تونس (الشروق) حالة من الغضب والغليان، تعيشها بعض المؤسسات التربوية، بسبب تواصل مقاطعة امتحانات الاسبوع المغلق، ليتم امس تسجيل العديد من الحوادث الخطيرة منها قرار غلق المعهد الثانوي الهادي والي بالحمامات واعدادية بئر بورقيبة بعد ان احتج التلاميذ على مقاطعة فروض الاسبوع المغلق، وقيام عدد منهم باعمال عنف، ورشق المربين بالحجارة، مما ادى الى تهشيم بلور نوافذ الاقسام. كما تم حرق العجلات المطاطية امام المعهد، مما ادخل حالة من الفزع في صفوف التلاميذ وتمت الاستعانة بالامن لتفادي الصدام. احتجاجات امام المعاهد وفي ولاية القيروان، قاطع التلاميذ الدراسة وخرجوا الى الشارع، اين نفذوا احتجاجات امام المؤسسات التربوية، وقد تعمد بعض تلاميذ المدرسة الاعدادية بوحجلة حرق العجلات المطاطية وسط تواجد امني مكثف. كما رفع تلاميذ المدرسة الاعدادية بيت الحكمة بالقيروان شعارا مفاده، "لا دراسة لا تعليم حتى الوضع يستقيم" مما اضطر الى غلق ابواب المدرسة، وكان الوضع بالمدرسة الاعدادية رقادة بالقيروان اكثر تازما، حيث عمد مجموعة من التلاميذ الى رشق واجهة المدرسة بالحجارة احتجاجا على تواصل مقاطعة الامتحانات، التي خلفت حالة من الاحتقان والتوتر في صفوف الاولياء والتلاميذ وسط ضبابية مصير السنة الدراسية. تلاميذ يغادرون مقاعد الدراسة هذا الوضع عاشته، عدد من المؤسسات التربوية بأغلب جهات الجمهورية. اذ قاطع التلاميذ الدراسة. وتحولوا الى الشارع رافعين شعارات تدعو الى إجراء الامتحانات وتعبر عن غضبهم من تواصل قرار المقاطعة. وتم تسجيل حالات عنف منها رشق المربين والمؤسسات التربوية بالحجارة. كما غادر التلاميذ الأقسام بعدد من المؤسسات التربوية بالعاصمة، بعد إعلامهم من قبل الأساتذة بتواصل مقاطعة الاختبارات. ويقول في هذا الصدد أحد التلاميذ ل"الشروق"، كان من المفروض أن نجري اليوم امتحانا في مادتي العربية والعلوم التقنية، وأمام إعلامنا من قبل الأستاذ بأنه لن يتم إجراء الامتحان، غادرنا القسم كاحتجاج على تواصل هذا الوضع الذي قال إنه أنهك التلاميذ وجعلهم يشعرون بالإهانة والإحباط. الأولياء ... غاضبون من جهة أخرى، فقد نفذت أمس "تنسيقية أولياء غاضبين" وقفة احتجاجية أمام عدد من الإعداديات والمعاهد الثانوية، وذلك احتجاجا على قرار جامعة التعليم الثانوي القاضي بمقاطعة امتحانات الثلاثي الأول. وأكدت التنسيقية في بيان لها أنها تستعد لتنظيم وقفة احتجاجية وطنية للتنديد بالإرباك المتجدد في كل سنة دراسية، الذي تسببه جامعة التعليم الثانوي لأكثر من 7 ملايين تونسي بين أولياء وتلاميذ، مؤكدة أن هذا التحرك يأتي للتأكيد على الحق الطبيعي لأبناء العائلات التونسية في إجراء الامتحانات في آجالها. وأوضح عبد العزيز الشك عضو التنسيقية أن هذه الوقفة الاحتجاجية هي شكل من أشكال تعبير الأولياء عن غضبهم واستنكارهم للوضع المتردي الذي آلت اليه المنظومة التربوية بالبلاد أمام "تعنت" النقابات، التي قال إنها "تصر كل سنة على مواصلة حجب ثمرة مجهودات التلاميذ والعبث بتضحيات أوليائهم". المحامي أحمد بن حسانة ل«الشروق» النيابة العمومية مطالبة بالتحرك وحل النقابة العامة للتعليم الثانوي أكد المحامي احمد بن حسانة في تصريح ل"الشروق" ان مقاطعة الامتحانات مخالفة للقانون وان هناك فصولا تمكن النيابة العمومية من تحريك قضايا ضد النقابة العامة للتعليم الثانوي. وتابع بن حسانة ان الحق النقابي يتمثل فقط في الاضراب، الذي يكون وفقا لشروط منها اعلام ببرقية اضراب واحترام الاجال والحصول على موافقة المركزية النقابية، وان يكون الاضراب له صبغة مهنية، مضيفا ان مقاطعة الامتحانات لا تحظى بموافقة المركزية النقابية وان مقاطعة الامتحانات تعد استعفاء من الخدمة التي قال انها جريمة يعاقب عليها القانون وتصل عقوبتها الى عامين من السجن. واكد محدثنا ان روزنامة الامتحانات هي من صلاحيات وزارة التربية قانونيا ولا يمكن تغيير اوقاتها، داعيا الى التحرك والتدخل وفرض عقوبات تاديبة صارمة ضد اعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي، الى جانب تطبيق القانون بخصوص تعمد عدد من الاعضاء هذه النقابة تعنيف زملائهم الذين رفضوا المقاطعة وقاموا باجراء الامتحانات. وقال بن حسانة انه في ظل سلبية الحكومة في اتخاذ الاجراءات اللازمة على النيابة العمومية تطبيق احكام الفصل 256 من مجلة الشغل وحل هذه النقابة باعتبار ان الفصل ينص على امكانية حلها لانها حادت عن دورها المهني ومارست نشاطا مخالفا للقانون. رئيس جمعية الأولياء رضا الزهروني ل«الشروق» أين الحكومة من أزمة التعليم العمومي؟ أكد رضا الزهروني رئيس جمعية الأولياء في تصريح ل"الشروق" أن المدرسة ليست بخير وأنها تمر بوضع غير مسبوق وهستيري، مؤكدا أن يوم الاثنين 3 ديسمبر 2018 هو أول يوم لامتحانات الأسبوع المغلق، الا أن التلاميذ بعضهم داخل الأقسام والبعض الآخر خارج قاعات الدرس. وتابع الزهروني أن النقابة تدافع عن استحقاقاتها والوزير يؤكد أنه يمارس صلاحياته طبقا للقانون والحكومة عاجزة عن الوصول الى حل لإنهاء الأزمة. كما أن الاتحاد بدوره عاجز عن حلحلة الإشكال. أما الأولياء فقرروا التحرك وتنفيذ وقفات احتجاجية أمام المعاهد والمدارس الاعدادية. وقال محدثنا إن جميع المعطيات لا تبشر بخير. وإن هناك مخاوف من خروج الأزمة عن السيطرة، خاصة أنه لا توجد أي بوادر لانفراج الأزمة، التي قال إنها ذاهبة نحو مزيد التعقيد، مضيفا أن هذه الاشكاليات أصبحت تتجاوز التلميذ والولي والأطراف المتداخلة لتصبح لها أبعاد سياسية خاصة أن هناك تبادلا للاتهامات بين أطراف نقابية وسياسية. وأكد محدثنا أن جمعية الأولياء حرصت في عدة مناسبات على إبلاغ صوت الولي والتعبير عن معاناته والمس من حقوق أطفاله، مؤكدا أنه سيتم دعم أي تحرك للدفاع عن حق التلميذ في تعليم جيد ومستقر. وأشار محدثنا الى أنه لا يجب أن يقاطع التلميذ مقاعد الدراسة التي قال إنها تعطلت حوالي 3 أسابيع. وهو ما يمثل 10 بالمائة من الزمن المدرسي (30 أسبوعا دراسيا في العام) . وأوضح محدثنا أنه لا يجب أن ينخرط التلميذ في ثقافة المقاطعة رغم أن من حقه التعبير عن حقوقه والدفاع عنها خاصة أنه أصبح اليوم يشعر بنوع من الإهانة. وتم حشره في معركة لا علاقة له بها، مؤكدا أن أصحاب القرار تم انتخابهم من أجل قيادة هذه البلاد. وإنهم يتقاضون أجورا للقيام بمهامهم. وإنه عليهم اليوم التدخل لحل هذه الأزمة. وفي ختام حديثه دعا الزهروني الى تغليب لغة الحوار وتغليب مصلحة التلميذ حتى يعود الى مقاعد الدراسة ويجري الامتحانات. 3 أسابيع من الدراسة معطلة اي بنسبة 10 بالمائة من الزمن المدرسي 90 ٪ هي نسبة مقاطعة الامتحانات حسب نقابة التعليم الثانوي 30 أسبوعا هو معدل الزمني المدرسي 65 هي مرتبة تونس (قبل الاخيرة) في قياس النظم التعليمية 256 هو أحد الفصول القانونية من مجلة الشغل الذي يتيح حل النقابة التي تحيد عن العرف النقابي 900 ألف تلميذ في الإعدادي والثانوي معنيون بمقاطعة الامتحانات