دعوات للمقاطعة لضرب حسابات المضاربين تونس الشروق: أيام قليلة ما زالت تفصل عن المولد النبوي، بما يحمله من عادات خاصة بالتونسيين، ولعل أشهرها عصيدة «الزقوقو». لكن يبدو أن أسعار مادة الزقوقو والمكسرات ستجعل من عصيدة هذا العام «مرة». كانت دار الإفتاء التونسية قد أعلنت منذ أيام ان الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف سيكون هذا العام يوم الثلاثاء 20 نوفمبر 2018، والموافق ليوم 12 ربيع الأول يوم ميلاد الرسول الكريم. ومع اقتراب هذه الاحتفالات انطلقت المحلات التجارية في اقتناء ما تعود التونسيون على شرائه. أسعار من نار جولة بين أسواق الفواكه الجافة والمحلات التجارية الكبرى كشفت عن ارتفاع مهول في أسعار «الزقوقو» أو الصنوبر الحلبي، وهو ما اعتبره التونسيون أمرا مستفزا للجيوب. وقد تراوحت أسعاره بين 21 دينار 27 دينار للكيلوغرام، في ما يتعلق بالزقوقو الذي يتخذ أشكال الحبوب أما المطحون في علب فيصل سعره 30 د للكيلوغرام. «نلاحظ تراجعا في الإقبال مقارنة بما تعودناه منذ سنوات من صفوف. هذا التراجع لاحظناه منذ السنة الماضية.» هذا ما أكده السيد محمد علي (بائع) والذي اعتبر أن هامش الربح قليل وأن ارتفاع المعيشة هو وراء ارتفاع الاسعار. أما ارتفاع اسعار الفواكه الجافة فهو حسب الباعة يعود إلى أن أغلبها مورد. وعادة ما يترافق إعداد مادة «الزقوقو» مع تزيينها بالمكسرات التي غلا ثمنها، والتي وصل سعر بعض أنواعها إلى 120 د. وقد تراوحت أسعار اللوز بين 31 و40 د والفستق في حدود ال 60 د.. والبندق ناطح ال 100 دينار. أما مادة الكريمة التي تزين العصيدة فيتطلب إعدادها مادة الحليب شبه المفقودة. وحول أسباب ارتفاع أسعار مادة «الزقوقو» وارتفاع اسعار المكسرات، تحدثت السيدة كريمة همامي المديرة العامة للمنافسة والابحاث الاقتصادية، التي اعتبرت أن أسعار الزقزقو مستقرة مقارنة مع السنة الماضية وهي تتراوح بين 20 و27 د، وبمعدل عام بين 22 و23 د. أما الزقوقو المرحي فتتراوح أسعار النصف كيلوغرام منه بين 11 و13 د، وهي نفس مستويات أسعار السنة الماضية. وقالت إن عصيدة «الزقزقو» تعتبر من المواد الكمالية لذلك فإن تدخل الوزارة يتم بدرجة أولى من أجل ضمان السلامة، وضمان حقوق المستهلك عموما في الجودة وتفادي البيع المشروط وعدم الاحتكار. وتتدخل الوزارة كلما لاحظت أن الأسعار ليست في المتناول وتتجاوز المعمول به وتصل 30 د، حيث تتم مساءلة الباعة في هذه الحالات. وأرجعت السيدة كريمة همامي الارتفاع الكبير في أسعار المكسرات والفواكه الجافة، إلى الإجراءات التي تضمنها قانون المالية لسنة 2018. ولاحظت اختلافا في الاسعار بين تونس الكبرى والجهات الداخلية حسب العرض والطلب. وقالت إن العرض متوفر وبإمكان التونسي اقتناء كل المستلزمات لإعداد عصيدة «الزقوقو». لكن من المهم أن يقوم الحريف بجولة قبل الشراء فالمنتوج متوفر بأسعار متفاوتة تتراوح بين 20 دينار و 27 دينار. وتبقى الفواكه الجافة «مجرد كميات صغيرة تشترى للتزيين» حسب تعبيرها. وبإمكان التونسي العودة إلى العصيدة التقليدية البيضاء في صورة لم تراع أسعار «عصيدة الزقزقو» مقدرته الشرائية. ولاحظت أن الأولوية لدى مصالح المراقبة الاقتصادية في رصد ارتفاع الأسعار ومقاومته في ما يتعلق بقفة التونسي. ودعت المواطن إلى أن يكون راشدا في شراءاته. السلامة مضمونة إشاعات كثيرة طالت «الزقوقو» وتساؤلات أحاطت بمدى جودة وسلامة هذه المادة. وفي هذا الإطار بينت مصادر من وزارة التجارة أنه وبمناسبة المولد النبوي الشريف وفي إطار حرصها على ضمان جودة وسلامة المنتجات التي يتزايد الطلب عليها بهذه المناسبة خاصة مادة الزقوقو، فقد قامت مصالح مراقبة الجودة منذ شهر أكتوبر 2018 بعمليات تفقد واسعة شملت وحدات التحويل والتكييف ومسالك التوزيع بمختلف مناطق الجمهورية رافقها اقتطاع عينات من معروض هذه المادة في إطار تأمين التحاليل المخبرية و التثبت من جودة مادة الزقوقو المعروضة في الأسواق. وقد أثبتت نتائج التحاليل المخبرية خلوها من سموم الفطريات ما يعرف علميا ب» الأفلاتوكسين». أضافت مصادرنا بأن عمليات المراقبة ما تزال مستمرة بالتنسيق مع مختلف الهياكل ذات الصلة وذلك حفاظا على صحة وسلامة المستهلك. وحول سلامة المنتوجات قالت كريمة همامي إن الأجهزة التابعة للوزارة قد قامت بتحليل المواد المعروضة والتي أغلبها يمثل جزءا من إنتاج السنة الماضية، فمولد هذا العام لا يتوافق مع موسم إنتاج الزقوقو. وتحرص أجهزة ضمان الجودة بوزارة التجارة وأجهزة المراقبة الصحية بوزارة الصحة على مراقبة سلامة هذه المادة خاصة وأنها سريعة التأثر بظروف التخزين. تاريخ «الزقوقو» ظهر إعداد طبق الزقوقو وهو نوع من أنواع التحلية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.. ويؤكد المؤرخون أن اللجوء لاستعمال مادة الزقوقو المستخرجة من ثمار الصنوبر الحلبي يعود إلى «الحاجة» أمّ الاختراع. فقد عرف السكان سنوات جفاف قل فيها إنتاج الحبوب بعد ثورة علي بن غذاهم سنة 1864، وانتشرت المجاعة فلجأ سكان الغابات إلى ابتكار أطباق جديدة. واكتشف سكان مدن الشمال الغربي في مادة الزقوقو ثمرة تشبه ‹الدرع» وتم استعمالها في عصيدة المولد النبوي الشريف خلال السنوات التي عم فيها الجفاف.. ومع اكتشاف نكهتها الطيبة أبدع السكان في تصنيفها من خلال إضافة الفواكه الجافة من بندق ولوز .. وتتميز غابات الشمال الغربي ايضا بإنتاج أنواع من هذه الفواكه الجافة. 60 ٪ من التونسيين قاطعوا عصيدة الزقوقو السنة الماضية حسب منظمة المستهلك ما بين 21 و27 دينارا سعركغ من الزقوقو ، 68 دينارا الفستق البلدي وحوالي 100 دينار البندق 300 طن حاجيات التونسي من الزقوقو منها حوالي 200 طن يتم استهلاكها فى فترة المولد النبوي الشريف. 1864 تاريخ انطلاق إعداد عصيدة الزقوقو مع المجاعة التي عمت بعد ثورة علي بن غذاهم 70 ٪ من أشجار «الزقوقو» في سليانة والكاف والقصرين والبقية تتوزع على بنزرت وباجة وزغوان 360 ألف هك من غابات الصنوبر الحلبي توجد في بلادنا موزعة على عدة ولايات من أهمها القصرين والكاف وسليانة وزغوان