يشهد نهج إسبانيا بالعاصمة المعروف بمحلاّت بيع الفواكه الجافة حركة غير عادية مع قرب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 12 ربيع الأوّل الذّي يتزامن هذه السّنة مع يوم 4 فيفري2012. وتكتظّ المحلاّت بطوابير من الحرفاء رجالا ونساءً رغم الاقتناع بأنّ أسعار الفواكه الجافّة ومادّة “الزقوقو” (الصنوبر الحلبي) تعدّ مرتفعة نسبيا خلال هذه السنة. فالأسر التونسية تتمسّك بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف رغم الصعوبات الاقتصادية التي تعرفها تونس والتي أثّرت على أسعار المواد الغذائية غير المدعومة. وقالت المصالح المختصّة بوزارة التّجارة إنّ أسعار “الزقوقو” تتراوح هذه السنة بين 11.5 دينارا و13 دينارا وأكّدت هذه المصادر أنّ الأسعار حرّة ولا تخضع للتأطير أو التحديد مسبقا، غير أنّ بعض الدكاكين المختصّة في بيع الفواكه الجافّة و”الزقوقو” في نهج إسبانيا ونهج الجزيرة وهي الأسواق المرجع في هذه المنتوجات، أظهرت أنّ الأسعار تجاوزت هذا الحدّ وقد وصلت إلى حدود 18 دينار في بعض الأحيان. وبيّنت السيدة ماجدة ربّة منزل “أنّ الأسعار ترتفع يوما بعد يوم مع اقتراب يوم المولد بسبب تزايد الإقبال إذ كان في بداية الأسبوع الماضي في حدود 12 دينارا ليقفز إلى حوالي 14 دينارا نهاية الأسبوع” ورغم ذلك فهي تصرّ على الاحتفال بهذه المناسبة استجابة لرغبة أطفالها. وقال سمير عامل بمحل لبيع العطورات “إننا نتمسّك بإعداد “عصيدة الزقوقو” كلّفنا ذلك ما كلّفنا” ،مضيفا “لا أرى مانعا في تخصيص مبلغ ما بين 40 و45 دينارا لإعداد هذه الأكلة “اللذيذة”. ويؤكّد رؤوف وهو موظّف بأحد المؤسسات العمومية أنه بالرغم من تأخّر موعد شراءه للزّقوقو والفواكه الجافّة فهو يحرص على الاحتفاء بالمولد النبوي الشّريف الذي بالإضافة إلى الأبعاد الدينية لهذه المناسبة فقد أصبحت من العادات والتقاليد التي لا يمكن الاستغناء عنها. وتتراوح أسعار الفواكه الجافّة بين 11.5 إلى 19.5 دينارا بالنسبة للوز ومن 48 إلى 50 دينارا بالنسبة “للبندق البلدي” وبين 20 و21.8 د “للبوفريوة” وبين 42 و45 دينار بالنسبة للفستق البلدي. وقالت مصالح وزارة الفلاحة إنّ كميّات “الزقوقو” المتوفّرة خلال هذه السنة تقدّر بحوالي 300 طن في نفس مستوى السّنة الفارطة، واعتبرت مصالح وزارة التّجارة أنّ هذه الكميّات كافية لتلبية الحاجيات وأنّ أغلب المنتوج متأتّي من تونس. ويعدّ “الزقوقو” ثمار شجرة الصنوبر الحلبي التي توجد في شكل غابات طبيعية في مناطق الوسط الغربي من البلاد التونسية وخاصّة بولايتي سليانة والكاف كما توجد في أماكن أخرى متفرّقة من البلاد. وتغطيّ غابات الصنوبر الحلبي في تونس نحو 300 ألف هكتار. المصدر: وات