حققت دولة الإمارات اليوم تزامنا مع «عام زايد» واليوم الوطني ال 47 للدولة إنجازا تاريخيا جديدا يضاف إلى تاريخها الحافل بالإنجازات في مختلف الميادين حيث أصبح الجواز الإماراتي الأقوى في العالم وحصد المركز الأول عالميا بجدارة. وفاقت دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» جميع التوقعات بحصول الجواز الإماراتي على المرتبة الأولى عالميا في الأول من ديسمبر 2018 متصدرة دول العالم وهو نجاح تحققه وزارة الخارجية والتعاون الدولي بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في تصريح له بهذه المناسبة «إن هذا الإنجاز يعد بمثابة ترجمة حقيقية لإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويعكس قوة الدبلوماسية الإماراتية الإيجابية ومساهمتها الفاعلة والمهمة على الساحة العالمية». وبحسب مؤشر «باسبورت إندكس» الذي يعد نظاما تفاعليا يختص بتصنيف قوة جوازات السفر يمكن لحامل الجواز الإماراتي السفر إلى 167 دولة دون الحاجة لتأشيرة مسبقة وبذلك يمكن للمواطن الإماراتي السفر إلى 84 في المائة من الدول المدرجة في المؤشر دون تأشيرة فيما قفز جواز السفر الإماراتي من المرتبة 27 في ديسمبر 2016 إلى المرتبة الأولى عالميا في ديسمبر 2018. ويجسد هذا الإنجاز الوجه الحضاري لدولة الإمارات وما تحظى به من احترام وتقدير على الصعيدين الإقليمي والدولي والذي تقف وراءه سياسة حكيمة وقيادة رشيدة عملت بجد على بناء صورتها الناصعة في الخارج حتى أصبحت دولة الإمارات عنوانا للحكمة والاعتدال والتعايش والسلام وفي الوقت ذاته رمزا للإنجاز والتفوق والتميز على المستوى العالمي. وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أطلقت مبادرة «قوة جواز السفر الإماراتي» بهدف وضع جواز سفر دولة الإمارات ضمن قائمة أقوى خمسة جوازات سفر في العالم بحلول عام 2021 وبهذا تكون دولة الإمارات قد حققت هذا الهدف قبل ثلاثة أعوام عن الموعد المحدد ضمن المبادرة. ولا تمثل قوة جواز السفر اليوم هوية المواطن فحسب بل هي عامل مهم يؤثر في حصوله على الفرص العالمية وسهولة تنقله ونوعية الحياة التي يعيشها. ولا تقتصر العوائد الإيجابية لسهولة التنقل على تمكين مواطني دولة الإمارات من التنقل بحرية بغرض السياحة بل تشمل أيضا عوائد اقتصادية وتنموية وحتى إنسانية من خلال تسهيل التبادل التجاري والاستثمار الاقتصادي للأفراد والمؤسسات. وتماشيا مع رؤية شاملة لتطوير الدولة والمجتمع تمتلك دولة الإمارات أجندة للمستقبل تتبنى الابتكار وتمكين أفراد المجتمع وتشجع التعاون الدولي والمشاركة العالمية وتعد هذه المبادئ جزءا لا يتجزأ من دولة الإمارات منذ قيامها عام 1971 رؤية زايد أساس السياسة الخارجية الإماراتية الرائدة على الصعيد الخارجي، مثّلت رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، إلهاماً للسياسة الخارجية لدولة الإمارات، والتي التزمت ببناء جسور الصداقة، والعمل والتعاون مع الدول الأخرى، وفقاً لروح ميثاق الأممالمتحدة المبني على الالتزام بالأخلاق والمثل والمبادئ الدولية. واليوم تستمر دولة الإمارات بدعم أهداف التنمية المستدامة، والتي تمثل خارطة طريق أو مساراً محدداً لبناء غد أفضل وأكثر استدامة للعالم والأجيال القادمة. كما وتبقى دولة الإمارات مستمرة في تكريس جهودها لمواجهة التحديات العالمية الرئيسية، ولا سيما تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر، والحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي، وإرساء أسس وقواعد العدل والسلام، وقد عملت دولة الإمارات على تبني دبلوماسية نشطة قامت على الانفتاح على العالم الخارجي، وتمكنت الدولة من نسج شبكة علاقات واسعة مع مختلف دول العالم، استندت في جوهرها على احترام مبادئ ومواثيق الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، وعلى رأسها الديقراطية وحقوق الإنسان، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. ولم يكن من قبيل الصدفة أو المفاجأة أن تحافظ دولة الإمارات للعام الخامس على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياساً لدخلها القومي، بنسبة 1.31 في المئة، حيث تقترب مساهمة دولة الإمارات من ضعف النسبة العالمية المطلوبة، وهي 0.7 في المئة التي حددتها الأممالمتحدة بمثابة مقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة، وفقا للبيانات الأولية التي أعلنتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقد احتلت دولة الإمارات المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم للعام 2017 ، حيث قدمت مساعدات إنمائية بقيمة 19.32 مليار درهم، (5.26 مليارات دولار)، وتميزت المساعدات بأن أكثر من نصف قيمتها تمت على شكل منح لا ترد «بنسبة 54%» وذلك دعماً للخطط التنموية التي تنفذها الدول المستفيدة. وغني عن القول بأن تقديم هذه المساعدات جاء انسجاماً مع رؤية الشيخ زايد طيب الله ثراه بالانفتاح على العالم، والتفاعل مع قضاياه العالمية، وضمن توجهات الدولة الرامية إلى إحداث تأثير إيجابي ملموس لأجل تحقيق الهدف الأسمى للإنسانية وهو القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030. وقد أحتلت الإمارات موقع الصدارة بين دول العالم في بذل الجهود لمحاربة الفقر وتقديم المساعدات الخارجية للمحتاجين، بما فيهم الفئات الأكثر ضعفاً وهشاشة. وتعتبر تطلعات وزارة الخارجية والتعاون الدولي للدبلوماسية الإماراتية طموحة وواقعية ، وهي مستلهمة من فكر ورؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ‹›حفظه الله››، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتسير الوزارة بخطى واثقة ومستمرة في طريقها لتحقيق أهدافها وغاياتها، واضعة نصب أعينها سعادة المواطن الإماراتي، وتكريس مكانة الدولة ضمن الدول المتقدمة في كافة المجالات. الإمارات رائدة في مجال المساعدات الخارجية والاعمال الخيرية والإنسانية من خلال مساعداتها الخارجية تم توجيه ما يزيد عن 14 في المائة من إجمالي المساعدات الخارجية لدولة الإمارات المقدمة خلال عام 2016 لصالح تمكين النساء والفتيات في مختلف أنحاء العالم. وبعد خصم الدعم ثنائي الأطراف لميزانيات الحكومات، والذي يمثل ما يزيد عن نصف قيمة المساعدات الخارجية المقدمة من دولة الإمارات خلال عام 2016، تصل نسبة المساعدات الهادفة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة إلى ما يقرب من ثلث المساعدات الإجمالية.