مازالت الاحتفالات الترجية برابطة الأبطال مُتواصلة وبالتوازي مع السّهرات التلفزية المُخصّصة للإحتفاء بهذا الانجاز القاري الكبير حَرصت الجهات السياسية على تكريم «الزعيم» الجديد للكرة الافريقية. وبعد الاستقبال الرئاسي لأبطال افريقيا بادر مجلس النواب يوم أمس بتكريم الجمعية لأنها شرّفت الراية الوطنية وحقّقت مكسبا رياضيا مُهمّا على الصعيد الدولي الشيء الذي يمنح السلطات السياسية كامل الشرعية للإحتفاء بسفير الخضراء. وقد أشرف رئيس البرلمان محمّد الناصر على حفل التكريم الذي كان بحضور عدد من نواب الشّعب فَضلا عن رئيس الترجي حمدي المدب و»الكابتن» خليل شمّام وثلّة من المسؤولين في مقدّمتهم رياض بالنور ووليد العارم والهاشمي الجيلاني. امتحان ناجح إثر الاحراز على رابطة الأبطال انشغل الجميع في الاحتفال بهذا الانجاز وهو ما جعل الإطار الفني يتخوّف كثيرا من فِقدان التركيز والوقوع في فخّ الاستسهال بمناسبة لقاء «الجليزة» الذي برمجته الرابطة يوم أمس الأوّل: أي بعد 4 أيّام فحسب من مواجهة الأهلي المصري. وقد تزايد القلق في ظلّ غياب نِصف الجمعية لأسباب مُختلفة. ورغم صُعوبة الظّرف من الناحية البسيكولوجية فإن الإطار الفني نجح في إعداد لاعبيه وتمكّن من اجتياز امتحان «القوابسية» بسلام حيث سجلت الجمعية ثلاثية نَظيفة أكدت القوّة الذهنية للفريق وبرهنت عن ثراء «الذخيرة الاحتياطية» القادرة على سدّ الشغورات وتوفير الحلول البَديلة كما هو شأن آدم الرجايبي الذي سجّل الهدف الأوّل وبرهن أنه قد يُعيد اكتشاف نفسه مع معين الشعباني. لقاء «الجليزة» كان فرصة مِثالية لتؤكد الجمعية أن الأرجل ثَابتة على الأرض وأن التَتويج بالكأس الافريقية لن يجعل أبناء الشعباني يَغرقون في الفرح ويَقعون في الغرور. ماذا عن لقاء المتلوي؟ بدأ الترجي سلسلة مُبارياته المتأخرة بشكل رائع ويأمل أبناء الشعباني في مواصلة الانتصارات في اللقاء المنتظر ضد نجم المتلوي يوم الأحد القادم. وتتّجه النية نحو برمجة هذه المقابلة في ملعب المنزه بعد أن تعذّرت اقامتها في قفصة لأسباب أمنية بحتة. وفي انتظار التعيين الرسمي نشير إلى أن الطاقة القصوى للمنزه لا تتعدّى خمسة آلاف متفرج ويبدو أن النَّصيب الأكبر من المقاعد سيكون لفائدة الجماهير الترجية على أن تشرف طبعا هيئة بوجلال بوجلال على العملية التَنظيمية بوصفها الطرف الذي يستضيف في هذا اللقاء المؤجل لحساب الجولة الثانية ذهابا من سباق البطولة. ومن المقرّر أن يختتم الترجي الرياضي سلسلة المُقابلات المُتأخرة بمُلاقاة المنستير يوم الأربعاء القادم في رادس. اعتراضات تَحصّل الفريق على رابطة الأبطال وهو ما أنتج فرحة جماهيرية عارمة ومعها الكثير من الإشادات المحلية والدولية فضلا عن العائدات المالية الضخمة التي ستدخل الخزينة الترجية بفضل الزعامة الافريقية وبلوغ مونديال الأندية في الامارات. وبالتوازي مع كل هذه الأفراح والمكاسب الدعائية والمالية سيساهم هذا النجاح في رفع أسهم العديد من النجوم في سوق «الكوارجية» خاصة منهم هؤلاء الذين أظهروا امكانات فنية مُحترمة مثل البدري والبلايلي و»كوم» أوأيضا أولئك الذين يَحلمون منذ فترة بتغيير الأجواء وخوض تجارب احترافية في الخارج كما هو شأن الخنيسي الذي أكد في وقت سابق بأنه قد يُهاجر بعد الحصول على رابطة الأبطال. ومن جانبها لم تناقش الهيئة المديرة هذه المسألة خاصة في ظل الالتزامات المحلية والعالمية التي تنتظر الجمعية والثابت لدينا أن الإطار الفني بقيادة الشعباني يُفضّل بقاء جميع لاعبيه مع تعزيز المجموعة بعدد من الانتدابات في سبيل تقوية الفريق والبقاء في القمّة.