بَعد رحلة الابداع في الكأس الافريقية يَرجع الترجي اليوم إلى الأجواء المحلية مُرتديا ثوب البطل الذي لا يَشبع من الانتصارات ولا يَقنع بالقَليل لأنّ ثقافة البطولات مَوروثة عبر الأجيال ومَزروعة في العقول منذ النَشأة الأولى عام 1919. وَبعد أن تَربّع نادي «باب سويقة» على عرش الكرة الافريقية من المفروض أن تَضرب «المَاكينة» الترجية بقوّة في سباق البطولة المحلية تَماشيا مع المستوى العَالي الذي أظهره الفريق أمام «الأهلاوية» الذين عاشوا «كَابوسا» حَقيقيا في رادس بعد أن تَوهّموا أنهم في طريق مفتوح ل»سَرقة» الفرحة التونسية بفضل «الهَدايا» التحكيمية لعبيد شارف والتَمثيلية السَخيفة ل»أزارو» في مُواجهة الاسكندرية. احتفالات الترجيين ب»الأميرة» الافريقية كانت «خُرافية» وقد احتلّ أبطال التَتويج الصّحافة التونسية والعَالمية التي أغرقت فريق الشعباني في الاشادات والمدائح خاصّة أنّ الانتصار على «الأهلاوية» كان بالضّربة القاضية ودون الحاجة إلى المُساعدات التحكيمية التي كانت العنوان الأكبر والأبرز للقاء «بُرج العرب». وقد جاء هذا التَتويج ليُنهي سبع سَنوات من الانتظار ولِيُكمل فرحة الجمهور بالمائوية التي تدخلها الجمعية بمعنويات تُلامس سماء الامارات العربية وهي المَسرح الذي سيكتب فيه شيخ الأندية التونسية فصلا آخر من فصول الابداع بعد أن يُشارك في الكأس العالمية بِجِوار أفضل الأندية على سَطح الأرض. لكن هذه الحَقبة الذَهبية التي يعيشها شيخ الأندية التونسية لا ينبغي أبدا أن تُنسيه أهمية «التَواضع» والقِتال في البطولة المحلية التي تَبقى جَوازه الوحيد نحو الزّعامة القارية والمُغامرات العالمية ولاشك في أن نادي «باب سويقة» يملك من التجربة والخبرة ما يَكفل له عدم الوقوع في فخّ الغرور الذي عادة ما يَقع بصاحبه من أعلى السلّم. ولاشك في أن لقاء اليوم أمام «الجليزة» التي تُناضل للهُروب من بُرودة القاع سيكون اختبارا حَقيقيا ليس للمُؤهلات الفنية للترجي وإنّما لقوّته الذهنية بما أن مُواجهة «القوابسية» ستكشف إن كان بطل افريقيا قد استعدّ بجدية للتفوّق على ضيفه أم أن الكأس القارية طَارت به إلى سماء الأحلام الوردية وشَغلته عن البطولة المحلية التي يُشير ترتيبها العام إلى أن «غُول افريقيا» يجلس في مكان غير مُريح وما عليه إلاّ أن يُكشّر عن أنيابه ويكسب جميع مُبارياته المُؤجلة ليزحف نحو المقاعد الأمامية ويؤكد أنّه لا تَنازل عن عرش الكرة التونسية. من جهته، يراهن المُستقبل على أمرين اثنين للخروج بنتيجة ايجابية: العَامل الأوّل يَكمن في الفرحة الهستيرية للمحليين وما قد يَنتج عنها من استسهال وغياب للتَركيز أمّا العَامل الثاني فإنّه يَتمثّل في المفعول السحري لما يُسمّى عندنا بالرجّة النَفسية التي يأمل «القَوابسية» أن يُحدثها قيس الزواغي وهو المدرّب الثَّالث في مسيرة الجمعية التي تَحتاج إلى عزيمة من حديد لقلب الأوضاع وتَجنّب المَجهول. البرنامج: بطولة الرابطة «المحترفة» الأولى (لقاء مُؤجل لحساب الجولة الخامسة ذهابا) في رادس (س14): الترجي الرياضي - مستقبل قابس (الحكم نضال لطيف) الترتيب «المُؤقت» 1) النادي الصفاقسي 19 2) النادي البنزرتي17 3) النجم الساحلي 15 4) الملعب التونسي 11 5) اتحاد بن قردان 9 - الملعب القابسي 9 - اتحاد تطاوين 9 8) الترجي الرياضي 7 9) نادي حمّام الأنف 6 - شبيبة القيروان 6 11) نجم المتلوي 5 - النادي الافريقي 5 13) مستقبل قابس 4 14) الاتّحاد المنستيري 1