تتراجع مدرسة "دولة الاستقلال" او "مدرسة الجمهورية" يوما بعد يوم، وتتاكل بعد مرورها بمارطون من الازمات منها الاضرابات وحجب الاعداد ومقاطعة الامتحان... ويتفق الجميع ان هذه المدرسة لم تعد مثلما كانت عليه في السابق فقد اصاب مفاصلها خلل كبير، فالمدرسة التي راهنت عليها نخبة الاستقلال لمقاومة الامية والفقر اليوم مريضة وتتخبط في "مسلسل" من المشاكل بين النقابة العامة للتعليم الثانوني ووزارة الاشراف. وتسببت هذه الازمات التي يعيشها التعليم العمومي اليوم في عدم استقرار المدرسة وتوفير تعليم مستقر وجيد للتلاميذ، الذين داخلوا امس في تحركات تصعيدية احتجاجية ضد المربين، وصلت الى تبادل العنف وحرق العجلات المطاطية. وخوفا من سيناريو السنة الدراسية البيضاء، انتفض امس التلاميذ بعدد من المؤسسات التربوية، حيث غادروا مقاعد الدراسة ليلتحقوا بالشارع، رافعين شعارات تطالب بضمان تعليم جيد ومستقر وباخراجهم من الحرب الجارية بين النقابة وسلطة الاشراف. تواصل مقاطعة الامتحانات بعد تعثر المفاوضات بين النقابة والطرف الحكومي، تواصلت معه حيرة الاولياء وغضب التلاميذ الى حد جعل ازمة التعليم العمومي بمثابة "مسلسل درامي" لا نعرف متى ينتهي؟. ويتفق الجميع ان الحق في الاضراب هو حق دستوري وتحسين الوضع المادي والبيداغوجي حق لابد من الدفاع عنه، لكن لا يجب ان يكون ذلك على حساب التلاميذ واستعمالهم كوقود للدفاع عن استحقاقات نقابية.