حَرارة شَديدة ترافق المُواجهتين المُرتقبتين في تطاوينوقابس وهما من الجهات التي تَتنفّس الكرة وتَتمسّك بالأمل رغم كلّ عَذابات التَهميش وجَرائم التلوّث. في ميدان المرحوم نجيب الخطّاب، فجّر اتّحاد المكان «ثَورة» كبيرة في البطولة التونسية بعد أن صَنع فريق القصري من الضّعف قوّة وهذا ليس بالغريب عن شباب تطاوين الذي رفع شِعار التَحدي لتحقيق المطالب الشرعية في التَنمية. ومن الواضح أن «المَلاحم الشَعبية» التي عرفتها الجهة تمنح الجمعية أجنحة اضافية لتُعلن بدورها الصّمود وتَخوض المُنافسات الكروية بمنطق «الرخّ لا» طالما أن العَزيمة من حديد والتشكيلة تضمّ لاعبين بروح المُحاربين ويقودهم مدرب أثبت كفاءته العَالية من رباط المنستير إلى «الكامور» والكلام عن القصري الحالم بالتحليق في سماء تطاوين دون الحاجة إلى الأضواء والضّوضاء التي تعيش على وقعها عدة أسماء تدريبية أنتجتها «المَاكينات» الاعلامية والأستوديوهات التَحليلية. وتبدو الفرصة مُناسبة لتَتواصل اليوم الأفراح «التَطاوينية» بفوز يُعزّز ثقة الأحباء والمسؤولين في قدرة الجمعية على التواجد في المقاعد الأمامية وعدم الاكتفاء بالأدوار الهَامشية وهو نفس الحلم الذي يُراود «القوابسية» الذين كانوا قد شغلوا الناس بمسيرتهم الرائعة في المسابقات المحلية والافريقية قبل أن يَتراجعوا خطوة إلى الوراء بفعل المَشاكل المالية والإدارية. وتعيش «الستيدة» فترة انتقالية بعد أن قرّر العجرودي التَخلي عن الشتاوي وتعويضه بالإيطالي «فابرو». والأمل كلّه أن لا يكون هذا التَغيير مجرّد فرقعة إعلامية وأن يُحدث هذا التحوير القَفزة النَوعية التي ينشدها «القَوابسية» الواثقين من النجاح ما لم تَسقط الجمعية في «الهزّان والنَفضان» سواء على مستوى التَسيير أوكذلك على صعيد الاتّصال بما أن التَصريحات الشّرسة التي أدلى بها الرئيس للتهجّم على «الكَوارجية» زادت للأمانة عن حَدّها. نَبقى من الأجواء «القَابسية» للحَديث عن القطب الآخر في الجهة وهو «الجليزة» التي تُصارع الظّروف من أجل الخروج من النَفق المُظلم. وقد أصبح إنقاذ الجمعية من الغَرق الشُغل الشَاغل للجماهير المُتعلّقة بالمُستقبل الذي يُعاني بفعل المَال المفقود والارتجال المُسيطر على توجّهات المسؤولين المُطالبين بإنتشال الفريق من الضَّياع وذلك أضعف الإيمان بعد فِقدان الأمل في كشف الحقائق حَول قضية الرّشوة التي فَجّرها المرزوقي. وهذا طبعا من باب التَذكير لا «المُحاسبة». طُموحات «الجليزة» تَصطدم بخِبرات النّجم السّاحلي القادم إلى واحات قابس لإنهاء سلسلة التَعادلات واستعادة نَغمة الانتصارات وهي السّبيل الوحيد لإعادة خَلط الأوراق والبقاء في دائرة المُتراهنين على البطولة. البرنامج بطولة الرابطة «المحترفة» الأولى (الدفعة الثانية من الجولة الحادية عشرة ذهابا) (س14) في قابس: مستقبل قابس - النجم الساحلي (الحكم وسيم بن صالح) في تطاوين: اتحاد تطاوين - الملعب القابسي (الحكم جلال السحباني)