عاش ضيوف مسرحية « مملكة النمل « للمخرج فرحات الجديد اول امس الأحد في مسرح المركز الوطني لفن العرائس بالعاصمة، أجواء احتفالية جمعت بين الفرجة والخطاب المسرحي الهادف الموجه بدرجة أولى الى جمهور الأطفال. تونس «الشروق»: هذا الجمهور بات في اشد الحاجة الى تعبيرات ابداعية تقيه من سموم ومخاطر الظواهر التعبيرية الرائجة في شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزية. قدم المخرج فرحات الجديد أول أمس الاحد 25 نوفمبر في المركز الوطني لفن العرائس بالعاصمة عرضا للجنة الانتقاء والتصنيف المسرحي لمسرحيته الجديدة «مملكة النمل»، وهي مسرحية للأطفال من انتاج مختار للإنتاج الفني وتأليف اسمهان الفرجاني وسينوغرافيا زهرة الوسلاتي وتمثيل فتحي المسلماني ومروى العرفاوي وعايدة الفارح ونجوى ميلاد وحسان الحناشي. وحضر العرض الى جانب أعضاء لجنة الانتقاء والتصنيف عددا من الجمهور او الضيوف اغلبهم من الأطفال في محاولة من مديرة الانتاج الممثلة روضة المنصوري لرصد تفاعل الأطفال وتقييمهم للعمل بعيدا عن كل التأثيرات. مملكة النمل ويتناول العرض حكاية مملكة نحل تتعرض الى هجوم من الدبابير للحصول على العسل والقضاء على المملكة مما يتسبب في ارباك لطائفة النحل . وامام هذا الهجوم المفاجئ يجتمع النحل للبحث عن خطة تخلصه من الدبابير فيقرر التصدي للغزاة وذلك بالاتحاد والتضامن فيما بينهم. وهكذا تنتصر مملكة النحل على كل الدبابير وتلحق بهم هزيمة نكراء مقدمة درسا في الاتحاد والتضامن من اجل البقاء والحفاظ على المملكة، وهي الرسالة المبطنة التي حاولت صاحبة النص اسمهان الفرجاني، الحاصلة على جائزة مهرجان الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، تقديمها للجمهور وخصوصا جمهور الأطفال المعني بالمسرحية، اذ تعد مملكة النحل كما هو معروف في كل المجتمعات مثالا للمجتمعات التعاونية التي تعيش على مبدإ التكاتف والتنظيم المطلق. الفرجة المسرحية ولم تتوقف المسرحية عند حدود الرمزية في اختيار موضوع او مثال مملكة النحل كمثال حي للتضامن والتآزر يمكن ان يستوعبه الأطفال بسهولة ويقتدون به في حياتهم بل تم التركيز فيها كذلك على جانب الفرجة وحتى الاداء بالنسبة للمثلين . وقد نجحت زهرة الوسلاتي في تصميم سينوغرافيا ساعدت الجمهور كثيرا على تبليغ رسالة المسرحية وأهدافها سواء من حيث الجمالية الفنية او القيم والمبادئ التي يجب ان يتحلى بها الإنسان، وتجلى ذلك في ملابس وماكياج الشخصيات وحركاتهم على الركح، اضافة الى اداء الممثلين الذي تفاعل معه جمهور الأطفال بشكل لافت. مملكة النحل، مسرحية هادفة في زمن ضائع يكاد يغيب فيه الهدف، وعمل فرجوي جميل وسط واقع فني قميء.