مع اقتراب الموعد الحَاسم بين الترجي والأهلي تَشهد الحديقة «ب» حركية غير عادية خاصّة أن شيخ الأندية التونسية في حاجة إلى تحضيرات استثنائية لقلب المُعطيات وإحراز اللّقب الافريقي الذي سيكون بطعم العسل بالنظر إلى المُرّ الذي شَربه فريق الشعباني في «برج العرب». آخر التَطوّرات في مركب المرحوم حسّان بلخوجة تَهمّ الحضور الجماهيري بما أن لجنة التنظيم برئاسة محمّد الشيخ اجتمعت أمس مع الجهات الأمنية في ولاية بن عروس وقد اشترط مسؤولو الترجي فَتح «الفيراج» وإذا لم تقع الاستجابة لهذا المَطلب فإن النادي على استعداد لمقاطعة لقاء «الفينال» المُبرج يوم الجمعة بداية من الثامنة ليلا في رادس وذلك بصافرة الأثيوبي «بَاملاك». جلسة ثانية من المفروض أن تَحتضن ولاية بن عروس مساء اليوم اجتماعا أمنيا ثانيا على أمل الخروج بإتّفاقيات رسمية أوحتّى مَبدئية تُخوّل للترجي الشّروع في ترويج تذاكر «الفِينال» انطلاقا من الغد خاصة أن اللّقاء أصبح على الأبواب. ويريد الترجي استغلال الطاقة القُصوى لرادس مع الالتزام بفتح «الفِيراج» من الجَانبين: أي المدارج الجَانبية التّابعة «رمزيا» للترجي والمدارج الجَانبية المُخصّصة في العادة للنادي الافريقي. وكانت الكنفدرالية الافريقية قد أمرت بغلق «الفيراج» على خلفية أحداث الشّغب التي شهدتها مباراة الترجي و»غرّة أوت» الأنغولي في إياب الدّور نصف النهائي لرابطة الأبطال. وقد طَعن نادي «باب سويقة» في هذه العُقوبة بالتَنسيق مع الجامعة التي رَجّح رئيسها وديع الجريء تراجع «الكَاف» عن هذا القرار على هامش الاجتماع المُرتقب بين الجهات المَعنية يوم غد في تونس. وتجدر الإشارة إلى أنّ «الفيراج» يتّسع لحوالي 14 ألف مُشجّع. بين الأمن والمحبين بَعد الخسارة «الظالمة» في الإسكندرية كسب الترجي تعاطفا كبيرا في تونس وحتى في «الوطن الأكبر» بما في ذلك مصر التي اعترف فيها أكثر من مشجع أمين وحكم نزيه ب»السّرقة» الكُروية التي تعرّض لها سفير تونس على يد الجزائري عبيد شارف. وقد شَكّلت هذه «المَظلمة» أيضا فرصة ذهبية ليعلن شق من الأمنيين التونسيين تضامنهم التامّ مع الترجيين واستعدادهم الكامل لإنجاح لقاء الجمعة القادم في رادس مهما كان حجم «المَدّ الأصفر والأحمر». وقد تمّ خلال الساعات الأخيرة تنزيل العديد من الصّور على الصفحات «الفايسبوكية» لإظهار «الوحدة الصمّاء» بين الجماهير الترجية والسلطات الأمنية التي «تزيّنت» معداتها وأزياؤها الرسمية بشعارات سفير الكرة التونسية. ولاشك في أن هذه الحركة الرمزية قد تُقدّم للناس مؤشرات ايجابية حول الرغبة المُشتركة في تجاوز الصراعات السابقة بين الأمن وبعض «المجموعات» المُطالبة من جهتها بأن تكون في مستوى الحدث وتدفع الفريق نحو اللقب في كنف الروح الرياضية. ومن المفروض أن يسود الشعور في صفوف الجماهير بأن «الحاكم» هو «حَاميها» وليس «عدوّها» كما تُنظّر لذلك بعض الأطراف التي عَماها التعصّب والتي تَتناسى في غمرة «الهيجان» أنه لا يكاد يوجد بيت تونسي واحد ليس به فرد من أفراد وحداتنا الأمنية في البرّ والبحر والجوّ. فضيحة معلول بَعد فَضيحة «برج العرب» أطلّ نبيل معلول في الصّحافة المصرية والتونسية وتكلّم الرجل بلهجتين مُختلفتين وبخطابين مُزدوجين (على شاكلة بعض أحزابنا السياسية). وقد أصبح الرجل محلّ تندّر وسُخرية من «باب سويقة» إلى «الدّوحة» القطرية حيث يُشرف على حظوظ «الدحيل». واكتسح معلول الإعلام المصري ليُجامل «الأهلاوية» ويقول إن انتصارهم على شيخ الأندية كان مُستحقا ولا غُبار عليه مُستخدما في ذلك لسانا يَجمع بين اللّهجتين التونسية والمصرية وقد ذهب «سي» معلول بعيدا ورفض تقديم موقف جازم ورأي حَاسم بشأن الأخطاء الفظيعة التي ارتكبها الحكم مهدي عبيد شارف هذا في الوقت شَهد فيه بعض المصريين أنفسهم بحجم «الظّلم» الذي تعرّض له سفير الكرة التونسية ويُعتبر الحكم المصري السابق ناصر عباس أحد أبرز المُعترفين في العَلن ب»سَرقة» حق أبناء الشعباني في الاسكندرية. وفي ظل الهجمة الشّرسة التي شَنّها الجميع على معلول تسلّح النجم والمدرب السابق للترجي والمنتخب بما يملك من دهاء وظهر في الإعلام التونسي مُتأثرا بما حصل في «برج العرب» وسكب معلول دموع التماسيح ليقول إنّه «مريض» ومَوجوع بفعل «المَظلمة» الصّارخة التي تعرّض لها فريقه الأم في مصر. والحقيقة أن هذه الحادثة الطريفة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن معلول شخص «مُتملّق». فهو من جهة يتودّد للأشقاء ومن جهة ثانية يَنزف دما من أجل «الحب الأول والأخير»: أي الترجي. وما بين تناقض معلول وصمت بن يحيى منذ خروجه من الفريق ندرك جيّدا الفرق الكبير والشاسع بين معادن الناس.