نحن على عتبة الفقر السياسي حيث تشرئبّ الأعناق لرؤية هلال الانتخابات «الديمقراطية الشفافة الحرة النزيهة» مع الاستئناس بتصفية الحسابات.. هلال يتزاوج ويتوالد ويتكاثر فيه الساسة إناثا وذكورا وتغيب فيه السياسة ويحضر السوس ويسوس. ومن شيم السوق أنه إذا ساس شيئا ينخر لبّه ويتخذ من فراغه مسكنا ومن قشوره غطاء له وفيه يبيض ويفرّخ. وها نحن اذن على أهبة لهذه الانتخابات في غياب هيأتها المستقلة الى حد الساعة عن الانتخابات. ولا أخال الشعب إلا على عاداته وتقاليده وسيبتّ مرة أخرى في هذه الانتخابات اذا تمّت انه عدو نفسه بكل شفافية ووضوح وأنه هذه المرة سيغمس اصبعه لا في قارورة الحبر الانتخابي وإنما في عينه حتى لا يرى الوضع على ما هو عليه وهو الذي «هرم من أجل هذه اللحظة». سألت أحد المزارعين وهو العليم بمقاومة السوس في بذوره هل من طريقة وهو ينفض يديه مما علق بها من غبار الطوب الذي كان يفتته في حلقه بالقول: يكفي أن يغمس الناخب إصبعه في قارورة مبيد الحشرات عوضا عن قارورة الحبر الانتخابي. قلت ومن أين يأتي هذا السوس الفتّاك في الحقل السياسي؟ قال: شيء من بذورنا المحلية المريضة وشيء من البذور المهربة من الخارج. قلت ولما يعود هذا التكاثر السوسي اللعين؟ تنهّد وأجاب: للبيئة القذرة والمحيط المتعفّن والمناخ المسموم ثم همّ بالرحيل بين طوب حرثه سألته الى أين؟ قال الى حيث لا أدري ولا يدري أحد