أكّد المخرج المسرحي منير العرقي، أن مسرحيته الجديدة «القبلة»، هي تحية للممثل القدير صلاح مصدق، وأن العمل المقتبس عن نصوص انطوان تشيكوف، أراده قبلة على جبين هذا الكاتب الروسي. تونس (الشروق) يحتضن مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة مساء اليوم الخميس 15 نوفمبر 2018، العرض الأول لمسرحية «القبلة» للمخرج المسرحي محمد منير العرقي بالعاصمة، عن هذه المسرحية حدثنا منير العرقي، قائلا إنها «قبلة» على جبين الكاتب الروسي الشهير أنطوان تشيكوف، الطبيب والفنان الذي لديه رؤية خاصة ومميزة للعالم والواقع، وكتب في عديد المسائل وخاصة العلاقات البشرية، وقد تم الاشتغال على نصوصه مرارا لأن هذا الكاتب ينزل إلى أعماق وأغوار الذات البشرية، ولديه طريقة في الطرح ممتعة، يعامل شخصياته بصنعة كبيرة في الكتابة، تبرز ثقافته ووعيه بالعالم.. هو قريب منا لذلك كانت «القبلة»...». وأكّد العرقي أن مسرحيته الجديدة من إنتاج شركة أنس لفنون الركح بدعم من صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني، مشيرا إلى أنها لن تعرض في الدورة المقبلة من أيام قرطاج المسرحية، وأضاف في سياق متصل: «القبلة مدتها ساعة وربع من الزمن وتجمع 09 ممثلين وهم صلاح مصدق وسارة الحلاوي ويحي الفايدي وميساء ساسي وزياد المشري وإيمان العظيمي وصادق طرابلسي ونسرين شعبوني، ومعز حمزة، صاحب الدراماتورجيا، والذي سيظهر في العمل وكأنه تشيكوف، أو الكاتب الذي يراقب، فتجده يتساءل مثلا: لماذا نمنع المرضى من أن يموتوا؟..». تكريم صلاح مصدق وعن كيفية تطويع نص المسرحية لتكريم أحد ممثليها، وهو الفنان صلاح مصدق، أبرز العرقي أن «القبلة» فيها تحية كبيرة لهذا الممثل القدير، الذي يكتنز حسا رهيفا تماما كشخصيات تشيكوف، وسيكون محور الشخصيات كما سيجسد شأنه شأن كل الممثلين ما بين 05 و06 شخصيات، على حد تعبيره، موضحا بأنه بقدرما كانت المقاطع النصية مغرية في العمل بقدرما عول الإخراج على جسد الممثل وطاقات الممثلين على الركح، إلى جانب رقصات «الفالس» في بعض المشاهد. وكشف العرقي أن المقاطع النصية منقسمة إلى حوارات ثنائية وإلى حوارات بين عديد الممثلين، وإلى «مونولوغات»، سيكون صلاح مصدق حاضرا فيها كمخرج مسرحي يوجه ممثليه فتجد أحيانا من يوجد على الركح كممثل ولا يجسد شخصية، فيتداخل حينئذ الواقع الأليم بالمسرح والوضعيات الإنسانية الهشة جدا كما وصفها تشيكوف على حد قول محدثنا. «القبلة» «القبلة» هي أيضا عنوان لأقصوصة كتبها أنطوان تشيكوف، لكن مسرحية العرقي، كما تحدث عنها صاحبها، لن تقتصر على الأقصوصة وتستلهم من «أستاذ الكرز» و«الدب» و«النورس» و«مضار التبغ»، لذلك تتعدد الشخصيات وتتنقل بدواخلها وأحاسيسها وأوجاعها بين مواضيع عدة كأن تتناول موضوع الأعمال التي لا تخدم وضعية الفنان في علاقته الأسرية والمهنية، وكأن تمر ب«موت موظف» وتحكي قصة ذلك الموظف الذي تجرأ على جنرال، والجنرال الذي استضاف جنوده بغاية التسريع بتزويج بناته في «القبلة»، وكذلك الرجل الذي ذهب لأرملة بعد وفاة زوجها ليطالب بدين له من الزوج فيقع في حبها... «القبلة هي شهوة، وهي أيضا ترمز إلى الحب، لماذا الآن؟ وهل هناك دعوة للحب في راهننا؟.. سأترك المجال مفتوحا للجمهور للإجابة عن كل الأسئلة التي تراود ذهنه بمجرد مشاهدة المسرحية والتي نأمل أن يستمتع بها» هكذا أجاب منير العرقي عن الاسئلة التي طرحها وطرحناها، في بداية حديثه عن عمله الأخير. مدير إدارة الفنون الدرامية والركحية، شدد في ختام حوارنا معه على أن الإدارة، ورغم تجربته الطويلة فيها، تقيد الفنان وتقتله، والإداري غالبا ما يعاني صعوبة النجاح في المجالين الإداري والإبداعي معا، على حد تعبيره، وأضاف: «العالم الفني لدى الإداري كأنه عالم سري يخلو به بعد التوقيت الإداري أي ليلا وعليه أن لا يطيل خلوته، لأنه سيذهب للإدارة في الصباح الباكر، وهذا يحد من مساحة الإبداع لدى الفنان».