شدّت الاهتمام برسومها التشكيلية التي كان لها حضورها المتوهج في أكثر من فضاء.. آخرها في المهدية هي الرسامة مهى المكشّر. أستاذة جامعية، عشقت وهامت بالألوان والرسوم التشكيلية منذ الطفولة، حيث كانت تؤم النوادي الثقافية حاملة معها ورقا وقلم رصاص لترسم ما يخطر في بالها في تلك اللحظة لحظة وجدانية بريئة لطفلة عمرها 14 سنة، كانت تنظر حواليها لتلتقط ما يشدها مزهرية كانت أو وردة أو طفل صغير يلهو بلعبته.. كبرت الموهبة وكان لا بد من صقلها وتهذيبها بعد الالتحاق بالمرحلة الثانوية ثم المرحلة الجامعية بمعهد الفنون الجميلة لتبدأ بعد التخرج حلقة جديدة في مسيرة الدكتورة والرسامة مهى المكشّر مع الألوان والتعابير التشكيلية. الموهبة وحدها لا تكفي تؤكد الدكتورة مهى المكشّر أن الموهبة بمفردها لا تكفي للتعبير بالألوان والرسوم لذا لا بد من ثقافة أكاديمية معمقة لتأطير وتوجيه هذه الموهبة، لذا كانت من الحريصات على الأخذ بكل أسباب المعرفة وكل ما له علاقة بالفنون التشكيلية مضامين وألوان وأبعاد... كسبت الرهان لتبدأ رحلة جديدة ذات طابع وجداني لها في علاقتها مع الرسوم والألوان... الرسم يكتب انفعالاتي الداخلية تقول مهى المكشّر، لحظة الانزواء في مرسمي أنتظرها أسابيع قد تطول وقد تقصر، فقرار لحظة الإبداع مرتبط بلحظة انفعالاتي التي تلهمني، وقد أكون في ضيق، أو أعيش لحظة فرح أو لحظة غموض أو لحظة انتظار لذا تراني «أهرب» إلى اللوحة لأبثها هذه الانفعالات، فأنا أسير بقلبي ووجداني على اعتبار أن الفنان المبدع يقوده قلبه قبل عقله اللوحة التشكيلية هي أحاسيس وعواطف وليدة اللحظة. وفي المقبال تعترف الدكتورة مهى المكشر أنها عند رسم أي لوحة تنطلق من الشكل لتمر بعد ذلك إلى المضمون وهي تحاول أن تكون كل لوحة لها رمزية حتى تمكن المتأمل فيها من قراءات متعددة اعتمادا على ثقافته ولحظة تفاعله مع اللوحة. التشخيص الحرّ تعتمد الدكتورة مهى المكشر التشخيص الحر في كل رسومها من خلال تعدّد الوجوه وبتقنيات إبداعية مختلفة فيها مقاربة للواقع وما نعيشه يوميا مع مقاربة لوجهات النظر المختلفة. لوحاتي عالمي الخاص نعم، هناك لوحات استعصت علي فتراني أبتعد عنها وأتركها على اعتبار الإطار غير المنتظر الذي يكون مفاجأة لي، وتراني أعود إليها في لحظة صفاء وشغف لأنصهر بكل أحاسيسي الوجدانية والفنية فيها، أتبادل معها الحديث بكل تلقائية.. فهي عالمي الخاص الذي لا مثيل له، في لوحاتي أحلم والفنان الحالم هو الذي يصوغ الحياة في أبهى مظاهرها ويبشر بالتفاؤل والحب والنور الإنساني النبيل... لا تخفي الدكتورة مهى المكشر انبهارها بعد اكتمال اللوحة تعيش نشوة إبداعية استثنائية وهي تنظر إلى اللوحة المكتملة وتغوص معها في حوار نفسي ممتع. في المغرب تحتفظ الدكتورة بالكثير من الذكريات الجميلة مع لوحاتها التي حطت الرحال في 2015 بالمغرب وقد تلقفها الجمهور الغفير هناك بتقدير وثناء زادها في حجم الإحساس بالمسؤولية للحفاظ على ما تحقق من نجاح والعمل الجاد على تطويره مؤكدة في ذات الوقت الاهتمام الكبير بالفنون التشكيلية في المغرب، إنهم يولون أهمية كبيرة للفن التشكيلي يحتفون به بشكل مثير للإعجاب، في حين أن زيارة المعارض التشكيلية في تونس تقتصر على طلبة معاهد الفنون الجميلة وبعض الإعلاميين وقليل من الجمهور. وختمت الدكتورة مهى المكشر سأواصل رحلتي مع الفنون التشكيلية أكثر عشقا وجدانيا وأكثر تفاعلا مع المحيط...