بتنظيم من البنك المركزي التونسي بالتعاون مع المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط انطلقت اول امس بقمرت أشغال الندوة حول ‹›السياسات الاقتصادية والاندماج التجاري وإحداث مواطن شغل مستدامة في بلدان المتوسط» .. وشارك في هذه الندوة، محافظو البنوك المركزية لكل من تونس وإسبانيا والمغرب والجزائر وليبيا ومسؤولون سامون بالبنوك المركزية لعدة دول على غرار فرنسا وايطاليا ومالطا والبنك المركزي الأوروبي. وركزت الندوة، على دور البنوك المركزية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط في تحقيق استقرار التوازنات الاقتصادية الكبرى والمالية وكذلك النمو الاقتصادي، وسيعكف المشاركون على تدارس إحداث مواطن شغل مستدامة وتطوير سلاسل القيمة الوطنية بين المؤسسات الدولية والمؤسسات الصغرى والمتوسطة. وأكد البنك المركزي التونسي، أن هذه الندوة تمثل فرصة لدفع الحوار بين محافظي البنوك المركزية والمسؤولين السامين بالبنوك المركزية لعدد من بلدان المنطقة، من أجل تبادل وجهات النظر حول السبل الكفيلة برفع التحديات الملحة في منطقة البحر الابيض المتوسط. وأشار البنك، إلى أن الآفاق الاقتصادية لبلدان منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط تبقى محدودة جراء الصراعات الاقليمية وذلك رغم تدعم الانتعاش الاقتصادي. وقد اكد محافظ البنك المركزي مروان العباسي أنه يمكن للتحديات التي تواجه البلدان على جانبي البحر المتوسط أن تكون قوة دافعة لإحداث مقاربة جديدة للتعاون والتضامن في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأوضح أن هذه المقاربة يمكن أن تشمل الجانب التقني والمالي على حد سواء. وفي ما يتعلق بالتعاون التقني، أشار إلى الدور الذي يجب أن تلعبه البنوك المركزية باعتبار دورها التعديلي مع بروز مفهوم السوق المالية التي تستخدم التكنولوجيات الحديثة. وأضاف أن الوصول إلى هذه السوق وسرعة انتشارها سيؤدي إلى تغييرات عميقة في المشهد المالي مشيرا إلى أن هذا التقدم التكنولوجي له تأثير إيجابي على الجودة وإمكانية الوصول إلى الخدمات المالية والاندماج المالي. كما أوضح العباسي في ذات السياق أن اقتصاديات البحر الأبيض المتوسط هي أقل إندماجا في ما بينها منذ 15 سنة. وكشفت نتائج دراسة حديثة ( أفريل 2018) عن « كوفاس » (شركة التأمين الفرنسية للتجارة الخارجية)، أنه رغم مضاعفة حجم الصادرات في المنطقة ما بين 2011 و2016، فإن الوزن النسبي لإجمالي الصادرات قد انخفض.