على هَامش «الفينال» الافريقي بين الترجي والأهلي التقطت العين المُجرّدة وعدسات الكاميراوات الصّور التي خَلدّت الإنجاز الباهر لشيخ الأندية وللكرة التونسية عُموما. بعض هذه الصّور كانت مُؤثّرة وتَقشعرّ لها الأبدان كما هو شأن لقطة الشعباني وهو يُقبّل جبين المصوّرة التلفزية آمال البرقاوي بعد أن انفجرت بكاءً تعبيرا عن فرحتها الهستيرية بهذا المكسب التاريخي لتونس. وقد كشفت صور أخرى العلاقة السحرية بين الجلد المنفوخ بالجهات السياسية التي جاءت من أجل الترويح على النفوس وتحقيق مَكاسب دعائية كما هو معمول به في سائر أنحاء المَعمورة ولكم في المونديال الأخير في روسيا أبرز مِثال. وهُناك فئة ثالثة من الصّور التي قد تكون مَرّت «في الخَفاء» ودون أن يَرصدها «الفَار» كتلك التي ظهرت فيها الشخصيات الرياضية والسياسية التي أشرفت على تسليم الميداليات الذهبية والفضية لأصحابها دون حضور رئيس جامعتنا رغم أنّه قدّم نفسه على أنه أحد أبطال هذه «المَلحمة» الكروية. فما الذي يمنع وديع من الصّعود على «البُوديوم»؟ العَارفون بالكواليس يؤكدون أن عدم ظهور الجريء على منصة التتويج لم يكن اعتباطيا بل أنه جاء بأمر من رئيس «الكاف» أحمد أحمد الذي يبدو أن علاقته أصبحت فَاترة مع جامعتنا على خَلفية التصريحات النارية و»البطولات الوَهمية» التي قام بها وديع لرفع جزء من العقوبات التأديبية التي سلّطتها الكنفدرالية الافريقية على الترجي عشية مواجهته ل «الأهلاوية». ولئن تؤكد المعلومات القادمة من الجامعة بأن غياب الجريء عن «البُوديوم» يدخل في نطاق الأمور التنظيمية التي تحدّدها لجان «الكَاف» فإن المُطلعين على ما يجري خلف السّتار يبصمون بالعشرة على أن العلاقة بين الجريء والملغاشي أحمد أحمد مُتوتّرة شأنها شأن العلاقة القائمة بين وديع وابن بلده طارق بوشماوي المسؤول في «الفيفا» و»الكَاف». وكان بوشماوي قد أشرف على الجلسة التنظيمية التي سَبقت «الفينال» وأكد الرجل بالحرف الواحد أن «الكاف» لم تكن تَعتزم معاقبة جمهور «الفيراج» وقد كانت هذه التصريحات مُغايرة تماما لما جاء على لسان الجريء الذي نسب إلى نفسه الفضل في رفع العُقوبات. وقد كان هذا التَضارب الكبير في الأقوال دليلا اضافيا على «الصّراع الخَفي» بين الرجلين وتؤكد مصادرنا في هذا السياق أن هذه «الحرب الباردة» محورها «الزّعامات» بما أن بوشماوي يريد المحافظة على صيته على الصّعيدين القاري والدولي في الوقت الذي «يطمع» فيه الجريء بجدية إلى إرتقاء درجة اضافية في سلم الطّموح الجَامح. فَبعد تَثبيت الأقدام في الاتحادات المغاربية والعربية والافريقية يعتقد وديع أن الوقت حان ليصبح من المسؤولين «الكبار» والفاعلين على الساحة الكروية كما هو شأن بوشماوي وروراوة وأبوريدة الذي يُشاع بأنه أصبح من الأصدقاء الجَيّدين لوديع في نطاق «التَحالفات» و»التكتّلات» التي تشهدها «المَعركة» الدائرة حول «الزّعامات». وللحديث بقية.