استيقظت الساحة الثقافية والفنية في تونس صباح أمس الجمعة 16 نوفمبر على نبإ رحيل الممثل حاتم بالرابح الذي وافاه الأجل المحتوم فجر امس عن سن 47 عاما . تونس «الشروق» بدأ الفنان حاتم بالرابح رحلته الفنية وهو في سن 17 عاما عندما اختاره المخرج المسرحي القدير محمد إدريس لأحد ادوار مسرحيته «يعيشو شكسبير» التي أنتجها المسرح الوطني التونسي عام 1988… ويذكر حاتم بالرابح في احد الحوارات التلفزية انه دخل المسرح، وعالم الفن عموما، في سن مبكرة حتى ان اضطر الى استقدام والدته لإمضاء عقد العمل في المسرحية مع ادارة المسرح الوطني . ومن خشبة المسرح، قفز حاتم بالرابح مباشرة الى الشاشة الصغيرة في أولى مسلسلات التلفزة الوطنية في بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث شارك في بطولة مسلسل «الأيام كيف الريح» (1992) للمخرج صلاح الدين الصيد، ومسلسل «وردة» (1993) للمخرج حمادي عرافة، والذي شارك فيه الفقيد ابرز نجوم التمثيل في تونس في ذلك الوقت مثل حسن الخلصي ورؤوف بن عمر وسمير العيادي ودلندة عبدو… نجم الخطاب على الباب ولم يتوقف ظهور الفقيد في المسلسلات التلفزيونية التي كانت تلقى اقبالا كبيرا لدى المشاهدين في ذلك الوقت، الا بعد ان اكتسب شهرة واسعة حولته في ظرف وجيز الى نجم مشهور، وخصوصا بعد مشاركته في مسلسل «الخطاب على الباب» (1996) للمخرج صلاح الدين الصيد. وقد لاقى العمل وقتها اكبر نسبة إقبال في تاريخ الدراما التونسية وهو ما دفع مؤسسة التلفزة الى انتاج جزء ثان في الموسم الموالي . سيرة تلفزية ومسرحية وسينمائية وشارك الفقيد الى جانب هذه المسلسلات في أعمال أخرى كثيرة تلفزيونية ومسرحية وسينمائية منها مسلسلات " ايام عادية " و"حكم الايام" و"يا زهرة في خيالي" و"أيام مليحة"، اضافة الى مسرحيات مثل «سنفونية» مع المسرحي الراحل حبيب شبيل و"صباط الظلام" مع محسن بن نفيسة و"يا بحر قلي" مع الطيب السهيلي… وشارك أيضا في افلام تونسية واجنبية منها «صمت القصور» للمخرجة مفيدة التلاتلي ( 1994) و"صيف حلق الوادي " للمخرج فريد بوغدير ( 1995) و"ملكة جربة" وفيلم فرنسي بعنوان « تثبيت هوية»... الهجرة الى اليونان وأمام ضعف الانتاج الدرامي في تونس سواء في التلفزة او في السينما، اضطر الفقيد الى الهجرة لأن التمثيل على حد تعبيره في العديد من الحوارات الصحفية، لا يمثل دخلا قارا وكافيا، فاستقر في اليونان ولكنه ظل يتردد على تونس كلما توفرت عروض التمثيل في هذا العمل او ذاك، وكانت آخر مشاركة له في أوت الماضي في دور العمدة في فيلم بعنوان «المتشابهون» للمخرج حبيب المستيري، وهو فيلم روائي تاريخي مستوحى من رواية محمد الناصر النفزاوي . والفيلم بصدد التركيب في انتظار عرضه قريبا في قاعات السينما. وكان الفقيد، قبل رحيله منشغلا باعداد مسرحية بعنوان «المتكتك» كانت كل امله في العودة الى خشبة المسرح الذي يبقى دائما على حد تعبيره الطريق الأمثل للاقتراب من الناس.