بعيدا عن وُعود الشاهد والصّخب القادم من «مجلس المُشاغبين» تَتّجه أنظار الشّعب التونسي نحو برج العرب لنسيان الهُموم والاستمتاع بالقمّة المُرتقبة بين مصر وتونس في نطاق التَصفيات المُؤهلة للكأس الافريقية. وَبَعد أن كان الترجي قد صَرخ في وجه الأهلي: «أنا الزّعيم» تَتجدّد اليوم في الاسكندرية المُواجهات المصرية - التونسية على أمل أن تَتواصل أفراحنا وتَتعزّز هَيمنتنا على الأشقاء دون المَساس بالعَلاقات أوالافراط في الاستفزازات كما فَعلت بعض قنوات الفِتن والتَهريج في تَغطيتها ل «فِينال» رابطة الأبطال مُتناسية بأن الكرة وُجدت من أجل التسلية والتَقارب لا بهدف التَفرقة أو»تَنويم» الأمّة بهذا «الأفيون» الذي قد يَسحر أكثر من 100 مليون بين مصريين وتونسيين لكنّه لن يَشغل المُواطن الغَلبان عن المَعركة اليومية لتحصيل «الخُبزة» التي تَحتاج إلى الكِفاح وتَذوّق المُرّ وذلك ما قد لا يَعرفه نجوم المَال و»العزّ» مثل الخزري وصلاح الذي يبدو أن صُوره الأخيرة وهو يأكل «الكشري» لن تُحقّق الكثير من الاشادات و»الجَامات» لأنّ مثل هذه «الحَركات التَمثيلية» أصبحت مفضوحة في القَاهرة وهُنا في تونس التي يأكل «كِبارها» «الكَفتاجي» أمام الناس ليقولوا إنّهم أبناء الشّعب ولا يَعرفون ل»الكَافيار» طَعما. زمن «المؤقت» هُناك اعتقاد راسخ بأنّ الفوز السّاحق للترجي على الأهلي من شأنه أن يمنح جُرعة معنوية اضافية لعناصرنا الدولية في هذه المواجهة التي يبحث خلالها المنتخب عن نتيجة ايجابية رَغم الاطمئنان على وثيقة العُبور منذ الجولة الماضية مِثله مثل «الفَراعنة». فريقنا الوطني تأهّل بصفة رسمية إلى الكأس الافريقية وهذا ليس بالأمر الفَريد لكن الجَديد يَكمن في التَغيير الحاصل على مستوى الإطار الفني بما أن الجريء عَزل البنزرتي بعد أن اكتشف أنه من سُلالة «علي شورّب» ما يَستدعي ابعاده بصفة فَورية حِماية للمجموعة وبصفة خَاصّة النُجوم المُدلّلين والذين بَذلت الجامعة الغَالي والنّفيس لإلحاقهم بالمنتخب عشيّة المُونديال وهي الفترة التي شهدت الكَثير من التجاوزات بداية بالرحلة القطرية وُصولا إلى الشّبهات التي رافقت برنامج المُباريات التَحضيرية. وبعد أن واجه البنزرتي مَصير «سِنّمار» منح رئيس الجامعة الثقة للكنزاري والعُقبي من أجل قيادة المنتخب بصفة ظَرفية في بقية المُنافسات الافريقية وهي شبه شَكلية بما أن وثيقة التأهل أصبحت في المكتوب بفضل أربعة انتصارات ساهم فيها ابن المنستير بنسبة 75 بالمائة وهذا ما يَزيد من حَجم التساؤلات والاستفهامات حول الأسباب الحقيقية لإقصاء فوزي بمكالمة هَاتفية أثبتت التَسريبات أن جامعة الجريء أرادت من خلالها شراء صوت الرجل بشكل يجعله يتحصّل على التعويضات دون أن يفضح «الخُنّار» في وسائل الإعلام. وقد «ثَأر» البنزرتي لنفسه ولم يَترك تلفزة ولا إذاعة ولا جريدة إلاّ تحدّث فيها عن هذا الطّرد التَعسّفي بتدبير من وديع المُتّهم بقيادة «انقلاب أبيض» على فوزي خِدمة لصديقه الكنزاري الطّامع في استثمار صفة «المُؤقت» إلى حين الترسيم الذي يسمح له بقيادة «النّسور» في الكأس الافريقية التي سَتُقام الصّيف القادم. وقد تَحقّق جزء كبير من «منامة» الكنزاري في ظل إزاحة «مُعلّمه» البنزرتي والدعم غير المشروط للجريء لكن الحلم الجميل لماهر يحتاج إلى ثقة الشّعب وهو ليس بالأمر اليَسير بالنّظر إلى الصّورة المهزوز لصاحب «القَبضة البشعة» وهي أفظع ألف مرّة من كلّ «الكلام الحلو» الذي قد يكون تَفوّه به البنزرتي في وجه اللاعبين لتَتدخّل الجامعة وتُعفيه من مَهامه. الثابت أن الكنزاري يُعلّق آمالا عريضة على مُواجهة مصر وأيضا على اللّقاء الودي المُنتظر ضدّ المغرب ليبرهن أنه يستحق نَيل الثقة عبر الجمهور والإعلام وإن فشل فإن «تَزكية» الجريء قد تَكفيه لإنجاح «الانقلاب» والذّهاب إلى «الكَان» التي نخشى أن تُداهمنا ونحن نتفرّج على هذه اللّعبة السخيفة والتي قد تعود بالوبال على المنتخب بحكم أنه يحتاج إلى الاستقرار وإلى تحضيرات كبيرة لعلّه يكسب التحدي ويتخطّى «عُقدة» الدّور ربع النهائي. اسم تونس في الميزان بَعيدا عن ألاعيب الجريء ومُخطّطات الكنزاري نأمل أن يُقدّم منتخبنا مُقابلة كبيرة دفاعا عن سُمعة الكرة التونسية وتأكيدا للجدارة بالتأهل والتواجد في الصّدارة التي تُثير أيضا أطماع الأشقاء الجَالسين على بعد ثلاث نقاط من «النّسور» وذلك قبل جَولتين من خطّ النهاية. ولاشك في أن «الفراعنة» بقيادة المدرب المكسيكي «أغيري» يَعتبرون أن اختبار اليوم في برج العرب يشكّل فرصة مثالية لتحقيق جملة من «المَكاسب». ومن الواضح أن الفريق المصري على يقين بأن مواجهة تونس تُعتبر اختبار الحقيقية بعد ثلاثة انتصارات على الخصمين الضَعيفين في المجموعة وهما سوازيلاند والنيجر كما أن الأشقاء في حاجة إلى الفوز «ثأرا» لكبريائهم المجروح بفعل هزيمة الجولة الأولى في رادس وأيضا نتيجة الخَسارة الأخيرة ل «الأهلاوية» في الميدان نَفسه. البرنامج تصفيات كأس افريقيا 2019 (الجولة الخامسة وقبل الأخيرة) في برج العرب (س17): مصر - تونس (الحكم الجنوب - افريقي فيكتور غُوماز) ترتيب المجموعة العاشرة 1) تونس 12 (تأهلت إلى الكان) 2) مصر 9 (تأهلت إلى الكان) 3) سوازيلاند 1 4) النيجر 1