة radicaux libres... كل هذه الكلمات أصبحت شائعة جدا. هذه هي الكلمات السحرية التي تبيع الكريمات ومستحضرات التجميل والفواكه والخضروات بجميع أنواعها. يعلم الجميع أن الأطعمة المضادة للأكسدة جيدة للجسم وأن الجذور الحرة خطيرة ولكن معظم الناس لا يعرفون أن الإجهاد التأكسدي أو الأكسدة هي أصل العديد من الأمراض المزمنة. ما هي بالضبط؟ من بين النظريات الشائعة والمتوافق عليها دوليا لشرح الشيخوخة تلك التي تستند إلى دراسات العالم والمختص في التغذية «دنهام هارمان». بخلاصة الأكسدة oxydation وليس الأكسجة oxygénation تتمثل في أن جزيئات شديدة التفاعل تصبح مرتبطة بالأوكسيجين مما يعطّل الجزيئات الأكثر حيوية في جسمنا ويجعلنا عرضة للأمراض أو يجعلنا نموت ببطء مرير. تسمى هذه الجزيئات شديدة التفاعل الجذور الحرة أو أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS أو EOR). هي ليست فقط العدوة البغيضة بل لديها وظائف بيولوجية مهمة ولا سيما عن طريق التدخل في تشويه الخلية ومهاجمة جميع المكونات الحية وتعزيز الأمراض المزمنة مثل إعتام عدسة العين cataracte والسرطان ومرض القلب التاجي ومرض السكري والفشل الكلوي ومرض الزهايمر وباركنسون .. . مضادات الأكسدة هي جزيئات موجودة بشكل طبيعي في الأطعمة التي تحيّد الجزيئات العدوانية للغاية أي الجذور الحرة. هذه الجذور الحرة التي تصنع في كل لحظة ببساطة عن طريق التنفس أو الأكل قادرة على تدمير كل مكونات الحياة. لكن في بعض الأحيان وهي كثيرة تتغلّب الجذور الحرة على الدفاعات المضادة للأكسدة. هذا هو الحال عندما نكون في سن متقدمة ونعيش في جو ملوث وندخن ونستهلك المبيدات الحشرية ونتعرّض لضغوط الحياة. في هذه الحالة تتناقص كميات الكوانزيم ك10 وحتى المواد المضادة للأكسدة التي سنتناولها لن يكون لها أي مفعول لأن الشرارة التي ستحرّك السيارة وتهضم هذه المواد مفقودة. يُعرف الإنزيم المساعد Q10 أو الكوأنزيم ك10، المعروف أيضًا باسم ubiquinone ، بدوره الرئيسي في التمثيل الغذائي الحيوي للطاقة في الميتوكوندريا ، أي رئتي خلايانا. تأثيره المضاد للأكسدة هو موضوع العديد من الدراسات التي تهدف إلى الحد من آثار العمر على بشرتنا أو قلوبنا أو دماغنا. هناك اليوم أكثر من 500 بحث علمي حول هذه المادة وقد نشرت في مختلف المجلات العلمية والطبية المشهود لها عالميا. لقد تبين أن الإنزيم Q10 الموجود طبيعيا في خلايانا هو مؤشر حيوي جيد لسنّنا البيولوجي: يقلّ تركيز البلازما من هذه المادة مع مرور الوقت ولكن أيضا خلال الحالات المرضية مثل السرطان والأمراض العصبية التنكسية ومرض السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية. في الحقيقة يعود هذا التناقص إلى الاستعمال المكثف في حالات المرض بحيث يكاد يكون مفقودا في خلايا عضلة القلب وفي حالات الإصابة بالقصور القلبي Insuffisance cardiaque.